كاد أن يصبح وزير دفاع سوريا... إسرائيل تسعى لاستعادة رفات أشهر جواسيسها
جوزيف عون 1 جبران باسيل 0
لم يستوعب بعد العسكريون ان المساعدات الاجتماعية والترقيات التي انتظروها عشية الاعياد لن تصلهم لرفض وزير الدفاع في حكومة تصريف الأعمال موريس سليم ومن خلفه رئيس "التيار الوطني الحر" توقيع المرسوم الذي وافق عليه مجلس الوزراء خلال جلسته الاخيرة التي يصر "التيار" على اعتبارها غير شرعية. لا يعني هؤلاء الكباش السياسي- الدستوري- الطائفي بين باسيل ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ولا الكباش الرئاسي بين باسيل وقائد الجيش جوزيف عون. كل ما يعنيهم الحصول على المساعدات المرصودة التي تشكل بالنسبة لهم جرعة اوكسجين للاستمرار والصمود، اضافة لانجاز ترقياتهم المعلقة هي الاخرى على حبال حلبة المصارعة بين باسيل وأخصامه.
ينتظر هؤلاء ما ستؤول اليه النقاشات بين سليم وميقاتي التي بدأت اليوم الثلاثاء بهدف ايجاد مخرج يقيهم شر هذا الصراع خاصة ان الطرفين يعيان ان لا مصلحة لهما بمواصلة اللعبة حتى حافة الهاوية، لذلك تراهما ينكبان على اخراج الملف من عنق الزجاجة من دون ان يتضح، بحسب المعلومات، مخرجا مناسبا حتى الساعة خاصة بعد وفاة شقيقة وزير الدفاع عند خروجه من السراي لاستكمال النقاشات مع فريقه السياسي.
تسلل الخلافات السياسية والتي يصر باسيل على الباسها ثوبا دستوريا، الى المؤسسة العسكرية لا يقتصر على الترقيات والمساعدات بل بدا جليا مؤخرا برفض سليم ايضا توقيع قرار قائد الجيش بتأجيل تسريح رئيس الأركان العامة في الجيش اللواء أمين العرم والمفتش العام في المجلس العسكري اللواء أديب إسحق.
وبالرغم من ترويج بعض من يدورون في فلك "التيار" بعيدا عن الاضواء ان الوزير سليم كان قد تلقى اشارات من العماد جوزيف عون انه لن يصدر قرارا بشأن تأجيل تسريح وان ما فعله هو بهدف احراج الوزير ومن خلفه باسيل، الا انه وفي كل الاحوال وبعد رفض سليم التوقيع بات المجلس العسكري هو الآخر معطلا لغياب ٢ من أعضائه، وبغياب قائد القوات المسلحة اي رئيس الجمهورية يصبح قائد الجيش الى حد كبير الحاكم بأمره في كل ما يرتبط بالمؤسسة العسكرية.
مجمل المشهد السابق توصيفه يجعل لا شك جوزيف عون متقدما على جبران باسيل بحلبة الصراع المتواصل بينهما منذ سنوات، وان كان عون يسبقه بأشواط في السباق الرئاسي، وهو ما دفع رئيس "التيار" للخروج قبل الاعياد ليعلن صراحة ولاول مرة انه لا ولن يؤيد تبوؤ جوزيف عون سدة الرئاسة.
مطلعون عن كثب على علاقة الرجلين، يعتبرون ان "باسيل قد يكون يعارض رئاسة عون اكثر من معارضته بعد لرئاسة سليمان فرنجية لاقتناعه بأن الاول وفي حال توفرت له ظروف داخلية وخارجية لانجاح عهده قادر على ان يأكل من صحنه اي يجتذب قسم كبير من العونيين، فيما لن تؤثر رئاسة فرنجية على الاطلاق على شعبيته وعلى جمهور التيار". وتشير المصادر الى ان "الاعتقاد بأن مسار علاقة عون- باسيل هو نفسه مسار علاقة عون- عون (اي العماد ميشال عون)، هو اعتقاد خاطىء تماما"، لافتة الى ان "علاقة رئيس الجمهورية السابق بقائد الجيش لا شك ليست كما كانت عليه عشية تعيينه (بقرار من ميشال عون) لكنها ايضا ليست بمستوى علاقة جبران باسيل- جوزيف عون". وتضيف:"لطالما كانت هناك نقاشات محتدمة بين ميشال عون وجبران باسيل حول العلاقة مع جوزيف عون، وقد حاول رئيس الجمهورية السابق ولا يزال يحاول تفادي خلافا كبيرا مع باسيل بدعمه جوزيف عون للرئاسة، لكنه لن يكون حزينا على الاطلاق بنجاح قائد الجيش بشق طريقه الى بعبدا، وهو ما لن يصارح به باسيل يوما!"
وتعتبر المصادر ان "الحوارات التي يقوم بها باسيل امام عدسات الكاميرات وبعيدا عنها لتسويق مرشح ثالث غير فرنجية وعون اشبه بحركة بلا بركة ومحاولة لتحسين موقعه في الداخل بعدما بات بمواجهة مفتوحة مع كل القوى دون استثناء وبخاصة بعد خلافه المستجد مع حزب الله". وهو وان كان يحاول اليوم الاستفادة من وضعيته الحالية خدمة لمصالحه واجندته السياسية من خلال تصوير نفسه انه قادر على التفاهم والتلاقي مع اي طرف باعتباره غير مرتبط بتحالف مع حزب الله او غيره، يعي ضمنيا انه في موقع لا يحسد عليه، وان اي تسوية خارجية قد تأتي على حسابه في حال لم يسارع لاعادة ترتيب اوراقه.
بالمحصلة، ها هو جوزيف عون يتقدم رئاسيا فيما يخطو باسيل خطوات الى الوراء رغم ايحائه بالعكس وبأنه الوحيد الناشط داخليا وخارجيا للدفع بالملف الرئاسي قدما.وبانتظار ما سيُقدم عليه الفرنسيون مطلع العام، لا يمكن الحسم بشيء الا بأننا سنكون حتى ذلك الوقت على موعد مع مزيد من مباريات المصارعة التي يخشى ان تتخذ طابعا دمويا.
بولا اسطيح - الكلمة أونلاين
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|