الصحافة

الطائفة السنيّة تطالب بالعدالة الانتقالية

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

ترافقَت الاحتفالات التي شهدتها المناطق اللبنانية ذات الغالبية السنيّة في الذكرى السنوية الأولى لانتصار الثورة السورية مع حملة انتقادات وجدالات لم تهدأ. البعض اعتبر رفع أعلام الثورة السورية دليلاً على اهتزاز الهوية الوطنية أو تشكيكاً في الانتماء اللبناني. غير أنّ هذا التفسير السطحي يتجاهل حقيقة أعمق بكثير، فالسُنّة في

لبنان لا يرفعون علماً للخروج من الدولة بل يرفعون صرخة طويلة لتذكير الجميع بأنّ العدالة الغائبة عنهم منذ قرن كامل ليست تفصيلاً بل شرطاً لبقاء لبنان نفسه دولةً قابلة للحياة. إنّ المطلب السنّي اليوم ليس فئوياً ولا طائفياً، بل هو مطلب عدالة انتقالية هدفه استعادة التوازن الوطني وإنهاء نظام الامتيازات التاريخية الذي مزّق المجتمع وكرّس طبقات من «مواطنين» و«رعايا».

إنّ إصلاح الظلم التاريخي الواقع على السُّنّة هو إصلاح للدولة نفسها. فالطائفة السنيّة بحجمها، انتشارها، موقعها في المدن، تاريخها الوطني ثقافتها القيَمِيّة الجامعة وتقاليدها الإصلاحية كانت دائماً الحجر الأساس في قيام الدولة اللبنانية. وحين تضعف هذه الطائفة يضعف معها لبنان ويتحوّل إلى ساحة لصراعات الإقليم كما نشهده اليوم.

إنّ ما يطالب به السُنَّة اليوم ليس امتيازاً جديداً بل إنهاء الإمتيازات القديمة ومحاصصة فيروس زعماء الحرب التي أنتجت الظلم والفقر والعنف. إنّهم يطالبون بحقّ بـــ «عدالة انتقالية حقيقية» تعيد بناء الدولة على أسس المواطنة والعدالة وتضع حدّاً لمنطق الميليشيات وساديّة الإمتيازات وتستعيد التوازن الوطني وتعيد للبنان رسالته كما أرادها الإمام الأوزاعي دولة العدالة والمساواة والمؤسسات.

ولعلّ السؤال الذي يفرض نفسه كخاتمة طبيعية، ما هي الخطوات العملية للعدالة الانتقالية التي يطالب بها سُنّة لبنان؟

حسن عاكوم -" اللواء"

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا