"لا حرب موسّعة في لبنان".. ترامب لا يريدُ "غزة ثانية"
بين التهويل الإسرائيليّ بشنّ حرب جديدة على لبنان واجتماع باريس الذي خُصّص للبحث بإنجازات الجيش في حصر السلاح بمنطقة جنوب الليطاني، يبقى الدور الأميركيّ هو الأساس والفعال في لجمِ أي انزلاقٍ نحو "مواجهة شاملة" من شأنها أن تُفجر المنطقة بأسرها.
وحدهُ الجيش الذي يستطيع لجم انفجار مثل تلك المواجهة، وفق ما يقولُ مرجعٌ عسكريّ سابق بارز لـ"لبنان24"، مشيراً إلى أنّ اجتماع باريس الذي عُقد بحضور سعودي - فرنسي - أميركي وبمشاركة قائد الجيش العماد رودولف هيكل، إنما يؤكد استمرار المسار الدبلوماسي لتجنيب لبنان الحرب بهمّة كبيرة من قائد الجيش، ما يعني تجنيب لبنان التصعيد المُتفلت.
المرجع ذاته يتحدّث عن نقطة أخرى محورية تتصلُ بأن الولايات المتحدة الأميركية لا تُريد من إسرائيل أن ترفع وتيرة تصعيدها ضدّ لبنان، مشيراً إلى أن هناك "إشارات" تأتي من مرجعيات دبلوماسية تقولُ إنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب لا يُريد أن يُصبح لبنان "غزة ثانية".
ضربات موضعية
لا يُخفي المرجع مخاوفه من أن يلجأ الإسرائيلي إلى توسيع "الضربات الموضعية" في أكثر من منطقة خارج جنوب لبنان والبقاع، مشيراً إلى أنّ التهديد قد يطالُ بيروت مُجدداً حيث يمكن أن تكون هناك استهدافات مُحددة تطالُ "حزب الله" وقادته ومسؤوليه، سواء من الجناحين السياسي أو العسكري. ولكنّ في مُقابل كل ذلك، يأتي الضغط الأميركي ليضع "حدوداً" لتلك الضربات وعدم الذهاب إلى معركة متفلتة القواعد، خصوصاً أنّ واشنطن ترى أن استقرار الدولة اللبنانية هو أول سبيل لتطويق نفوذ "حزب الله".
المرجع ينقلُ عن اتصالات سياسية ودبلوماسية رسائل تُفيد بأن أميركا تمنع إسرائيل من استهداف أي بنى تحتية تابعة للدولة اللبنانية، وهو أمرٌ ركّزت عليه أصلاً المساعي اللبنانية والاتصالات التي قادها لبنان الرسمي طيلة الفترة الأخيرة الماضية. وإلى جانب ذلك، فإن ما يُتوّجُ مسار هذه الحماية هو دور الجيش في نزع سلاح جنوب الليطاني، ما يجعل كل الأمور تصبّ في خانة "اللاتصعيد المتفلت".
3 خطوط متوازية
إذاً، يقفُ لبنان أمام 3 خطوط مُتوازية مع بعضها البعض، الأول وهو دور الجيش في إنهاء جدلية سلاح جنوب الليطاني والانتقال إلى المرحلة الثانية من حصر السلاح في شمال النهر وهي المنطقة الأصعب، فيما الخط الثاني يرتبطُ بالدور الأميركي في لجم التصعيد وعدم انفلاته أكثر، فيما الأمر الثالث يرتبطُ بإمكانية مواصلة إسرائيل لضرباتها العسكرية لكن "المحدودة".
ولكن، وبالعودة إلى الدور الأميركي، يُطرح السؤال الأساس: لماذا تسعى واشنطن لضبط إيقاع إسرائيل بينما هناك تقارير تتحدثُ في المقابل عن "ضوء أخضر أميركي" لتل أبيب بفتح تصعيد ضد لبنان؟
هنا، يرى مصدر سياسيّ لـ"لبنان24" أنّ "الرئيس الأميركي يرى أن إسرائيل ساهمت إلى حد كبير في عرقلة مشروعه للسلام في غزة"، مشيراً إلى أن ترامب بات يرى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد نسف مبادرة واشنطن لإنهاء الحرب في القطاع الفلسطيني، ويبرزُ ذلك من خلال حالة اللااستقرار القائمة هناك وسط ممارسة إسرائيل اعتداءات بين الحين والآخر ما يعني نسف اتفاق وقف إطلاق النار.
أمام ذلك، يبدو أن إسرائيل تعيش مرحلة حساسة في علاقتها مع أميركا، وهذا الأمر ينحصرُ بشكل أساسي بين ترامب ونتنياهو، علماً أن الرئيس الأميركيّ لا يريدُ أن يمنح نتنياهو الضوء الأخضر لفتح حربٍ جديدة ليأتي بعد ذلك ويعرقل اتفاق وقف إطلاق النار الخاص بها كما فعل في حالة لبنان العام الماضي، حينما استأنف الضربات الموضعية ناسفاً الاتفاق الذي تم إبرامهُ على عهد الرئيس الأميركي السابق جو بايدن.
وعليه، فإنّ كل هذه المسارات تقودُ إلى دخول لبنان مرحلة "اللاحرب الموسعة"، لكن في المقابل لا يمكن التعامل بأمان مع إسرائيل التي قد تفتحُ الحرب بمعزلٍ عن الإرادة الأميركية، خصوصاً أن هناك هدفا واحدا يجمع الطرفين وهو "إنهاء نفوذ حزب الله".
محمد الجنون - "لبنان 24"
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن| شاركنا رأيك في التعليقات | |||
| تابعونا على وسائل التواصل | |||
| Youtube | Google News | ||
|---|---|---|---|