جعجع طالب ميقاتي ومولوي بالإعلان رسميا إمساك الدولة بالحدود مع سوريا
من مشروع "رئيس هارب" في شباط 2022 الى أهمّ قائد عالمي يزور أميركا على مشارف 2023!
من مشروع "رئيس هارب" من بلاده كجبان، وكعديم للخبرة، وكعميل، بعد ساعات من بداية الغزو الروسي لبلاده في عام 2022، الى أهمّ زائر لـ "البيت الأبيض"، على مشارف عام 2023.
ومن مشروع "رئيس هارب" خوفاً من الأسر، أو القتل، الى أفضل نموذج للمقاومات في العالم، بعيداً من العمائم، واللِّحَى، والخطابات الشعبوية.
ومن مشروع "رئيس مهرِّج" (بحسب بعض الأصوات "الحسودة" من الدّعم الأميركي لأوكرانيا في أغنى دول منطقتنا) الى مقاوم يزور جبهات القتال الساخنة والحسّاسة، وأكبر الصّروح العالمية ("البيت الأبيض"، والكونغرس الأميركي)، ويتحدّث عن الحرب في بلاده ليس أمام الكاميرات فقط، بل من خارج المخابىء.
هذه أبرز صورة تظهّرها زيارة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الولايات المتحدة الأميركية، في وقت دولي حسّاس جدّاً، وفيما أبواب "البيت الأبيض" لا تُفتَح منذ مدّة طويلة نسبياً لأهمّ شركاء وحلفاء واشنطن حول العالم، وذلك رغم مسار التغاضي الأميركي عن تورُّط بعض هؤلاء بجرائم، وبانتهاكات لحقوق الإنسان... وهو ما يمنعهم من التحرّك الى أبْعَد من أوروبا وآسيا وأفريقيا حالياً، والى أن تقرّر واشنطن العفو التامّ عنهم.
أشار زيلينسكي أمام الكونغرس الأميركي الى أن المساعدات الأميركية التي وصلت قيمتها إلى عشرات المليارات من الدولارات، ليست إحساناً، بل هي استثمار في الأمن العالمي، والديموقراطيّة. وهذا توصيف دقيق للواقع.
فالسلوكيات الأوكرانية منذ شباط الفائت تؤكّد الاستثمار الأميركي والغربي النّاجح بالجيش الأوكراني، وهو الجيش الذي يموت عن أرضه وشعبه، ودفاعاً عن مبدأ ضرورة مُعاقَبَة كل دولة تعتدي على أراضي غيرها. وهو الجيش الذي لا يُطالب بحمايات أمنية فيما هو يتفرّج على الجيش الأميركي يحارب ويموت عنه. وهو الجيش الذي لا يفكّر بـ "الشحادة" لذاته، والذي لا يقف جامداً أمام معاناة شعبه، على طريقة "من بعد حماري ما ينبت حشيش".
وهذا النّوع من الجيوش لا يستحقّ أنظمة "باتريوت"، ولا المساعدات الغذائية والمعيشية فقط، بل ما هو أوسَع من ذلك بكثير. فهو يعمل، ويُنتج، بصغار وكبار السنّ فيه، ومن دون أي تفكير إلا بسلامة الأرض، والشعب، والوطن عموماً، وليس بسلامة نفسه، وعائلاته، ومستقبله السياسي. فهذه هي الجيوش "الحقيقيّة"، والقادرة على بناء أوطان.
هذا فضلاً عن أنه جيش يتدرّب على الأسلحة الغربية ويستعملها بنجاح، بدلاً من أن يكدّسها لـ "التّشميس" في مطاراته ومخازنه، كما هو الحال في بعض دول منطقتنا التي تشتري أحدث الأسلحة الأميركية والغربيّة، وتتفرّج عليها، وتهرع الى "الانبطاح" التجاري والاقتصادي أمام الإيرانيّين، وذلك بموازاة التذمُّر من الأميركيّين بحجّة عَدَم توفير أمنهم، فيما الهدف الأساسي هو أن يموت الجيش الأميركي في حروبهم، بدلاً منهم. وها هم يبحثون عن حمايات أمنية من الشرق والغرب، على حدّ سواء، ومثل من يبحث عن عقله.
وانطلاقاً ممّا سبق، وبشيء من المبالغة التي تُظهّر شجاعة الجيش الأوكراني، نقول إنه لو توفّر في أوكرانيا ربع عدد السلاح الأميركي المتطوّر الموجود في أغنى دول منطقتنا، لكان الأوكرانيّون احتلّوا روسيا كلّها، بقسمَيْها الأوروبي والآسيوي، منذ نيسان الفائت، على أبْعَد تقدير. وهذه قد لا تكون مبالغة تماماً، إذ إن أسلحة غربية قديمة تعود الى ما قبل السبعينيات، جعلت كييف تلقّن الروس دروساً قاسية، منذ عشرة أشهر.
أوضح مصدر واسع الاطلاع أن "هدف الإدارة الأميركية من دعوة زيلينسكي لزيارة واشنطن، هو توفير الفرصة للرئيس الأوكراني للتحدّث عن الحرب الروسيّة على بلاده، وعن ضرورة استمرار مساعدة كييف، ضمن إطار جامع للحزبَيْن "الديموقراطي" و"الجمهوري" قبل كانون الثاني القادم، وهو موعد استلام الأكثرية "الجمهورية" الجديدة الكونغرس".
وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "من أبرز رغبات واشنطن هي المساعدة على تحقيق الإجماع التامّ بين الحزبَيْن حول مساعدة أوكرانيا، خصوصاً بعد تأكيد القيادة الروسيّة مؤخّراً سعيها لزيادة عدد الجيش الروسي، وقدرتها على استعمال أحدث أسلحتها وصواريخها، بدءاً من العام القادم".
وشدّد المصدر على أن "الاستمرار بمساعدة أوكرانيا يعني تكبيد روسيا أكبر الخسائر، خصوصاً أن الإمكانات التي تضعها موسكو في الحرب تزيد من مشاكلها الاقتصادية بقوّة. وإضعاف روسيا سيسمح لواشنطن بالتفرّغ لمواجهة الصين، التي يبدو أن المواجهة الأميركية معها لن تكون بعيدة تماماً".
وأضاف:"دخول زيلينسكي الكونغرس الأميركي كبطل ليس حدثاً عادياً، وهو انتصار إعلامي وحسّي فعلي، على حساب روسيا، لا سيّما أن الرئيس الأوكراني رفض عروضاً لتهريبه في بداية الحرب، وطالب بالحصول على السلاح".
وختم:"بدلاً من الهرب، حصل زيلينسكي على حماية أمنية ليزور الولايات المتحدة الأميركية، وليعود الى بلده من أجل إكمال القتال مع ثاني أكبر جيش في العالم، وذلك بعد عشرة أشهر من اندلاع أعنف أنواع الحروب. وهو بذلك صار بمستوى رئيس دولة كبرى".
انطون الفتى - أخبار اليوم
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|