المحروقات تنخفض والغاز يغرّد خارج السرب… أرقام "خيالية" مع اشتداد البرد؟

على وقع تراجع أسعار المحروقات صباح اليوم الثلاثاء، خرجت مادة الغاز عن هذا المسار، مسجّلةً زيادة جديدة تُضاف إلى سلسلة ارتفاعات متواصلة منذ أسابيع. هذا التباين أعاد طرح الأسئلة حول خلفيات الغلاء، وحدود انعكاسه مع دخول البلاد في ذروة الموسم الشتوي.

في هذا السياق، أوضح رئيس نقابة العاملين والموزّعين في قطاع الغاز ومستلزماته، فريد زينون،أنّ ما يشهده السوق ليس ظاهرة لبنانية بحتة، بل امتداد مباشر لحركة الأسواق العالمية. فمع بدايات الشتاء، ترتفع وتيرة الطلب على الغاز عالميًا نتيجة لجوء الدول إلى تكوين مخزونات إضافية لتأمين حاجات التدفئة، ما يضغط على الأسعار صعودًا.

وأشار زينون إلى أنّ الزيادة المسجّلة في سعر قارورة الغاز خلال الفترة الراهنة لا ترتبط بعوامل داخلية، ولا بتغيّرات في كلفة التوزيع محليًا، بل تأتي انعكاسًا مباشرًا لتبدّلات الأسعار في الخارج، التي يلتزم بها لبنان بحكم آلية التسعير المعتمدة.

ولفت إلى أنّ سعر القارورة يخضع لجدول رسمي تصدره وزارة الطاقة مرتين أسبوعيًا، يومي الثلاثاء والجمعة، ويتم احتسابه بما يتلاءم مع المؤشرات العالمية، ما يجعل السوق المحلي شديد الحساسية لأي ارتفاع أو تراجع دولي.

وعن الآفاق المقبلة، لم يستبعد زينون احتمال تسجيل زيادات إضافية إذا استمر الطلب العالمي بالتصاعد خلال الأسابيع المقبلة، لكنه في المقابل استبعد سيناريو القفزات الحادة التي شهدتها الأسعار في مراحل سابقة، مؤكدًا أنّ المسار الحالي يبدو تدريجيًا ومضبوطًا، ولا يوحي بوصول القارورة إلى مستويات خيالية كتخطّي عتبة المليون ونصف المليون ليرة.

وكانت وزارة الطاقة قد حدّدت صباح اليوم سعر قارورة الغاز بزيادة قدرها 15 ألف ليرة لبنانية، ليبلغ السعر الجديد نحو مليون و184 ألف ليرة، في وقت يُنتظر أن يبقى هذا الملف تحت مجهر المتابعة مع اشتداد البرودة وتزايد الاستهلاك المنزلي