الصحافة

قمة ترامب نتانياهو: صراع الصفقات والحرب عشيّة انتخابات 2026

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

تأتي القمة المرتقبة بين الرئيس الأميركي ​دونالد ترامب​ ورئيس حكومة العدو الإسرائيلي ​بنيامين نتانياهو​ في التاسع والعشرين من الشهر الحالي لتُنهي عاما من الحرب المستمرة، وتفتح الباب امام العام المقبل، الذي يُريده ترامب أن يكون عام الصفقات والتفاهمات ويريده نتانياهو أن يكون عام استمرار الحرب ولو بأشكال مختلفة، فسنة 2026 هي سنة انتخابات للطرفين، الكنيست في إسرائيل والانتخابات النصفية في الولايات المتحدة الاميركية.

تشكل هذه القمة نقطة مفصلية في مسار قراءة المصالح المتناقضة بين رئيس أميركي يسعى إلى صفقات سريعة تُسوق انتخابيا واستراتيجيا، أساسها وقف الحروب وترتيب المنطقة بما يخدم الرؤية الأميركية على المدى البعيد، ورئيس حكومة إسرائيلي تحكمه اعتبارات داخلية وجودية، ويقوده ائتلاف يميني متطرف لا يرى في التسويات إلا تهديدا لبقائه.

يتعامل ترامب مع ​الشرق الأوسط​ بعقلية الصفقات، وهو الذي عين فريقاً بجانبه يعمل في المجال الاقتصادي والتطوير العقاري، وبالتالي هو يريد هدوءا نسبيا يسمح له بتقديم نفسه كصانع استقرار وسلام، ويبحث عن تفاهمات تُظهر أن الولايات المتحدة استعادت قدرتها على ضبط الإيقاع الإقليمي بالكامل، سواء عبر احتواء الجبهات المفتوحة أو عبر إعادة ترتيب الأولويات من غزة إلى لبنان وصولا إلى ​إيران​.

لكن هذه الرغبة تصطدم مباشرة بشخصية نتانياهو السياسية وبالبيئة التي تحيط به في الحكم اليوم، فالرجل الذي يرى نفسه في مهمة إلهيّة، يقود إئتلافا يمينيا متطرفا قائمًا على خطاب الحرب الدائمة والمشروع التوسعي وتحقيق حلم اسرائيل الكبرى، ويعتمد في بقائه على هذه الأفكار التي يعتبرها أساسية باستمراره في الحكم بعد الانتخابات.

السؤال الجوهري هنا، والذي يهم لبنان والمنطقة ككلّ، ليس ما الذي يريده ترامب، بل ما الذي يستطيع نتنياهو الالتزام به، فالتجربة السابقة مع الرجل، تُظهر أنه يستخدم التفاهمات كأدوات مرحلية لا كالتزامات استراتيجية، والدليل ما جرى في لبنان قبل الحرب وبعدها، وما جرى في سوريا بعد سقوط النظام، وما جرى في ايران خلال التفاوض، وبالتالي هو بارع في الإنقلاب على أيّ اتفاق أو تعهد تحت عناوين أمنيّة، فكيف بحال أمام استحقاق انتخابي هو الأهم بتاريخه السياسي.

في هذا السياق فلا شكّ أن العامل الانتخابي في إسرائيل يزيد المشهد تعقيداً، فنتانياهو يعيش تحت ضغط دائم، بسبب أزماته القضائيّة وتراجع الثقة الشعبية بحكومته بعد الحرب، واليمين في إسرائيل يُدرك لهذا الواقع، وبالتالي فإن وقف الحرب، ولو بأشكالها المتعددة، وقبل تحقيق انجازات على مستوى استراتيجي، وهو ما لم يتحقق بعد، سيعني خسارته، لذلك فإن من مصلحته إبقاء الصراعات مفتوحة على أكثر من جبهة، والتصعيد في لبنان تحت سقف الحرب أو توسيع المنطقة العازلة المحتلة، وحتى ضرب جبهات أخرى متنوعة كالعراق وسوريا، وبالتأكيد الحرب مرة جديدة مع إيران.

بما يتعلق بالملف اللبناني، فإن ترامب، الذي لا يناسبه الفوضى في لبنان ولا الحرب الشاملة التي تضرب كل المسار السياسي القائم، قد يضغط على إسرائيل لضبط إيقاعها العسكري، دون أن يقيدها بالكامل أو يوقف عملياتها، كما أنه قد لا يمانع اعطاء ضوء أخضر لاسرائيل بحال أقنعته برؤيتها حول استخدام المزيد من الضغط العسكري وتوسيع المنطقة العازلة في لبنان لدفع المفاوضات قدماً وإلزام بيروت بالتوقيع على الشروط كافة.

في المقابل، يدرك فريق ترامب أن نتنياهو ليس شريكا يمكن الركون إليه بالكامل ولوقت طويل، لكنه في الوقت نفسه لا يملك بديلا إسرائيليا جاهزا، وهذا ما قد يدفع ترامب إلى محاولة إدارة العلاقة مع نتانياهو في المرحلة المقبلة، تمهيداً لتغييره في مرحلة لاحقة، خصوصاً إذا ما وجد ترامب أن بقاءه سيسبب خسائر له على المستوى الإنتخابي.

في الخلاصة، القمة بين ترامب ونتانياهو ستحدد مسار المنطقة في المرحلة القريبة، لكنها قد لا تكون قادرة على إنتاج مسار استقرار حقيقي طويل الأمد في المنطقة.

محمد علوش - النشرة

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا