باسيل من زغرتا: مشاهد الأسبوع الماضي في الطرق احتلال جديد للبنان
الميكانيزم تفتش قاسم
خاض الجيش أمس بمؤازرة اليونيفيل تجربة ناجحة في جنوب الليطاني، ربما تكون الأولى من نوعها. وكانت نتيجتها تجنيب مبان من التدمير بعد تهديد إسرائيل باستهدافها. فهل تكون هذه التجربة نموذجًا للعمل من الآن فصاعدًا؟
أتت تجربة يوم أمس، بعدما أعلن الجيش الإسرائيلي عن تراجعه عن أوامر إخلاء لمبان في بلدة يانوح في منطقة صور، وذلك بعد وصول الجيش اللبناني للمبنى المهدّد بالاستهداف.
وكان الجيش الإسرائيلي أنذر بإخلاء مبان في البلدة حيث ادعى أنّ بداخلها بنى تحتية عسكرية لـ"حزب الله". وبعد إصدار الإنذار توجّه الجيش اللبناني عبر الآلية (الميكانيزم) بطلب الوصول مجددًا إلى الموقع المحدّد الذي تمّ تجريمه ومعالجة خرق الاتفاق".
وعلم أن التفتيش حصل برضى الأهالي ولم يتم العثور على أي شيء، فتجدّد الطلب بالدخول إلى إحدى الأملاك الخاصة التي سبق تفيتشها، ما أدى الى سوء تفاهم مع بعض الأهالي سرعان ما تمّ حلّه.
وأشارت المعلومات إلى أنّ الجيش اللبناني اتخذ اجراءات جدية مع قوات اليونيفيل لمنع ضرب المبنى المهدّد حيث تواجد في المبنى صاحب المنزل ورئيس البلدية.
كما أفيد بأن الجيش على اتصال مباشر مع لجنة الميكانيزم عبر تقنية الـ"Video call".
وإثر البيان الإسرائيلي بتجميد الغارة على يانوح، قالت المتحدثة باسم اليونيفيل كانديس آرديل: "في وقتٍ سابق من اليوم (أمس)، رافقت قوّات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة الجيشَ اللبناني إلى بلدة يانوح، دعمًا لعملية تفتيش كان الجيش اللبناني ينفّذها. ولم تدخل قوّات حفظ السلام أيّ مبانٍ، وغادرت المنطقة فور انتهاء العملية".
قبل حوالي شهر، نفذ الجيش الإسرائيلي موجة من الغارات الجوية على أهداف "حزب الله" في أربع قرى في جنوب لبنان بعد إصدار تحذيرات الإخلاء. كما تلقى السكان تحذيرات عبر الهاتف. قال الجيش الإسرائيلي إن الضربات دمرت منشآت تخزين الأسلحة التابعة لوحدة صواريخ "حزب الله".
يستفاد من هذه الوقائع التي لم يمض عليها 24 ساعة، أن هناك وسيلة لتجنيب لبنان ويلات حرب جديدة تهدد إسرائيل بشنها قريبًا لنزع سلاح "حزب الله"، إذا لم يتجاوب الأخير طواعية بالتخلّي عن سلاحه.
لكن المفارقة أن ما حدث في يانوح الجنوبية تزامن مع إطلالة الأمين العام لـ"الحزب" الشيخ نعيم قاسم الذي اعتمد نبرة عالية جدّا دفاعًا عن سلاح المنظمة. فهو قال:
"إننا سندافع حتى لو أطبقت السماء على الأرض، لن يُنزع السلاح تحقيقًا لهدف إسرائيل، ولو اجتمعت الدنيا بحربها على لبنان. افهموا جيدًا: الأرض والسلاح والروح خلطة واحدة مُتماسكة. أي واحد تريدون نزعه أو تمسّون به، يعني أنكم تمسّون بالثلاثة وتريدون نزعها. وهذا إعدام لوجودنا، ولن نسمح لكم، ولن يكون هذا".
في موازاة هذه النبرة العالية جدًا، كان قاسم يستشهد بما صرّح به أخيرًا المبعوث الأميركي توم برّاك لوكالة بلومبرغ قائلًا: "إسرائيل لن تتمكن من تحقيق أهدافها عبر محاولة سحق "حزب الله" عسكريًّا. إن قتل مسلح واحد سينتج عشرة آخرين، ولذا لا يمكن أن يكون هذا هو الحل".
غاب عن قاسم ان برّاك، وحسبما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية امس، سيصل الى إسرائيل غدًا حيث سيبحث "منع التصعيد بسوريا ولبنان" حسبما ذكرت هذه الوسائل.
من جهتها، أوضحت القناة 12 الإسرائيلية، أن "نتنياهو طلب إلغاء جلسة محاكمته الاثنين المقبل بسبب اجتماع مع توم برّاك واللقاء يهدف لمنع التصعيد مع لبنان والتوصل لتفاهمات مع سوريا".
لو قررنا التوفيق بين فهم قاسم لتصريح برّاك لوكالة بلومبرغ وبين ما جرى أمس في يانوح، سيتبيّن أن الطريقة التي اعتمدها الجيش بمؤازرة اليونيفيل وتجاوب الأهالي معها يحقق المبتغى من دون اللجوء الى "السحق العسكري" الذي استبعده برّاك. لكن ما حصل في يانوح هو إعلان الجيش أن المبنى الذي هدد الجيش الإسرائيلي بتدميره، خالٍ من الأسلحة.
إذا، لا يستطيع الأمين العام للحزب أن يفوز بحلّ سلمي في لبنان بمعزل عن التخلي عن السلاح. ما هو مطروح بصورة مهذبة من الدولة هو "حصر السلاح". وفي المقابل، تطرح إسرائيل "نزعه". وليس أمام الشيخ نعيم إلا أن يختار بين تهذيب الدولة وصلافة إسرائيل. ويعلم الأمين العام للحزب أن قوله "ان أطبقت السماء على الأرض"، يصلح للحكايات ولن يتحقق واقعًا. وعليه، ستبرهن الأيام المقبلة أن أمام قاسم أن يختار بين اطباق جحيم الحرب على "حزب الله" وبين الامتثال لطلب الميكانيزم تفتيش مقره في الضاحية عندما يحين الوقت.
أحمد عياش -نداء الوطن
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن| شاركنا رأيك في التعليقات | |||
| تابعونا على وسائل التواصل | |||
| Youtube | Google News | ||
|---|---|---|---|