عربي ودولي

دولة آسيوية بدأت تقاوم روسيا.. من هي؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

يقاوم عدد متزايد من الدول الخاضعة للنفوذ الروسي موسكو، وذلك بعد الضعف الذي أظهره الكرملين في حربه على أوكرانيا.
وبحسب صحيفة "ذا هيل" الأميركية، "يمثل هذا التحول فرصة للولايات المتحدة لتوسيع وجودها في المناطق التي طالما كانت منتمية إلى المدار الروسي. ومن بين دول آسيا الوسطى، أوزبكستان، التي تشهد أيضًا تحولًا محليًا وإصلاحًيا مهمًا. الولايات المتحدة هي الوحيدة القادرة على مساعدة طشقند - وبالتالي المنطقة - في شق طريقها نحو الأمن والاستقرار، ووضع حد لتطلعات روسيا والصين لتصبح قوى مهيمنة في قلب أوراسيا".

وتابعت الصحيفة، "في الثامن من كانون الأول، رفضت أوزبكستان اقتراح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 28 تشرين الثاني بإنشاء "اتحاد للغاز الطبيعي" مع روسيا وكازاخستان. وقال وزير الطاقة الأوزبكي جورابيك ميرزامودوف إن بلاده لن تتنازل عن مصالحها الوطنية في مقابل الغاز الطبيعي. وقال: "حتى لو تم إبرام اتفاقية غاز مع روسيا، فهذا لا يعني أن اتحاداً ما قد نشأ". تخاطر دول مثل أوزبكستان أمام روسيا، لكن الولايات المتحدة تركز فقط على الأزمة الحالية في أوكرانيا ولا تنظر بشكل استراتيجي إلى مجالات النفوذ الروسية والصينية الأوسع".

وأضافت الصحيفة، "بعد أن فشل في ذكر آسيا الوسطى في وثيقة توجيه الأمن القومي المؤقتة الصادرة في آذار 2021، كرس البيت الأبيض في عهد الرئيس الأميركي جو بايدن، في وثيقة إستراتيجية الأمن القومي لشهر تشرين الأول 2022، بضع جمل فقط لأكثر المناطق إستراتيجية عندما يتعلق الأمر بمواجهة كل من روسيا والصين. وفي الوقت الذي يمر فيه قلب أوراسيا بمخاض الضغوط المتصاعدة من كل الجهات، ستحتاج إدارة بايدن إلى بذل المزيد من الجهد لصياغة السياسات وتخصيص الموارد لآسيا الوسطى".
وبحسب الصحيفة، "سوف تحتاج واشنطن إلى التركيز بشكل خاص على أوزبكستان، المتاخمة لدول الـ"ـستان" الأربعة الأخرى في آسيا الوسطى (تركمنستان، طاجيكستان، قيرغيزيستان وكازاخستان) بالإضافة إلى أفغانستان. إن ضمان أمن المنطقة في وقت تكون فيه كل دولة في آسيا الوسطى في خضم تحول محلي تاريخي سيعتمد على استقرار هذه الدولة الأكثر اكتظاظًا بالسكان في وسط المنطقة. تشير وثيقة استراتيجية الأمن القومي لإدارة بايدن في قسمها الخاص بروسيا إلى أن دول آسيا الوسطى هي هدف "محاولات موسكو الصارخة لتقويض العمليات الديمقراطية الداخلية"."

وتابعت الصحيفة، "إن المنطقة -المحصورة بين خصمين رئيسيين - بحاجة إلى إضافة جملتين أخرتين على الوثيقة: "سنواصل دعم استقلال وسيادة ووحدة أراضي آسيا الوسطى وتعزيز الجهود لتعزيز المرونة والتنمية الديمقراطية في البلدان الخمس في هذه المنطقة. سنواصل العمل من خلال المنصة الدبلوماسية C5 + 1 لتعزيز التكيف مع المناخ، وتحسين الطاقة الإقليمية والأمن الغذائي، وتعزيز التكامل داخل المنطقة، وبناء اتصال أكبر بالأسواق العالمية"."
وأضافت الصحيفة، "من المؤكد أن الروس والصينيين، اللذين يتشاركان حدوداً طويلة مع آسيا الوسطى، يتمتعون بميزة جغرافية. ومع ذلك، فإن التأثير العالمي للولايات المتحدة يوضح أن الجغرافيا لم تكن تمثل قيدًا كبيرًا. لا الروس ولا الصينيون على وشك أن يشكلوا تحديًا بحريًا كبيرًا للولايات المتحدة في المستقبل المنظور. لكنهم يفرضون تحديات خطيرة على مساحة اليابسة في أوراسيا، الأمر الذي يتطلب من الولايات المتحدة رفع مستوى لعبتها في آسيا الوسطى. تحتاج واشنطن الآن إلى التعامل بقوة مع المنطقة وبطريقة أكثر دقة. نظرًا لموقعها المزدوج غير الساحلي، والحجم الديموغرافي، والتحول المحلي، فإن المسار المستقبلي لأوزبكستان سيقرر إلى أي مدى ستنجح الولايات المتحدة".
وبحسب الصحيفة، "تعمل أوزبكستان على التخلص من تراثها السوفياتي / الروسي وإعادة احتضان تراثها التركي والإسلامي. يقود الرئيس شوكت ميرزيوييف عملية إصلاحات سياسية حذرة، تسمح للهويات العرقية والدينية بمساحة أكبر في المجتمع المدني. ويسبب انسحاب الولايات المتحدة في عام 2021 من أفغانستان المجاورة، والذي أعاد طالبان إلى السلطة، مخاوف بالنسبة لأوزبكستان على جناحها الجنوبي الشرقي. كما وإن طاجيكستان المجاورة أكثر عرضة للخطر بسبب الوضع في أفغانستان وتدهور حالة روسيا. وبالمثل، لا تزال قيرغيزيستان هشة داخليًا بعد ثلاث انتفاضات منذ عام 2005، وكان آخرها قبل عامين فقط.  وإلى الجنوب، تقع تركمانستان حيث يحاول سردار بيردي محمدوف، الرئيس الجديد الذي خلف والده في شباط، إخراج البلاد من عزلتها الدولية الطويلة. حتى الجار الوحيد المستقر، كازاخستان في الشمال، والذي أجرى للتو انتخابات رئاسية، يمر أيضًا بتحول سياسي كبير سببه الاضطرابات منذ أقل من عام".
وختمت الصحيفة، "من الواضح أن الولايات المتحدة بحاجة إلى سياسة خارجية أكثر استباقية تجاه آسيا الوسطى، تعزز الشراكات المعززة في العديد من المجالات مثل التجارة والاستثمار والعلوم والتكنولوجيا والطاقة والرعاية الصحية والإنتاج الصناعي والتعليم وبناء القدرات، وكذلك التعاون عبر المؤسسات المالية الدولية. يمكن لمثل هذا النهج المتعدد الأوجه أن يقطع شوطًا طويلاً في ضمان أن أوزبكستان قادرة على تحمل الضغوط الجيواستراتيجية المختلفة، وبالتالي ضمان أن آسيا الوسطى ستصمد أمام العواصف العديدة التي تجتاح أوراسيا".

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا