ماكرون... الذي يضحك بوجه الفاسدين في لبنان قبل أن يخرج عابساً في وجه اللبنانيين!
عن أي قيادة لبنانية يتوجّب تغييرها، تحدّث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون؟ ومن هم القادة الذين يعرقلون الإصلاحات، والذين لا يعرفون كيف يحلّون مشاكل الناس، والذين يتوجّب إزاحتهم عن السلطة، بحسب الرئيس الفرنسي؟
"يا حرام"
وأي تغيير يعدنا به ماكرون الذي يرفع السّقف كثيراً، ليعود ويسقط في الهاوية، عندما يُرسل إشارات إيجابية في حديثه عن بعض الشخصيات والأطراف اللبنانية، تجعلنا نقول عنهم "يا حرام شو مناح"؟
وعن أي إعادة هيكلة للنظام المالي في لبنان، تحدث الرئيس الفرنسي، الذي يبدو أنه لم يسمع بأن هذا النّظام انتهى، وبأن محاولات إنعاشه تزيد الفقر، والمرض، والجوع في البلد؟ وما هي المبادرات والمشاريع الملموسة التي سيُطلقها (ماكرون) خلال الأسابيع القادمة لدعمه (لبنان)؟
هل سمع؟
وهل نثق بماكرون مجدّداً، هو الذي يتعامل مع أفسد الفاسدين في لبنان، حتى الساعة؟ وهل سمع الرئيس الفرنسي يوماً، بأن لبنان لم يَعُد مجموعة من الولايات الشعبية والسياسية والاقتصادية فقط، بل "مزارع" من القطاعات التي تهدّد بقطع السّلع والخدمات... عن الناس، طلباً لجداول يوميّة، أو أسبوعية...، وهو الدليل الأبرز على بلد ما عاد يصلح لأن يُعتبَر دولة؟
وهل سمع ماكرون بأن البلد الذي يتحدّث عنه، يحتاج الى إعادة النّظر باستقلاله مثلاً، لا الى انتخابات رئاسية، أو حكومة أصيلة، أو مجلس نيابي؟
مرحلة صعبة
شدّد مصدر سياسي على أن "الملف اللبناني شائك جدّاً. فالمؤسّسات اللبنانية تسقط، وهو مسار لن يتوقّف قبل سقوط كل شيء، ومهما استغرق ذلك من الوقت. وهذا يقودنا الى واقع يجعل من لبنان بلداً غير صالح لأن يكون دولة".
وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "ما نتّجه إليه بموجب المعطيات المحليّة هو ضرورة البَدْء من صفر، بمساعدة خبراء أجانب، لإعادة تكوين المؤسّسات، ومحاسبة الفاسدين، ولإجراء محاكمات لكلّ السياسيين والموظفين في القطاع العام. ولكن هذه المرحلة صعبة وطويلة، وهي تحتاج الى الكثير من التنظيم".
نظري
وأكد المصدر "الحاجة الى إجراء إعادة نظر بالدولة كلّها. فانتخاب رئيس للجمهورية، وتشكيل حكومة جديدة، ومجلس النواب الحالي، لن يغيّروا شيئاً، لأن إعادة النّهوض بلبنان يحتاج الى قوّة تتمتّع بصلاحيات واسعة، قادرة على متابعة العمل على أدقّ التفاصيل، وضمن مهل زمنيّة غير مفتوحة".
ودعا الى "عَدَم المبالغة بالتعويل على عقوبات أوروبية على أي طرف سياسي في لبنان. فالأوروبيّون ليسوا متّفقين مع بعضهم، والمثال على ذلك هو أن علاقات فرنسا بإيطاليا تمرّ بأسوأ مراحلها، في الوقت الحالي. فيما تحتاج أي حركة أوروبية مشتركة الى إجماع كل الأطراف الأوروبية".
وختم:"أوروبا عموماً، وليس فرنسا وحدها، عاجزة حالياً عن أن يكون لديها أي سياسة، أو أي تحرّك في أي مكان، وليس في لبنان وحده. وبالتالي، يبقى كلام ماكرون عن لبنان ضمن الإطار النّظري لا العملي، في لحظة توتّرات عالمية هائلة".
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|