الصحافة

من "نزع السلاح" إلى "احتوائه": موقف أميركي جديد يُغضب "طالبي" الحرب

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

في خضم الضجيج السياسي الذي يلفّ بيروت هذه الأيام، يطلّ موقف أميركي جديد على لسان السفير ​ميشال عيسى​ هذه المرة، متحدثاً عن "احتواء" السلاح، لا حصره ولا نزعه، وهذه عبارة "شغلت بال" خصوم السلاح في الداخل، وكانت كفيلة بإشعال أعصاب هذا الفريق الذي يعيش اليوم أجمل أيامه منذ العام 2005.

أثارت عبارة "احتواء السلاح" التي استخدمها السفير عيسى في أحد اللقاءات التي عُقدت في دارة فؤاد مخزومي بحضور نواب وشخصيات سياسية، استغراب من سمعها، على اعتبار أن الموقف الأميركي الجديد يتعارض مع ما سبقه من "حرب على السلاح" والمطالبة بنزعه، وبحسب مصادر سياسية بارزة فإن ما صدر عن السفير الأميركي يمهّد لخط جديد في مقاربة ملف السلاح، أقرب إلى الواقعية هذه المرة، ولكنه بالتأكيد لا يمثّل رأي كل من في الإدارة الأميركية.

ترى المصادر أن عبارة "احتواء السلاح عند تعذّر نزعه" هي إعلان صريح بأن واشنطن باتت تتصرف بواقعية مع ما يمكن تحقيقه في هذه المرحلة، فهي ترى أن ما تحقق في جنوب الليطاني من سحب للسلاح هو إنجاز كبير جداً، كما أن احتواء السلاح شمال الليطاني انطلق منذ عام ويمارس الجيش اليوم عملية محكمة لمنع نقله وتحريكه، وهناك قرار من أصحاب السلاح بعدم استخدامه، وكل هذه النقاط تشكل تحولاً استراتيجياً كبيراً، ويمكن استكمالها.

لا تنفي المصادر أن موقف عيسى يمثل جهة في إدارة ترامب، ولكن تعويل لبنان اليوم هو على قرب هذا السفير من الرئيس الأميركي شخصياً، وقدرة الاخير على التأثير على اسرائيل، مشيرة عبر "النشرة" إلى أن هناك جهات أخرى في الإدارة الأميركية أكثر تشدداً لا تزال تتحدث عن الحرب مع ​حزب الله​ ومع إيران كحلّ أمثل للمشاكل العالقة.

يُدرك رئيس المجلس النيابي نبيه بري هذا الواقع ويعمل مع السفير الاميركي على محاولة إحداث خرق في الموقف الاميركي من إسرائيل، فبري بحسب المصادر مقتنع تماماً بأن التأثير على إسرائيل ليس أميركياً مع هذه الإدارة الحالية، إنما هو تأثير شخصي من ترامب على اسرائيل، ولكن هذا يخلق بنفس الوقت "قلق" مشروع من التفاوض مع طرف لديه مواقف متناقضة تجاه موضوع واحد.

رغم كل ذلك، تسير المشاورات قدماً بين بري والسفير عيسى، بمسار لا ينفصل عن التحرك العربي والخليجي الذي انطلق منذ فترة، وبحسب المصادر فإن هناك حركة نشطة خلف الأبواب المغلقة لإعداد ورقة عمل عبر الميكانيزم، بالتزامن مع استكمال الجيش انتشاره جنوب الليطاني، قبل الانتقال إلى المرحلة المقبلة، والتي تتطلب التقدم بالتفاوض وخطوات إسرائيلية، مشددة على أن كل ذلك يبقى رهن الرغبات الاسرائيلية التي لم تظهر حتى اليوم نوايا إيجابية تجاه التفاوض والملف اللبناني.

"احتواء السلاح" لا يعني أن واشنطن بدلت موقفها وباتت موافقة على بقاء السلاح، إنما هو مؤشر إلى أن فريقاً وازناً فيها بات يتصرف على أساس أن نزعه بالقوة أو بالضغط الشامل غير قابل للتحقق، وسيساهم بضرب مسار أميركي في لبنان عمره أشهر وتمكن من تحقيق التقدم، ولكن مسألة الإحتواء هذه ستُزعج الجهات التي تمني النفس باستكمال الحرب على بيئة لبنانية كاملة، ومن غير المستبعد أن غضبها هذا هو ما نراه تصعيداً سياسياً كبيراً من قبلها في الداخل اللبناني.

محمد علوش -النشرة

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا