إقتصاد

تهريب البنزين اللبناني إلى سوريا: 10 ليترات بـ22 دولاراً

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

تتشابه الأزمات المعيشية والاقتصادية بين لبنان وسوريا. فمع بلوغ سعر الدولار مستويات قياسية جديدة في بيروت بلغت مساء يوم الاثنين 47 ألف ليرة لبنانية، يطرق الدولار عتبة 6800 ليرة سورية في دمشق، مسجلاً ارتفاعات جنونية في الأشهر الثلاثة الماضية. فخلال الأسبوعين الماضيين قفز الدولار من 4500 إلى 6800 ليرة سورية. الأمر الذي أوقع السوريين في أزمة مستفحلة، تسعى طرق التهريب البدائية إلى حلّ جزء منها.

جفاف البنزين المدعوم في سوريا
منذ فترة، كانت الحكومة السورية تقدّم البنزين المدعوم لفئة واسعة من الشعب السوري، ومنها أصحاب السيارات العمومية، بمقدار 25 ليتراً كل أسبوع، أي 100 ليتر خلال الشهر. كان ذلك يكفي صاحب سيارة الأجرة بنسبة 50 بالمئة من حاجته إلى البنزين، حسب ما يقول أحد سائقي السيارات العمومية السورية في حديث لـ"المدن". مشيراً إلى أن الحكومة اليوم غير قادرة على ذلك، فتكتفي بتقديم هذه الكمية نفسها، أي 25 ليتراً لكن شهرياً. الأمر الذي يدفع بأصحاب السيارات العمومية وغيرهم من السوريين إلى شراء البنزين من السوق السوداء، التي يكون أغلب مخزونها من السوق اللبناني. وهو ما أدى إلى ارتفاع تسعيرة النقل بشكل جنوني فأصبحت تبلغ حوالى 7 دولارات لمسافة 20 كيلومتراً فقط.

الصفيحة بـ44 دولاراً
يتحدث سائق السيارة عن "سوء جودة" البنزين اللبناني، لأنه "بطيّر" أي يتبخّر بسرعة. وهو ما اشتكى منه سابقاً لبنانيون كثر خلال الأزمة. مشيراً إلى أنه في السوق السوداء السورية يبلغ ثمن 10 ليترات البنزين، ما بين 120 و150 ألف ليرة سورية، ما يوازي ما بين 17.5 دولاراً و22 دولاراً، أي أن ثمن الصفيحة يصل إلى حدود 44 دولاراً أميركياً.

هذا ثمنها في سوريا. أما ثمنها في لبنان -وعلى أساس سعر الصرف 46 ألف ليرة- فهو حوالى 16 دولاراً أميركياً. وهذا ما يجعل تهريب البنزين اليوم عملاً مربحاً للغاية، خصوصاً إذا كان نقله يتم بصورة بدائية، بكميات صغيرة لا تستوجب تكاليف إضافية. وهو ما يجري اليوم، تحت أعين السلطات اللبنانية والسورية على حدّ سواء.

تجار البنزين تحت أعين السلطات الأمنية
ما بين نقطة المصنع اللبنانية والحدود السورية، تنتشر سيارات اللبنانيين على جانبي الطرق لعرض غالونات البنزين التي تحتوي على 10 ليترات، يبيعها هؤلاء إلى من يرغب من السوريين واللبنانيين بسعر يتراوح ما بين 12 و15 دولاراً، محققين ربحاً يصل إلى 7 دولارات بالغالون الواحد. وحسب معلومات "المدن"، يتنقل التجار بسياراتهم بين الحدود أكثر من مرة خلال النهار. ويمكن للتفتيش البسيط الذي يجري على الضفة اللبنانية أن يكتشف مجال عملهم بالتهريب. لكن غضّ النظر هو أمر مطلوب ومتعارف عليه في هذه المنطقة، خصوصاً أن عملهم على الطريق الدولية ليس مخفياً، فهم يعرضون ما لديهم على الشارع، وكأنهم يبيعون الخضار. ويمكن لكل من يمر من هناك أن يراهم.

الغاز اللبناني أيضاً إلى سوريا
كذلك تنتشر غالونات البنزين على طريق المطار السورية، قرب حواجز الأمن التي تُقيمها الأجهزة الأمنية السورية، إلى جانب غالونات الزيت، والجديد هو قوارير الغاز، التي حسب معلومات "المدن" يتم تعبئتها في لبنان أيضاً، وتُنقل إلى سوريا بالوسائل نفسها، وتباع بالدولار أيضاً، أو بالليرة السورية على أساس سعر الصرف في السوق السوداء، والأرباح فيها كبيرة تصل إلى حدود 50 بالمئة أحياناً، وتتغير مع تغير سعر الغاز في لبنان.

كل عمليات البيع والشراء هذه تحصل بشكل علنيّ. فكيف بالأمور التي تجري من تحت الطاولة، من عمليات لتهريب الدولارات، والتي كانت سبباً في الارتفاع الجنوني لسعر الصرف في لبنان، وتهريب للمحروقات عبر المعابر غير الشرعية الواسعة، في البقاع والشمال، والتي يتم عبرها نقل الصهاريج من لبنان إلى سوريا، حيث ارتفع حجم استيراد المحروقات في لبنان مؤخراً من أجل تغذية عمليات التهريب بعدما انخفض مستواها كثيراً خلال الفترة الماضية، بسبب عدم وجود تفاوت كبير بالأسعار آنذاك بين لبنان وسوريا.

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا