طهران تُقفل ملف قاسم… هذا هو الاسم الجاهز للخلافة!؟
لم تعد الإشارات الآتية من طهران إلى بيروت مجرد رسائل عابرة أو تسريبات محسوبة، بل باتت وفق تقديرات دبلوماسية لبنانية رفيعة، تعكس توجهًا استراتيجيًا لإعادة هندسة القيادة الأولى داخل “حزب الله”، في لحظة إقليمية شديدة التعقيد، تتداخل فيها التحولات العسكرية مع الضغوط السياسية والانكشاف المتزايد للمحور الإيراني.
وبحسب ما كشفته مصادر دبلوماسية مطلعة لوسيلة إعلامية، فإن زيارة وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي المرتقبة إلى بيروت، تتجاوز في دلالاتها الإطار البروتوكولي، لتكون مدخلًا لإعادة تقييم عميقة للبنية القيادية للحزب، وعلى رأسها موقع الأمين العام نعيم قاسم.
وتؤكد هذه المصادر أن طهران لا تنظر إلى قاسم على أنه القائد القادر على إدارة المرحلة المقبلة، لا من حيث الكاريزما ولا من حيث القدرة على ضبط التناقضات الداخلية ومواكبة التحولات الإقليمية المتسارعة، معتبرة أنه لا يرقى إلى مستوى سلفه حسن نصر الله في لحظة تتطلب قيادة استثنائية.
في هذا السياق، تشير معطيات kataeb.org إلى بروز اسم محمد مهدي نصر الله، نجل الأمين العام السابق الراحل حسن نصر الله، كمرشح أول لخلافة القيادة، وتلفت المعلومات إلى أن هذا الخيار يحظى بدعم إيراني وازن، بوصفه امتدادًا رمزيًا وسياسيًا لنهج والده، ومحاولة لإعادة إنتاج الشرعية داخل التنظيم من خلال الاسم قبل الأداء.
محمد مهدي، المولود عام 1997، يقيم حاليًا في مدينة قم الإيرانية حيث يتابع دراسته الدينية، ويخضع وفق المصادر نفسها، لبرنامج إعداد مكثف بإشراف جهات إيرانية متخصصة، في مسعى واضح لتأهيله سياسيًا وتنظيميًا وأمنيًا، تمهيدًا لأدوار مستقبلية داخل الحزب، وترى طهران فيه شخصية قابلة للبناء عليها وقادرة، نظريًا، على الجمع بين الرمزية العائلية والانضباط العقائدي.
وتذهب التقديرات الإيرانية إلى أن نصر الله الابن قد يكون نقطة التقاء داخل الحزب، في ظل تصدعات واضحة ظهرت في أكثر من جناح، سواء على المستوى العسكري أو السياسي، كما تعتبر طهران أن إعادة توحيد الحزب تتطلب مظلة قيادية جديدة، تحمل رؤية جيوسياسية منسجمة مع تحولات المنطقة، من دون التخلي عن الثوابت التي أرساها حسن نصر الله.
في هذا الإطار، لا تبدو خطوات إيران لتعزيز موقع محمد مهدي عفوية أو رمزية فحسب. فتكريمه من قبل المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي، ومنحه عمامة والده وخاتمًا دينيًا في وقت سابق، يقرأ في الأوساط المراقبة كرسالة سياسية كثيفة الدلالات، تشير بوضوح إلى نية طهران الدفع به كخيار جدي للمرحلة المقبلة، بعد اختبار تجربة نعيم قاسم.
غير أن السؤال الجوهري يبقى أبعد من الشكل والرمزية: هل يمتلك محمد مهدي القدرة الفعلية على إدارة شبكة معقدة من القيادات والخلافات، وإنقاذ الحزب من انقساماته الداخلية؟ وهل تستطيع طهران تحويله من "وريث سياسي" إلى عنصر مؤثّ يفرض حضوره داخل التنظيم؟
بين من يرى في هذا التحول فرصة لتجديد الدم في القيادة، ومن يعتبره مجازفة في توقيت بالغ الحساسية، يبقى الثابت أن الحزب يقف عند مفترق دقيق، وأن القرار النهائي، كما في محطات سابقة، لن يتخذ في بيروت، بل في طهران التي تتولى إدارة مسارات القرار داخل الحزب وتوجيه إيقاعه السياسي والتنظيمي.
شادي هيلانة - Kataeb.org
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن| شاركنا رأيك في التعليقات | |||
| تابعونا على وسائل التواصل | |||
| Youtube | Google News | ||
|---|---|---|---|