عربي ودولي

جواسيس من الصف الأول… أسرار "إسرائيل الكبرى" سُرّبت من داخل مؤسساتها

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

كشف الفيلم الوثائقي للجزيرة اختراق من الداخل النقاب عن الوجه الخفي لجهاز الأمن العام الإسرائيلي الشاباك، مفككًا صورة "الحصن الأمني الأقوى في العالم" التي لطالما روّجت لها تل أبيب.

الفيلم لم يكتفِ بسرد اختراقات من الخارج، بل قدّم روايات موثّقة عن جواسيس نجحوا في التغلغل داخل أكثر المواقع حساسية في الدولة، سواء كموظفين في الجهاز نفسه أو كمستشارين في قمة هرم القرار، مخلّفين أضرارًا إستراتيجية عميقة لا تزال بعض تفاصيلها محاطة بالتكتم حتى اليوم.

ليفي ليفي… الجاسوس الذي عمل داخل الشاباك

تُعدّ قصة ليفي ليفي من أكثر القضايا التي تُثير غضب قدامى قادة الشاباك. المهاجر اليهودي البولندي، الذي وصل إلى إسرائيل صيف عام 1948، تمكّن من الالتحاق بقسم العمليات في الشاباك والبقاء فيه 11 عامًا (1948–1957).

بحسب شهادات ضباط سابقين في الفيلم، كانت مهمته الرسمية زرع أجهزة تنصّت في سفارات أوروبا الشرقية بتل أبيب، لكنه استغل موقعه لإبلاغ الاستخبارات البولندية بتفاصيل العمليات مسبقًا، محذّرًا: "غدًا أو بعد غد هناك عملية ضدكم". هذا التحذير المتكرر أتاح للطرف الآخر إحباط عمليات إسرائيلية لسنوات.

المحلل الاستخباراتي يوسي ميلمان وصف اختراق ليفي بأنه "الذئب الذي كُلّف بحراسة الحليب"، مشيرًا إلى أن الدافع كان ماليًا بحتًا، إذ عاش حياة مرفهة بأموال بولندية. انكشافه لاحقًا أجبر الشاباك على تغيير أساليب عمله وأسمائه الحركية بالكامل.

"الخائن" في مكتب بن غوريون

لم يتوقف الاختراق عند مستوى الموظفين، بل بلغ رأس الهرم السياسي. سلّط الفيلم الضوء على إسرائيل بير، الذي هاجر في أوائل الأربعينيات وصعد ليصبح ضابطًا كبيرًا ومستشارًا خاصًا لرئيس الوزراء ووزير الدفاع المؤسس ديفيد بن غوريون.

استثمر بير سمعته كخبير إستراتيجي ومؤلف كتب عسكرية ومحاضر موثوق ليطّلع على أدق الخطط والتقييمات في مكتب رئيس الوزراء. استمرت خدعته حتى أوائل 1961 حين أُلقي القبض عليه متلبسًا وهو يسلّم حقيبة وثائق لمشغّله في السفارة السوفياتية، وقد تبيّن أنه سرّب معلومات عن وزارة الدفاع والاستخبارات.

بير اعترف لاحقًا بأن دافعه أيديولوجي، معتبرًا الاتحاد السوفياتي "القوة الأهم في العالم". ويصفه رئيس الشاباك الأسبق يعقوب بيري بأنه من "أقوى الجواسيس وأكثرهم إضرارًا بالأمن الإسرائيلي"، وهو ما يفسّر الحكم القاسي بالسجن 15 عامًا وسط تكتم شديد على حجم الأسرار المسرّبة.

اختراقات أخرى في مستويات عليا

استعرض الفيلم أيضًا شخصيات لعبت أدوارًا خطرة داخل المنظومة:

• شمعون ليفينزون: ضابط أمن في مكتب رئيس الوزراء استغل منصبه في التسعينيات لبيع أسرار الدولة وما يدور في المجالس الوزارية المصغّرة للسوفييت مقابل المال.

• غونين سيغيف: وزير الطاقة الأسبق الذي جنّدته الاستخبارات الإيرانية عام 2012 وقدّم معلومات حساسة عن قطاع الطاقة والأمن.

النووي والبيولوجي… الاختراق الأخطر

أخطر ما كشفه الفيلم طال المؤسسات العلمية المحصّنة:

• ماركوس كلينبيرغ: عالم في "المعهد البيولوجي"، وُصف بـ"الجاسوس الأخطر"، سرّب لعقود أسرار الأسلحة البيولوجية والكيميائية للسوفييت بدافع أيديولوجي لـ"تحقيق توازن دولي".

• كورت سيتا: عالم فيزياء في "التخنيون" جُنّد من التشيك والسوفييت للحصول على معلومات عن بدايات البرنامج النووي الإسرائيلي.

• مردخاي فعنونو: فنّي نووي كشف القدرات النووية الإسرائيلية للعالم عبر صحيفة صنداي تايمز عام 1986، محدثًا زلزالًا سياسيًا وأمنيًا دوليًا.

يرسم "اختراق من الداخل" صورة مقلقة: أخطر الضربات التي تلقّاها الأمن الإسرائيلي لم تأتِ من خصوم خارجيين، بل من الداخل—من موظفين ومستشارين وعلماء ومسؤولين سابقين—ما نسف سردية "الأمن المطلق" وأظهر هشاشة بنيوية في قلب الدولة.

 

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا