محليات

التوتير الأمني المفتعل… في خدمة أي مشروع؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

تزداد في الآونة الأخيرة وتيرة الثغرات الأمنية المريبة شكلا وتوقيتا. وهي في غالبيتها، يا للصدف، قابلة للاستثمار والتسويق سياسيا وإعلاميا. هذه الثغرات تختلف بالتأكيد عن الحوادث الناتجة عن الأزمة المالية التي تصيب غالبية اللبنانيين، وإن كانت كلها تبعث على القلق من ارتفاع وتيرة التفلّت الإجتماعي، وما قد يحمله من اضطرابات مطلبية بصبغة سياسية يجري تحضيرها في سياق تحضير المسرح للاستحقاقات الداهمة منها، كاستحقاق انتخاب رئيس للجمهورية، أو المؤجلة، وهي كثيرة تبدأ ولا تنتهي بالانتخابات البلدية والاختيارية.

لكن الحوادث - الثغرات الثلاث التي سًجلت تزامنا في الأيام الأخيرة، من العاقبية جنوبا الى بريح جبلا، وقبلها بقليل درّاجات الأشرفية، تميّزت بأن مفتعليها انتقوا مناطق ذات حساسية مطلقة استراتيجيا ومذهبيا من أجل تسجيل رسائلهم. هذا عدا عن محاولات توظيف مشبوه لها، على غرار الفيديو المسرّب عقب حادثة الأشرفية والذي قيل بدءا إنه يوثّق شبانا مسيحيين يضربون "معتد" من فرقة الدراجات، قبل أن يتبيّن لاحقا أن الفيدو عائد الى حادثة أخرى بين أهل البيت المذهبي الواحد على خلفية شتم الرجل المضروب أحد الأئمة.

ولا يخفى أن تسويق الفيديو المزيف ليس وليد ساعته، بل يعكس رغبة جهات لجسّ نبض جبهات تماس سياسي وطائفي، ومدى جاهزيتها لتلقّف أي حوادث مفتعلة تخدم مشاريع مشبوهة ستوظّف على الارجح في سياقات سياسية معروفة الغاية والاتجاه.

أما حادثة بريح فلا تُفهم أو تُصرف إلا في سياق توتيري واضح، حتى لو وُصفت بالولادية. لذا سارعت الجهات المعنية بالمنطقة، درزيا ومسيحيا، الى احتواء سريع لمفاعيلها، وإن هي تركت أثرا بائنا نتيجة حساسية المنطقة وحضورها في الوجدان رغم مضيّ عقود على المأساة التي عصفت بالبلدة وأخّرت المصالحة فيها أعواما طوال.

 

وتبقى العاقبية التي تختلف صبغتها عن صبغتيّ الأشوفية وبريح، وإن هي لا تخفي توترا وتوتيرا استراتيجيين نتيجة الإلتباسات المحيطة بعمل القوات الدولية بعد القرار الأخير بتمديد عملها والذي غيّر جزئيا قواعد الاشتباك و"حرّر" تنقلات كتائبها من رفقة درب الجيش اللبناني. ولا يخفى على المعنيين أن هذا التغيير كان لسنوات مطلبا أمميا - أميركيا- أوروبيا الى أن أبصر النور قبل نحو شهر بغفلة بل بغض طرف لبناني مقصود.

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا