حالة غير مسبوقة... هذا ما تعاني منه ايران واليمن وبعض الدول الخليجية
قالت "الجزيرة" أن موجة من الأمطار الغزيرة والسيول ضربت إيران واليمن ودولا خليجية، مما أسفر عن وقوع وفيات وإصابات، وألحق أضرارا جسيمة بالطرق وبعض المباني السكنية.
كما تشهد المنطقة هذه الأيام حالة من التقلبات الجوية، وموجة طقس عنيفة من حيث هطول أمطار غير مسبوقة على عدد من المناطق والأحياء السكنية في بعض دول الخليج العربي (الإمارات وقطر) إلى جانب إيران.
وتمر دولة الإمارات -على سبيل المثال لا الحصر- بموجة طقس عنيفة بسبب عاصفة مطرية غزيرة أعقبتها سيول وارتفاع في مستوى المياه، ضربت مناطق واسعة من المناطق الشرقية للدولة، مثل رأس الخيمة والشارقة والفجيرة، وسط استنفار حكومي لإيواء المتضررين وتوفير الخدمات ومساعدة المحتاجين.
وحتى الآن لا يزال من غير المعروف إن كانت موجة الأمطار الحالية ترتبط بالتغيّر المناخي العالمي، الذي تسبب في تقلبات مناخية في العديد من دول العالم منها بلدان أوروبية تشهد حاليا موجات حر غير مسبوقة.
موجات حر قاتلة في أوروبا وأمطار في الخليج.. هذا ما يُخبئه طقس لبنان حتى منتصف آب
على الصعيد العالمي، وصل متوسط هطول الأمطار إلى مستويات قياسية جديدة على مدى العقود الثلاثة الماضية، وفقا للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ "آي بي سي سي" (IPCC)، التي قالت في عام 2014 إن الأمن البشري سيتعرض للتهديد التدريجي مع ارتفاع درجات الحرارة، وأعادت تأكيد تهديد النزاعات الناجمة عن المناخ في تقريرها لعام 2022.
كما حذرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "فاو" (FAO) من هطول أمطار غزيرة في جميع أنحاء اليمن خلال يوليو/تموز الجاري، مما يؤدي إلى فيضانات مدمرة وتدمير سبل العيش والممتلكات.
وكان تقرير للبنك الدولي قد كشف أنه إذا استمرت الاتجاهات الحالية ككل، فستزداد حرارة المنطقة وجفافها، وقد تهدد مواسم الزراعة الأقصر والأمن الغذائي، وقد تؤدي المنافسة على الموارد الطبيعية المتضائلة إلى تأجيج الصراع.
واعتمد تقرير البنك الدولي على بيانات المناخ لرسم سيناريوهات مختلفة إذا استمر العالم في الاحترار بالمعدل الذي يسير عليه الآن. وتوقع المزيد من الظواهر الجوية المتطرفة نظرا لوقوع اليمن في جنوب خط عرض 25 درجة شمالا، فقد يصبح اليمن أكثر رطوبة ويتعرض للمزيد من هطول الأمطار نتيجة الاحتباس الحراري.
ويفسر المركز الوطني للأرصاد، وهو المصدر الرسمي لخدمات الأرصاد الجوية وخدمات الزلازل في دولة الإمارات العربية المتحدة، حالة السيول والأمطار الغزيرة التي شهدتها البلاد بأنها جاءت بسبب تكوّن السحب الركامية الممطرة على بعض المناطق الشرقية، وامتدت على بعض المناطق الداخلية، تصاحبها رياح نشطة السرعة وقوية أحيانا وتصل سرعتها إلى 45 كلم/س.
وكان المركز قد صرح لوكالة الصحافة الفرنسية في وقت سابق بأن الأمطار تفاقمت بسبب استمطار السحب، الذي تستخدمه السلطات لزيادة هطول الأمطار المنخفضة والنادرة في العادة.
وتعتبر الأمطار الغزيرة -إلى جانب الفيضانات والانهيارات الأرضية وغيرها- من أكثر الأحداث الجوية فتكا في جميع أنحاء العالم. وبحسب تقرير نشر عام 2018 بدورية "نيتشر" (Nature) الشهيرة، فإن التنبؤ بالكيفية التي قد تتغير بها الأمطار الأشد قسوة في المستقبل صعب للغاية، لأن العلماء لا يمكنهم بسهولة محاكاة هذه العواصف في نماذج الحاسوب.
وحاليا، تحقق العديد من فرق البحث تقدما في فهم مستقبل هطول الأمطار الشديدة في جميع أنحاء العالم، وذلك بفضل النماذج عالية الدقة التي يمكن أن توفر نظرة ثاقبة حول كيفية تطور العواصف.
وتشير بعض التنبؤات الأكثر تطورا إلى أنه مع ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية، ستسقط المزيد من الأمطار في العواصف الشديدة والمتقطعة بدلا من الأمطار اللطيفة التي يمكن أن تحافظ على المحاصيل.
وتشير أبحاث أخرى إلى أن الطرق التي تنظم بها العواصف الرعدية نفسها، يمكن أن تتغير بشكل جذري، مما يؤدي إلى عواصف أكبر وأكثر قوة، قد تعني المزيد من الفيضانات.
كل هذا يجعل من الأمطار الغزيرة المدمرة لمحة محتملة عن المستقبل إذا استمرت انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في الارتفاع.
وعلى الرغم من أن الفيضانات هي حدث طبيعي، فإن تغيّر المناخ الذي يسببه الإنسان يجعل أحداث الفيضانات الشديدة مثل هذه أكثر شيوعا.
3 تأثيرات
ويرى الباحثون في تقرير نشر على موقع "ذا كونفرسيشن" (The Conversation)، أن هناك 3 تأثيرات لتغير المناخ على وجه الخصوص تؤدي إلى زيادة مخاطر الفيضانات: هطول أمطار أكثر كثافة، وتحول أنماط الثلوج والأمطار، وتأثيرات حرائق الغابات على المناظر الطبيعية.
ويؤدي تغيّر المناخ إلى زيادة احتمال هطول الأمطار الشديدة التي تحطم الرقم القياسي. ويتمثل أحد آثار تغير المناخ في أن الغلاف الجوي الأكثر دفئا يؤدي إلى مزيد من هطول الأمطار الشديدة، ولقد وثقت الأبحاث أن هذه الزيادة في هطول الأمطار الشديدة تحدث بالفعل في جميع أنحاء العالم.
وتؤكد أنظمة المحاكاة أن المجتمعات تحتاج إلى الاستعداد لهذه التقلبات، وقام عالم الغلاف الجوي زاكاري زوبيل -عندما كان في جامعة إلينوي الأميركية- بأخذ نموذج عالمي للمناخ لمحاكاة العواصف يمكنه الكشف عن ظواهر صغيرة الحجم في الغلاف الجوي.
لكن نموذج زوبيل يتطلب قدرا كبيرا من القوة الحاسوبية باستخدام حاسوب عملاق. وفي هذه الحالة يمكن الربط بين درجات الحرارة وهطول الأمطار المتطرفة، إذا استمرت انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في الارتفاع حتى نهاية الألفية الحالية."الجزيرة"
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|