الصحافة

هل الرهان على سياسة "شراء الوقت" استراتيجيّة مُجدية؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

هل تجاوز لبنان مرحلة الخطر؟ وهل ما يجري حاليا من جولات مكوكية للمبعوثين الدوليين والاقليميين خطوات جدية، لمنع الانفجار او مجرد "شراء للوقت"؟ اسئلة تبدو ملحة في هذه الظروف الحساسة، لكن الاجوبة لا تزال غير حاسمة، لوجود الكثير من المعطيات غير الواضحة بعد، وقد تحتاج الى المزيد من الوقت كي تتبلور.

لكن المؤكد هو وجود تغييرات جذرية طرأت على المشهد الميداني والسياسي، وهي تؤشر الى وجود عملية اختبار للنيات لكل الاطراف المعنية بالملف، دون ان تكون النتائج حاسمة، بانتظار الموقف الأميركي الحاسم والمؤثر، حيث لا تزال الاستراتيجية الاميركية حول لبنان مبهمة، ولا يزال التماهي مع الاهداف الاسرائيلية قائما، لكن الجديد هو بروز معالم رغبة اميركية، في تحريك الملف نحو قواعد "اشتباك" جديدة لا تزال غير واضحة حتى الآن، وثمة آمال كبيرة في ان يأتي الجواب من قمة ترامب – نتانياهو في 29 الجاري.

هذه الخلاصة لمصادر مطلعة على مجريات الاتصالات الديبلوماسية، والتي تشير الى ان المسؤولين اللبنانيين باتوا يشعرون بان خطوات "حسن النية" التي بادروا اليها، بدأت تجد الصدى المطلوب لدى الاميركيين، الذين باتوا يتعاملون مع الخطوات اللبنانية بتفهم اكبر، لكن دون ان تصل الامور الى اكثر من ذلك. في المقابل ثمة مؤشرات الى وجود محاولات اميركية لاخراج الوضع الراهن من دائرة المراوحة، التي تهدد بخروج الامور عن السيطرة، دون ان يتبلغ لبنان ماهية الرؤية الاميركية الجديدة، لكنه يتعامل معها بايجابية من خلال سياسة "سد الذرائع"، التي يتبناها الرئيس جوزاف عون وتترجم عمليا بخطوات ميدانية وسياسية، بانتظار ردود الفعل عليها من الجهات الخارجية المعنية.

ولان رئيس الجمهورية يدرك حساسية هذه اللحظات التاريخية بالنسبة للبنان، عاد بالامس الى اطلاق مواقف تحذر من يعمل في "الكواليس" على توهين الموقف اللبناني، بضرورة الكف عن ذلك، لانه يعمل على اضعاف موقف الدولة في المفاوضات، التي يرى انها باتت اكثر جدية بعد تعيين السفير سيمون كرم على رأس الوفد اللبناني الى لجنة "الميكانيزم"، التي تعقد اجتماعا على درجة كبيرة من الاهمية نهاية هذا الاسبوع.

هذه الاهمية، ترتبط بكونها جلسة اولى بعد المرونة التي تعامل بها الجيش مع مطالب القوى الدولية، الراعية لاتفاق وقف النار وعلى رأسها الولايات المتحدة وفرنسا. فالقرار السياسي منحه "الضوء الاخضر" للعمل في العلن، وتكثيف الجولات الميدانية للاضاءة على ما يفعله ميدانيا، اضافة الى دخول الممتلكات الخاصة، حيث سمح تعاون الاهالي في الجنوب للجيش بتسجيل نقطة لمصلحته ومصلحة الدولة "حشر" الاسرائيليين، وحماية ممتلكات السكان، اقله في يانوح. ولهذا فان التوجه في هذا الاجتماع لمحاولة تثبيت هذه "القاعدة"، للانطلاق منها نحو توسيع التزام "اسرائيل" بمندرجات اتفاق وقف الاعمال العدائية.

ووفقا للمعلومات، تلقت قيادة الجيش عشية توجه قائد الجيش العماد رودولف هيكل الى باريس، للمشاركة في الاجتماع الاميركي-السعودي – الفرنسي تحضيرا لمؤتمر دعم المؤسسة العسكرية، اشادة غربية وعربية، حيث باتت خطة الجيش لحصر السلاح جنوب الليطاني موثقة، واثبتت القيادة العسكرية انها تتمتع بمصداقية عالية، وهو ما لمسه السفراء ميدانيا خلال جولاتهم، ونقلوه الى بلادهم.

في الخلاصة، ينتظر لبنان نتائج خطواته العملانية في السياسة وفي الميدان. النتائج الاولى يمكن رصدها من اجتماع باريس اليوم، فاذا قررت الدول الراعية اتخاذ خطوات عملانية لتسليح الجيش، سيكون ذلك مؤشرا كبيرا على حصول تغيير ما يمكن البناء عليه. لكن يبقى الاهم معرفة مدى جدية المساعي الاميركي، لمنع "اسرائيل" من شن حرب جديدة على لبنان. فالأفكار المصرية التي سيعيد طرحها رئيس الحكومة المصري مصطفى مدبولي، لن تتمكن من إحداث اي خرق جدي، اذا لم تتبناها واشنطن، ولا معطيات تشير الى ذلك، لان تلك الافكار لم تتحول اصلا الى مبادرة.

وبانتظار نتائج القمة الاميركية- "الاسرائيلية"، يبقى القلق من ان تكون محاولة "شراء الوقت" دون نتيجة ملموسة، فاحدث السيناريوهات المطروحة ان يمتنع نتانياهو بضغط من ترامب عن شن حرب على لبنان، لكن قد يكون ذلك مقابل استمرار الاستراتيجية الحالية، التي تمنح "اسرائيل" حرية الحركة بهامش يضيق او يجري توسيعه وفقا للمصالح الاسرائيلية، حيث يعتقد نتانياهو انه يحقق تدريجيا من خلال سياسة الضغط الراهنة ما يريده، بينما يزداد الضغط الداخلي على حزب الله!؟

ابراهيم ناصرالدين - الديار

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا