كيف يُحقّق لبنان مطالبه في وجه "إسرائيل"… وما الثمن المحتمل؟
الدور التركي في لبنان تحت المجهر: قلق إسرائيلي وآخر محلي؟!
في الأسابيع الماضية، برز التركيز على الدور التركي في لبنان، لا سيما من قبل بعض وسائل الإعلام العبرية، من منطلق القلق الموجود، لدى العديد من الأوساط الإسرائيلية، من حضور أنقرة في الساحة السورية، بعد سقوط النظام السابق برئاسة بشار الأسد، خصوصاً أن الجميع يدرك أن هذا الحضور يفتح أبواب التمدد نحو الساحة اللبنانية، لا سيما إذا ما توفرت الأرضية المناسبة لذلك.
ضمن هذا السياق، كانت قد برزت، بعيداً عن التسريبات الإسرائيلية، بعض المؤشرات اللافتة، التي تبدأ من المعلومات التي تحدثت عن قنوات إتصال مفتوحة بين أنقرة و"حزب الله"، تشمل أيضاً دورها في رعاية العلاقة بين الحزب والسلطة الإنتقالية الجديدة في دمشق، ولا تنتهي عند الإعتراض الذي عبرت عنه من إتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وقبرص، بل تشمل أيضاً ما طرح عن رسالة تركية وراء التحركات التي قامت بها مجموعات من السوريين، في ذكرى رحيل النظام السابق.
في هذا الإطار، تشير مصادر سياسية متابعة، إلى أن مصدر قلق تل أبيب الأساسي يعود إلى أنها لا تريد، بعد الضربات التي وجهتها إلى المحور الذي تقوده إيران، أن تجد نفسها أمام محور جديد تقوده تركيا، ولذلك هي في الأصل تعبر عن إعتراضها على نفوذ أنقرة المتزايد في دمشق، بالإضافة إلى رفضها مشاركتها في القوة الدولية التي من المفترض أن تتشكل في قطاع غزة، بموجب خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
بالنسبة إلى هذه المصادر، رغم القناعة القائمة بأن العلاقة بين أنقرة وتل أبيب لن تصل إلى حد الصدام، خصوصاً أن واشنطن تسعى إلى رعاية هذه العلاقة، حيث إن ترامب يعتبر أن الرئيس رجب طيب أردوغان من أبرز حلفائه، بالإضافة إلى أن تركيا تعتبر من أبرز أعضاء حلف شمال الأطلسي، إلا أنها تشدد على أن ذلك لا يلغي القلق الذي لدى الجانب الإسرائيلي، ما يدفعه إلى إجراءات خاصة به، من منطلق النظرة الأمنية التي لديها بعد مرحلة السابع من تشرين الأول من العام 2023.
بعيداً عن النظرة الإسرائيلية إلى الدور التركي في لبنان، الّذي لا يمكن تجاهله وهو يثير قلق العديد من الأوساط المحلية، خصوصاً أن الأمر ليس بالجديد، بل هو قائم منذ سنوات، حيث كانت تُطرح الكثير من علامات الإستفهام حوله، لكن القلق اليوم بات مضاعفاً بسبب التحول الذي حصل في الساحة السورية.
من وجهة نظر المصادر السياسية المتابعة، لا تستطيع أي جهة إنكار أن حضور أنقرة في دمشق يفتح لها أبواب التمدد، على مستوى النفوذ، إلى بيروت، خصوصاً أن هناك أرضية مناسبة، تبدأ من حضورها الذي عملت على بنائه في السنوات الماضية، بالإضافة إلى التحالفات التي لديها مع بعض القوى المحلية، دون إنكار وجود حالة تعاطف مع السلطة الإنتقالية في سوريا، لا سيما أن هناك من بات يتحدث عن ضرورة تعزيز العلاقة معها، لا بل يوجه إنتقادات إلى أي مسؤول رسمي يعبر عن ملاحظات لديه حول هذا المسار.
بالإضافة إلى ما تقدم، تشير المصادر نفسها إلى أن مصدر قلق بعض الجهات المحلية يعود إلى العلاقات التاريخية الملتبسة بين بيروت ودمشق، إلا أنها بالتزامن توضح أن طبيعة تركيبة النظام اللبناني تعزز هذه المخاوف، من منطلق إرتباط غالبية المكونات الطائفية بجهات خارجية تكون راعية لها، حيث تلفت إلى الواقع القائم على الساحة السنية في السنوات الماضية، تحديداً بعد إبعاد رئيس الحكومة السابق سعد الحريري عن المشهد السياسي، بالإضافة إلى التبدل الذي حصل على مستوى الدور السعودي.
في المحصلة، تؤكد هذه المصادر أن الدور التركي في لبنان، الذي بات لديه فرصة أكبر بعد الواقع المستجد في سوريا، أصبح تحت المجهر، في ظل التحولات القائمة على مستوى المنطقة، لا سيما أن شكل النظام الإقليمي، الذي من المفترض أن يتكرس في المرحلة المقبلة، لم يتضح بعد، ما يدفع إلى القلق من إحتمالات أن تدفع بيروت، ثمن الصراعات القائمة على هذا الصعيد.
ماهر الخطيب -النشرة
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن| شاركنا رأيك في التعليقات | |||
| تابعونا على وسائل التواصل | |||
| Youtube | Google News | ||
|---|---|---|---|