أميركا وإيران تتبادلان الانتقادات في الأمم المتحدة بشأن المحادثات النووية
"حزب الله يتحجّج"... رجي يحذّر: الحرب يمكن أن تعود في أي وقت
أطلق وزير الخارجية والمغتربين اللبناني يوسف رجّي سلسلة مواقف سياسية لافتة، رسم فيها مقاربة شاملة لملفات السلاح، والعلاقات الإقليمية، ومستقبل الاستقرار في لبنان، مؤكدًا أن أمن البلاد وسيادتها يفرضان معالجة جذرية لواقع السلاح خارج إطار الدولة.
وشدّد رجّي في حديث لـ"الجزيرة مباشر" مساء اليوم الثلاثاء، على أن لبنان يريد نزع سلاح حزب الله، معتبرًا أنه من غير المقبول وجود منظمة غير قانونية مسلّحة داخل الدولة اللبنانية. ولفت إلى أن مقاربة هذا الملف لا تقتصر على مسألة السلاح فقط، بل تتطلب تفكيك الفرعين الأمني والعسكري للحزب، لأن أي معالجة جزئية لا تؤدي إلى استعادة سيادة الدولة كاملة.
وقال إن الشعب اللبناني يريد نزع سلاح حزب الله، مشيرًا إلى أن الجيش اللبناني يواجه مهمة صعبة ومعقّدة في هذا الإطار، في ظل واقع سياسي وأمني شديد الحساسية. وأشار إلى أن قادة الحزب يعلنون صراحة أن السلاح شمال نهر الليطاني غير مطروح للنقاش، ما يفاقم التعقيدات.
واتهم رجّي حزب الله بـالتحجّج بالتصدي لإسرائيل للإبقاء على سلاحه، معتبرًا أن الهدف الحقيقي هو الهيمنة على البلاد مستقبلًا. وأضاف أن الحزب يحاول كسب الوقت على أمل حدوث تغيير في الإدارة الأميركية، بما يبدّل موازين الضغط الدولي.
وفي الشق المتعلق بإسرائيل، أكد وزير الخارجية أنه من المبكر جدًا الحديث عن سلام بين لبنان وإسرائيل، مشددًا على أنه لا سبيل للحديث عن مفاوضات مباشرة في الوقت الراهن. كما جزم بأنه لا توجد أي فرصة لتعديل قانون منع التطبيع، مذكرًا بأن لبنان في حالة حرب رسمية مع إسرائيل.
وأوضح رجّي أن تعيين شخصية مدنية في اللجنة التقنية العسكرية جاء في سياق إقناع الولايات المتحدة بأن لبنان يتعامل بإيجابية وانفتاح مع المساعي الدولية، من دون التنازل عن ثوابته السيادية.
وعن إيران، قال وزير الخارجية إن طهران ليست عدوة للبنان، لكن هناك مشكلات عميقة معها، لافتًا إلى أن الإيرانيين يتدخلون مباشرة في تسليح وتمويل منظمة مسلحة غير قانونية داخل لبنان، في إشارة واضحة إلى حزب الله.
وأكد رجّي أن لبنان يريد السلام مع جميع الدول، شرط احترام سيادته وعدم التدخل في شؤونه الداخلية، مشددًا على دعم لبنان للمبادرة العربية للسلام التي تنص على حل الدولتين.
وفي ما يتصل بإعادة الإعمار، اعتبر الوزير أنه من السابق لأوانه الحديث عن إعادة الإعمار، لأن الحرب لم تنتهِ بعد وقد تعود في أي وقت، ما يفرض مقاربة حذرة وواقعية.
وأشاد بالدعم القطري، مؤكدًا أن قطر قدمت دعمًا عظيمًا للبنان، وهو أمر موضع تقدير كبير على المستويين الرسمي والشعبي.
وعلى صعيد العلاقات مع سوريا، وصف رجّي المرحلة الحالية بأنها سابقة في التاريخ الحديث، إذ توجد للمرة الأولى سلطة سورية تعترف بلبنان كدولة مستقلة. وأكد أن الإدارة السورية الجديدة تعهّدت احترام سيادة لبنان وعدم التدخل في شؤونه الداخلية، مشيرًا إلى أن المفاوضات بين البلدين حول القضايا العالقة مستمرة وقد تستغرق وقتًا، مع وجود تفاؤل بالتوصل إلى حلول.
أما في ما يخص الولايات المتحدة، فأكد أن العلاقات مع واشنطن متميزة، وأنها تدعم الجيش اللبناني، معتبرًا أن الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة القادرة على الضغط على إسرائيل لمنعها من تدمير البنى التحتية المدنية في لبنان.
وختم رجّي مواقفه بالتشديد على أن حزب الله يحاول ابتزاز الحكومة اللبنانية من خلال التلويح بإمكانية نشوب حرب أهلية، واصفًا هذا الأسلوب بأنه غير مقبول على الإطلاق ولا يمكن القبول به في دولة تسعى إلى تثبيت الاستقرار وبسط سلطة القانون.
تأتي مواقف وزير الخارجية في مرحلة دقيقة تشهد تصاعد النقاش الداخلي حول حصرية السلاح بيد الدولة، بالتزامن مع ضغوط دولية لتطبيق القرارات الأممية ذات الصلة، ولا سيما القرار 1701، ومع استمرار التوتر على الحدود الجنوبية. كما تندرج هذه التصريحات في سياق إعادة تموضع دبلوماسي لبناني يسعى إلى تثبيت الدعم العربي والدولي للجيش والمؤسسات الشرعية، وفتح مسارات تفاوضية هادئة مع سوريا، في مقابل تشدد رسمي حيال أي مساس بالسيادة أو تكريس واقع السلاح خارج الدولة.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن| شاركنا رأيك في التعليقات | |||
| تابعونا على وسائل التواصل | |||
| Youtube | Google News | ||
|---|---|---|---|