هجوم تدمر واستهداف أميركيين بعد أيام قليلة من إطلاق إدارة ترامب استراتيجيا جديدة
كلام ولايتي ليس انزلاقًا
لم تعد وقاحة الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة الكلاميّة مجرّد انزلاقٍ عابر في السلوك السياسيّ، بل أضحت صلفًا أخلاقيًّا منهجيًا، يستند إلى نهجٍ ثابت لدولة متنطّعة ترى في سيادة لبنان تفصيلًا ثانويًا قابلًا للانتهاك والتجاوز... هكذا علّق مرجعٌ رفيع على الموقف الإيراني الأخير الصادر عن مستشار قائد الثورة والجمهوريّة الإسلاميّة للشؤون الدوليّة، علي أكبر ولايتي، الذي أعلن صراحةً ومن دون مواربة، أن إيران ستواصل دعم "حزب اللّه"، في وقتٍ يواصل فيه لبنان الرسميّ حصر السلاح في يد الشرعيّة الوطنيّة.
برأي المرجع، كلام ولايتي لا يمكن إدراجه في خانة التصريحات العادية، إذ يعكس عقلية لا تزال تنظر إلى لبنان بوصفه ساحة لا دولة، وأن قراره شأن ملحق، وسيادته مفهوم قابل للتعليق. وهو ما يعيد بحسب المرجع نفسه، طرح السؤال الجوهري بإلحاح: إلى متى ستواصل إيران مدّ مخالبها من دون أن تجد دولة جاهزة لتقليمها، ولو عند حدود الكلمة والموقف؟
يعتبر المرجع أن عدم الانفكاك الإيراني، هو مواجهة مفتوحة بين سيادة تطالب بحقها، ووصاية تأبى الاعتراف بها، ويربط بين موقف ولايتي ومعطيات تفيد بوجود إيعاز إيراني مباشر إلى "حزب اللّه"، يقضي بالإبقاء على هيكليّته التنظيميّة ـ العسكريّة، حتى في ظلّ مسار حصر السلاح الذي تنتهجه الدولة اللبنانيّة. وهو ربط يرى فيه المرجع دلالة واضحة على أن الخطاب المعلن ليس منفصلًا عن الممارسة الميدانيّة، بل يشكّل غطاءً إيرانيًا لاستمرار واقع يتناقض مع منطق الدولة ومتطلّبات سيادتها.
يقول المرجع إن الإيعاز الإيراني الذي وصل إلى قيادة "حزب اللّه"، ينطلق من تقدير يعتبر أن تفكّك الهيكليّة التنظيميّة ـ العسكريّة، إن حصل، هو بمثابة بترٍ عميق لا يُعالج بسهولة ولا يُرمّم بسرعة. فإعادة بناء العصب والعضلات ليست مسألة يسيرة. أمّا إعادة التسليح، فيُنظر إليها كإجراء ممكن في أيّ وقت وتحت مختلف الظروف، تمامًا كما تُعاد تروية طرف مبتور ما دامت القنوات لم تُقفل نهائيًا.
وبناءً عليه، يلفت المرجع إلى أن دورة رواتب المتفرّغين في "الحزب" عادت إلى سابق انتظامها، تُصرف كاملة وبانتظام، من دون أيّ اقتطاع أو تأخير، بانتظار لحظة التدخل المناسبة. وهو ما يقرأه المرجع بوضوح كمؤشر إضافي على أن الجمهوريّة الإسلاميّة لا تتعامل مع الذراع بوصفها مبتورة نهائيًا، بل كطرفٍ قُطع عند العظم، فيما لا يزال الجلد معلّقًا تمهيدًا لوصله متى نضجت الظروف.
يخلص المرجع إلى الربط بين الإيعاز الإيراني لـ "حزب اللّه" وإعادة انتظام دورته المالية، وبين ما يوازيه من إعادة ترتيب للبيت الداخلي لـ "الحزب". ووفق هذا التقدير، فإن الحرس الثوري الإيراني يُمسك منفردًا بزمام المشهد اللبناني، ويضبط تفاصيله ومفاصله بدقة، بحيث تبقى قيادة "حزب اللّه" هدفًا محتملًا في المرحلة المقبلة، لكنها ليست أولوية راهنة ما دام التحكّم الإيراني قائمًا ومتاحًا بأعلى درجاته.
نورما أبو زيد- نداء الوطن
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن| شاركنا رأيك في التعليقات | |||
| تابعونا على وسائل التواصل | |||
| Youtube | Google News | ||
|---|---|---|---|