2026... انقسام عربي بين راغبين بتقرير المصير وبين قمعهم بدعم الأنظمة التي تحكمهم
يدخل الشرق الأوسط العام الجديد بعد أقلّ من يومَيْن بمشاكل كثيرة. ورغم أن ذلك ليس حدثاً ولا جديداً، إلا أن ما شهدته المنطقة في 2025 من تفجُّر للقوميات والأعراق والإثنيات والمذهبية والطائفية... ومن مطالبات بحقّ تقرير المصير، وبأقاليم مستقلّة، يتجاوز كل "الترقيعات" التي طبعت الإقليم خلال العقود الستّة الأخيرة، بحدّ أدنى.
جمر تحت الرماد
وما يجري في سوريا على هذا المستوى بعد سقوط نظام آل الأسد، قد لا يشكل نقطة في بحر الكثير من الآمال، لدى شعوب عربية أخرى ضمن بلدان عربية أخرى أيضاً، تنشد التحرّر من بعض أنظمة الحكم، وممّا تولّده من مشاكل وأزمات.
يدخل الشرق الأوسط في عام 2026 بجمر كثير تحت رماد كثيف. وبينما تنشد قوميات وإثنيات وطوائف... متعددة، الحرية، والحق بحكم ذاتها، تشدّ أكثريات معينة لإبقاء القديم على قدمه، ولمزيد من إغراق المنطقة بأساليب حكم قديمة، وإن تمّ ذلك ببعض الأشكال والعناوين الجديدة، خصوصاً بعدما أثبتت الولايات المتحدة الأميركية ودول العالم الفاعِلَة والوازِنَة استعدادها لتجديد السلطات في أي مكان، وبالانطلاق نحو الغد، مع أطراف كانت هي المشكلة نفسها بالأمس.
تقرير المصير
يؤكد مراقبون أن أنظمة الحكم في الشرق الأوسط، خصوصاً العربية منها، باتت في موقع الذي يقف ضد آمال وأحلام شعوب عربية عدة، وذلك مقابل دعم أنظمة الحكم.
وتستند بعض الأوساط في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى ما يجري في عدد من دول المنطقة، كدليل على أن البلدان العربية باتت بحالة من الترهُّل لا يُستهان بها. ففي بعض بلدان الإقليم مثلاً، مشاكل كثيرة وجوهرية تدفع بعض المكونات الشعبية الى الشعور بالاضطهاد، وبالرغبة في حكم ذاتها، وذلك منذ عقود، فيما لا تعالج البلدان العربية تلك المشاكل منذ عقود وحتى الساعة سوى بتأكيد دعمها لوحدة أراضي هذه الدولة أو تلك، وبتوصيف أي مطالبة بالاستقلال أو بتقرير المصير على أنها انقلاب، أو فوضى، أو اضطراب يجب التخلّص منه والقضاء عليه.
إعمار الحجر والبشر
وتشدد الأوساط على أن استمرار تلك الحالة مشكلة بحد ذاتها، إذ تبدو أنظمة الحكم العربي بحالة نزاع مع شعوب ومكونات من المُفتَرَض أنها عربية أيضاً، وتعيش في وسط اجتماعي وسياسي عربي، وهو ما يُبقي ويمدد حالة الصراع القائمة بين أقليات وأكثريات، وينقلها من عقد الى آخر.
وتدعو تلك الأوساط أنظمة الحكم العربي عموماً الى مزيد من المرونة، إذ لا يمكن تحقيق استقرار إقليمي مع استمرار تجاهل الكثير من الحاجات والوقائع، لا سيما الحاجة الى منطقة وبلدان عربية علمانية بكل ما للكلمة من معنى، كمقدمة لتحقيق تعايُش مُستدام بين شعوب الإقليم.
وتختم الأوساط بدعوة البلدان العربية عموماً الى عدم الخوف من القيام بتحديثات كثيرة، في خطابها وأساليب حكمها وكل شيء، والى عدم التعامل مع رغبة أقليات وإثنيات وطوائف... شرق أوسطية متعددة بأقاليم مستقلّة كخيانة وفوضى، بل كفرصة للتلاقي مع مجموعات عربية "شقيقة" في المنطقة، وللتوقُّف أمام هواجسها ومعالجتها، بما يشكل بوابة لإعادة إعمار الحجر والبشر في العالم العربي، على حدّ سواء.
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن| شاركنا رأيك في التعليقات | |||
| تابعونا على وسائل التواصل | |||
| Youtube | Google News | ||
|---|---|---|---|