وزير العدل: قانون الفجوة المالية غامض وأُقر على عجل والمطلوب تدقيق جنائي موسّع
إيران وإسرائيل... "غموض نووي" بانتظار ضوء أخضر أميركي
عاد الحديث عن إمكان اندلاع مواجهة عسكرية جديدة مباشرة بين الجمهورية الإسلامية في إيران والدولة العبرية، باعتبار أن "حرب الإثني عشر يومًا" الإسرائيلية - الأميركية على إيران في حزيران المنصرم، أنهكت قدرات الأخيرة، العسكرية والنووية، لكنها لم تقضِ عليها تمامًا، بمعنى أن الحرب الأخيرة أخفقت نسبيًا في تحقيق أهدافها الاستراتيجية، والمتمثلة بوضع حد نهائي للبرنامج النووي الإيراني، الذي يسرق النوم من عيون صناع القرار في تل أبيب.
بعدما وضعت حرب حزيران الفائت أوزارها، انتهج نظام الملالي ما بات يُعرف بـ "الغموض النووي البناء"، عن سابق تصور وتصميم. فحجم الضرر الذي لحق بالمنشآت النووية الإيرانية المستهدفة، خصوصًا من جانب القاذفات الأميركية التي أحدثت فرقًا كبيرًا في أيام الحرب الأخيرة، غير محدّد بدقة، بسبب عدم إفراج طهران عن معلومات وافرة في هذا الإطار يمكن الركون إليها. كذلك، لا تفاصيل دقيقة عن حجم مخزون اليورانيوم الإيراني عالي التخصيب الذي يتيح الانطلاق على طريق صنع قنبلة نووية، في ظل تقارير غربية كثيرة تحدثت عن فشل في تحقيق أهداف يمكن وصفها بالحاسمة في مرمى برنامج طهران النووي.
من الأسباب التي تدفع أيضًا إلى الاعتقاد بأن الدولة اليهودية باتت تستسهل توجيه ضربة جديدة إلى نظام الملالي، هو أن تل أبيب كسرت نهائيًا في حرب حزيران المنصرم المباشرة حاجز مهاجمة الجمهورية الإسلامية علانية، بعدما كانت الحروب بين العدوّين اللدودين تُعرف لسنين طويلة بـ "حرب الظلّ" الاستخباراتية والسيبرانية، فضلًا عن "حروب الوكالة"، أي من خلال الأذرع التي استثمرت فيها إيران في المنطقة مليارات الدولارات، قبل أن تتساقط تباعًا كأحجار "الدومينو"، تحت وطأة الضربات الإسرائيلية القاصمة.
يعتبر المراقبون أن التوقيت الراهن يُعَدّ مثاليًا لإسرائيل لمهاجمة "رأس الأخطبوط"، بحسب وصف تل أبيب، في ظل مشكلات حياتية مهولة تعصف بإيران. فإلى العقوبات الغربية الاقتصادية الخانقة المفروضة على البلاد، تعاني العاصمة طهران من أزمة مياه حادة وغير مسبوقة بسبب ندرة الأمطار الناجمة عن التغيّر المناخي، ما حدا بالرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إلى المجاهرة بأن السلطات تدرس إمكان نقل العاصمة إلى منطقة أخرى. وهنا يبرز إخفاق نظام الملالي في معالجة الشجون الحياتية الملحة للإيرانيين وافتقاره لأي رؤية مستقبلية، بسبب تلهّيه لسنوات برعاية أذرعه المسلحة، وإنفاق أموال طائلة عليها، مسحوبة من أفواه الإيرانيين البائسين.
لا ريب أيضًا في أن عوامل إسرائيلية عدة ترجّح كفة شن هجوم جديد على إيران، لعل أبرزها وجود بنيامين نتنياهو على رأس الحكومة اليمينية المتطرفة، الذي يقتات من ديمومة الحروب. لذلك، قد يسعى إلى فتح جبهة رئيسية جديدة بعد وضع الحرب على غزة أوزارها، حفاظًا على ائتلافه الحكومي المترنح، وهروبًا من واقعه القضائي المرير. وإذا كان "بيبي" يُعيّر في الداخل الإسرائيلي بأن الدولة العبرية شهدت أسوأ انتكاسة في تاريخها خلال ولايته الحكومية الأخيرة، تمثلت بـ "هجمات 7 أكتوبر"، إلّا أنه اتخذ من هذه الانتكاسة ذريعة ذهبية لإطلاق العنان لإجرام آلته العسكرية، التي بترت معظم أذرع "الأخطبوط" الإيراني في المنطقة. لذلك، لن يفوّت نتنياهو الفرصة السانحة لقطع "رأس الأخطبوط "، أي أنه سيتجه إلى ضرب الأصيل بعدما ضرب وكلائه.
علاوة على ذلك، تتجه الأنظار إلى اللقاء المزمع عقده بين الرئيس الجمهوري ورئيس الحكومة الإسرائيلية في الربوع الأميركية الأسبوع المقبل. وهنا يصف المراقبون اللقاء بأنه سيكون الفيصل، خصوصًا أن لقاءات سابقة بين ترامب ونتنياهو أعقبتها حروب إسرائيلية كبيرة غيّرت وجه المنطقة. وقد استبق الزائر الإسرائيلي زيارته إلى الولايات المتحدة، بحملة ممنهجة قادها فريق عمله في مسعى لإقناع صناع القرار في واشنطن بمنح تل أبيب ضوءًا أخضر جديدًا للإجهاز على ما تبقى من مشروع إيران النووي، وعلى ترسانتها الصاروخية التي أثبتت جدواها "التدميرية" في "حرب الإثني عشر يومًا"، إذ أحدثت دمارًا كبيرًا وغير مسبوق في مدن إسرائيلية عدة.
يبقى إذًا لقادم الأيام أن يكشف مصير المنطقة برمتها. فهل ينتزع نتنياهو الضوء الأخضر من ترامب للتعامل مجددًا مع تهديد الجمهورية الإسلامية، النووي والصاروخي، الذي يعتبره وجوديًا بالنسبة إلى بلاده، وتهيّئ بذلك الدولة العبرية الأرضية المؤاتية لإسقاط نظام الملالي المترنح من الداخل، في استنساخ جديد للتجربة السورية؟ أم أن الساعة لم تحِن بعد، في انتظار نضوج الظروف والمناخات الدولية؟
نايف عازار -نداء الوطن
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن| شاركنا رأيك في التعليقات | |||
| تابعونا على وسائل التواصل | |||
| Youtube | Google News | ||
|---|---|---|---|