نتنياهو يستقدم "بني منشيه" إلى الجليل.. تطويق جديد للدروز وتحذير من جنبلاط!
كثر من نداء، وأكثر من تحذير، وجّهه الرئيس وليد جنبلاط في مقابلته التلفزيونية الأخيرة، لا سيما حيال المشروع الإسرائيلي الذي لا يعرف حدودًا، لا في العنف ولا في سياسته المتواصلة لقضم الأراضي الفلسطينية والسورية واللبنانية.
وفي معرض تأكيد جنبلاط رفضه الاستسلام أمام "الزمن الإسرائيلي"، الذي كثر مروّجوه وأدواته المنخرطون في سياسات التضليل وتشويه حقيقة الدروز وتاريخهم، كرمى لمطامع نتنياهو، حذّر جنبلاط من مخطط إسرائيلي جديد يستهدف الوجود الدرزي شمالي الأراضي المحتلة.
وفي هذا السياق، نبّه جنبلاط إلى مخطط نتنياهو لنقل يهود من الهند إلى الجليل الأعلى، وتحديدًا إلى مناطق التجمعات الدرزية، وذلك في إطار سياسة ديموغرافية ممنهجة تسعى حكومة العدو عبرها إلى تطويق المجتمعات الدرزية وتسخير الجغرافيا والسكان في خدمة المشروع الصهيوني التوسعي.
وفي التفاصيل، من المقرر نقل أبناء الجالية اليهودية المعروفة باسم "بني منشيه" من شمال شرق الهند إلى مستوطنة نوف هغليل أي مدينة الناصرة العليا شمالي إسرائيل، وهي مدينة يسكنها اليوم يهود وأقلية درزية، وتقع بمحاذاة مناطق التمركز الدرزي الأساسية مثل حرفيش، ويركا، ودالية الكرمل، وعسفيا.
ووفقًا لقرار صادر عن مجلس الوزراء الإسرائيلي في أواخر تشرين الثاني الماضي، بناءً على اقتراح نتنياهو ووزير الهجرة في حكومته المتطرفة، سيُنقل 1,200 شخص من أبناء "بني منشيه" بحلول نهاية عام 2026، على أن تستكمل الحكومة بحلول عام 2030 نقل نحو 5,800 مهاجر إضافي، على اعتبار أنّهم من "بذور إسرائيلية" أي أنّ نسبهم متّصل بأجداد يهود.
نتنياهو، الذي أساء بسياساته إلى الدروز عبر قانون كامينيتس وقانون القومية اليهودية، ويواصل محاولات أسرلة دروز الجولان ومصادرة أراضيهم تحت عناوين تنموية زائفة، مثل مشروع التوربينات الهوائية الضخمة، وصف قرار نقل "بني منشيه" إلى الجليل بأنه "قرار صهيوني مهم من شأنه تعزيز الشمال والجليل». وأشار مكتبه إلى أنه خلال العقدين الماضيين، هاجر إلى إسرائيل نحو 4,000 من أبناء تلك الجالية بموجب قرارات حكومية سابقة، فيما تسعى الحكومة المتطرفة اليوم إلى استكمال إجراءات نقل الجالية بأكملها.
في المُحصّلة إنّ هذه الخطوة لا يمكن فصلها عن السياسات الإسرائيلية ممنهجة التي تستهدف تغيير التوازنات الديموغرافية في الجليل والجولان، عبر تشريعات إقصائية ومشاريع استيطانية فادحة. إنّ خطر الصهيونية لا يقتصر على القوانين أو المشاريع الاقتصادية الظاهرية، بل يكمن في مشروع تفكيك الهوية الدرزية، وعزل الدروز جغرافيًا وسياسيًا، وتحويلهم إلى أقلية مُطوّقة داخل فضائها التاريخي. ومن هنا، تأتي تحذيرات الرئيس وليد جنبلاط كجرس إنذار من مسار طويل الأمد، كلفته على الدروز أكبر بكثير ممّا يظهر اليوم. فهل يستيقظون؟
عبدالله ملاعب- الأنباء
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن| شاركنا رأيك في التعليقات | |||
| تابعونا على وسائل التواصل | |||
| Youtube | Google News | ||
|---|---|---|---|