محليات

مشروع "الميغاسنتر".. جدل متصاعد حول شكل الانتخابات في لبنان

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

رأى خبراء أن النقاش المتصاعد حول مشروع "الميغاسنتر" يشكل تحولاً نوعياً محتملاً في الاستحقاق الانتخابي في لبنان، باعتباره تجربة شاملة تعيد صياغة المشاركة السياسية، حال إقراره.

وأكد الخبراء أن طرح هذا الملف يعود إلى الحساسية التي يثيرها، لا سيما لجهة الخشية من تغيير المعادلات السياسية الراسخة، وهو ما يجعل الجدل حوله يتجدد كلما اقترب استحقاق انتخابي.

و(الميغاسنتر - Mega Voting Centers) هو اقتراح إصلاحي في نظام الانتخابات اللبنانية، يهدف إلى إنشاء مراكز اقتراع كبيرة ومركزية في المحافظات أو المدن الكبرى.

ويتمثل الهدف منه بالسماح للناخبين بالتصويت في مكان سكنهم الحالي بدلاً من الاضطرار إلى العودة إلى قريتهم أو بلدتهم الأصلية (مكان القيد الانتخابي)، مما يسهل المشاركة ويقلل من العبء المالي واللوجستي، خاصة في ظل الأزمات الاقتصادية أو النزوح.

أهمية الميغاسنتر
وفي السياق، قال الأمين العام للجمعية العربية للعلوم السياسية، الدكتور حسان الأشمر، إن مسألة "الميغاسنتر" تعد من أبرز مسائل الإصلاحات الضرورية المطروحة في القوانين الانتخابية، نظراً لدورها في تخفيف الضغط والكلفة عن الناخب.

وأشار إلى أن هذا الطرح غالباً ما يعود إلى الواجهة قبيل أي استحقاق انتخابي، الأمر الذي تستغله بعض الأطراف لمحاولة التأثير في نتائج الانتخابات.

وأضاف الأشمر، في حديثه لـ "إرم نيوز"، أن أهمية الميغاسنتر تكمن في قدرته على تقليل الضغوط السياسية على الناخب، إذ إن ربط الناخب بمكان قيده يجبره على الانتقال من منطقة إلى أخرى، وهو ما تستغله الأحزاب عبر عمليات تسجيل الناخبين ونقلهم إلى مراكز الاقتراع، بما يسهم في التأثير على خياراتهم السياسية.

وأوضح الأشمر أنه في حال تطبيق الميغاسنتر، أي ربط الناخب إلكترونياً بقيده، فلن يبقى ملزماً بالاقتراع في مركز قيده، إذ يمكنه التصويت ضمن التجمعات الكبيرة المعروفة بـ "الميغاسنتر"، ما يجعله أكثر تحرراً وقدرة على الاقتراع في مكان سكنه أو أي مكان قريب منه، دون الحاجة إلى نقله من قبل القوى السياسية أو تجميعه ضمن كتل انتخابية مؤثرة في كل منطقة على حدة.

وأشار إلى أن الميغاسنتر هو من أهم الأطروحات الإصلاحية، إلا أنه لا وجود لنية جدية لدى معظم القوى السياسية في تطبيقه لأنه يحرر الناخبين بنسبة كبيرة.

تغيير المعادلات السياسية
وبيّن أن القوى السياسية تدرك تماماً حجم ناخبيها وآليات قيدهم وتفاوض بناءً عليها، لأنها تعلم أعداد الذين يتم نقلهم من كل منطقة إلى مناطق قيودهم، معتبراً أن طرح هذا الملف في هذا التوقيت حساس، كونه قد يُفهم كخطوة تستهدف تغيير المعادلات السياسية وإعادة صياغة السلطة والنظام السياسيين، أو أنه قد يسبب تبدلاً في توازنات القوى الداخلية.

ولفت إلى أن طرحه الآن إذا كان الهدف منه استفزاز الفرقاء السياسيين، قد يعرقل إقراره، رغم كونه تجربة إصلاحية مهمة وفكرة تنظيمية متقدمة تساهم في تعزيز الشفافية في العملية الانتخابية والتمهيد إلى الانتخاب الإلكتروني.

واختتم الأشمر حديثه بالتأكيد على ضرورة اعتبار الميغاسنتر وسيلة انتخابية متطورة، تسهم في تطوير قانون الانتخاب، وتطوير حق المشاركة للمواطن وتكريس حريته باختيار من يمثله، بعيداً عن توظيفه كأداة لغلبة فئة سياسية معينة على فئة أخرى.

ضرورة انتخابية
في المقابل، رأى المنسق الإعلامي لحزب القوات اللبنانية، شارل جبور، أن الميغاسنتر يشكل ضرورة انتخابية، لا مجرد تحول تنظيمي، خصوصاً في بلد مثل لبنان حيث يخضع جزء من الناخبين لضغوط فريق سياسي بعينه، بينما يخشى آخرون الذهاب إلى مناطقهم بسبب ترهيب هذه الفرق، كميليشيا "حزب الله".

وأضاف جبور، لـ "إرم نيوز"، أن وجود ميغاسنتر خارج هيمنة ميليشيا حزب الله، يتيح للمواطن أن يقترع بكل حرية بعيداً عن أي ضغوط أو ترهيب قد يُمارس عليه، خصوصاً غير الموالين أو المعارضين للحزب.

وأشار إلى أن اعتماد الميغاسنتر على مستوى لبنان يسهل المسألة الانتخابية ويرفع نسبة المشاركة في الانتخابات النيابية لأن المواطن اللبناني قادر على الاقتراع في الأماكن القريبة من سكنه بدلاً من أن يتكبد مشقة الذهاب إلى مكان قيده.

واختتم جبور حديثه بالتأكيد على أن الميغاسنتر ضرورة تؤدي إلى مزيد من الإشراف والمزيد من التسهيلات الانتخابية التي تبدأ من حياة المواطنين وصولاً إلى المسألة الأمنية التي ترهبهم على غرار مسألة حزب الله.
 

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا