البطريرك الراعي: رئيس الجمهورية غير موجود قصدًا ومن يفاوض على وقف النار غير شرعي
دولارات الحلبي الخمسة ومستشاريه: الأساتذة غاضبون استقالات بروابط المعلمين, و تريث قبل إعلان العودة للتعليم.
"ليبانون ديبايت"
طارت الحوافز للأساتذة التي وعدهم بها وزير التربية عباس الحلبي بداية العام الدراسي وهي عبارة عن 130 دولار فرش شهرياً، حيث أبلغهم أنه لم يتمكن من تأمين الأموال التي وعد بها من الجهات المانحة، وتحدث عن أموال متبقية تسمح له بإعطاء الأساتذة 5 دولار عن كل يوم عمل كحوافز.
هذا "العطاء السخي" لم يلحظ العاملين وموظفو المكننة في المدارس كما موظفية الوزارة، فهل يرضي الأساتذة وما هي خطواتهم المقبلة؟
يتأرجح الأساتذة بين مصلحة الطلاب في حال اتخذوا خطوة باتجاه الإضراب وبين القبول بهذا الفتات الذي لا يشكل حجر يسند الخابية على حد تعبيرهم.
رئيسة رابطة أساتذة التعليم الثانوي الرسمي ملوك محرز تصارح "ليبانون ديبايت"، أن "الأمر متروك اليوم إلى قرار الهيئة الإدارية وبعدها إلى الروابط مجتمعة لاتخاذ الموقف المناسب وطبعاً سيُعلن هذا الموقف بين اليوم والغد قبل العودة إلى المدارس يوم الاثنين".
وهذا الموقف أكد عليه عضو الرابطة عصمت ضو لـ"ليبانون ديبايت"، فأكد أن "ما جرى طرحه لا يرضيه على المستوى الشخصي ولكن القرار يعود إلى الهيئة الإدارية للرابطة التي ستدرس ما تم طرحه وتتخذ الخوات المناسبة".
بدوره أشار رئيس رابطة التعليم الأساسي حسين جواد إلى أن "الهيئة الإدارية للرابطة ستجتمع مساء اليوم لاتخاذ الموقف المناسب من طرح الوزير وبالطبع ستنقله إلى بقية الروابط لاتخاذ الموقف المناسب"، مؤكداً أن "ما خسره الأساتذة لا تعوضه كافة التقديمات"، ولفت إلى أن "الوزير حاول الوفاء بوعده لكن الجهات المانحة لم تلبِّ طلبه".
ولكن ما موقف الأساتذة المتعاقدين؟ تؤكد رئيس اللجنة الفاعلة للمتعاقدين في التعليم الأساسي نسرين شاهين، وجود تواطؤ بين المكاتب التربوية للقوى السياسية المتمثلة بالروابط والوزير وسبق أن لفتت هي إلى "إتفاق على الـ 5 دولار قبل الإعلان عنه بعد تسريبه من أشخاص".
ورأت أن "ما يحدث معيب فالروابط لم تسأل الوزير عن الـ60 مليون دولار التي قال أنها أصبحت في عهدة وزارة المالية، لأن السؤال كان كافياً ليؤكد على أن ما يطالب به الأساتذة كان قد وصلهم ولم يعرفوا مصيره".
أما عن موقفهم المقبل، فأكدت أن "الأساتذة المتعاقدين يحضرون مفاجأة للروابط وهم ينتظرون قرارها ليعلنوا عن مفاجأتهم".
لم يكد ينهي وزير التربية مؤتمره الصحافي يوم أمس، الذي أعلن فيه عن الدولارات الخمسة لكل أستاذ عن كل يوم حضوري، حتى هبت مواقع التواصل الاجتماعي بالانتقادات، بما فيها الجارحة بحقه وبحق وزارته، بعدما شعروا أن كرامتهم باتت "ممسوحة بالأرض".
الاستماع إلى المستشارين
مصادر مطلعة في وزارة التربية أكدت لـ"المدن" أن الحلبي كان يتوقع صدى إيجابياً بإعلانه عن هذه "الحوافز"، خصوصاً أنه شرح عن أنه عاجز عن دفع أي مبالغ مالي، طالما أن لبنان معاقب من الجهات المانحة. لكن الوزير تفاجأ بحجم الانتقادات التي طالت تصريحاته.
وتضيف المصادر أن المحيطين بالوزير من مستشارين وبعض المسؤولين عازمون على توريطه أكثر فأكثر بمثل هذه التصريحات. فهم عندما قرروا منح الأساتذة خمسة دولارات باليوم، كانوا يعتبرون أن الأساتذة مهانون ويقبلون بأي شيء. وبالتالي سيقبلون بالذهاب إلى المدارس لتجميع هذه الدولارات. لكن ما حصل، وما كان متوقعاً، أن الأساتذة شعروا بمهانة كبيرة جراء إعلان الوزير عن دفع خمسة دولارات عن كل يوم حضوري، بما يوازي كحد أقصى بالشهر نحو ستين دولاراً.
ينتهكون كرامة الأساتذة
لكن وبعيداً من أن تفكير المستشارين غير تربوي، ولا يراعي راحة الأستاذ للقيام بواجبه، يشكل إهانة واضحة وصريحة كل أستاذ، عمل باللحم الحي خلال السنوات الثلاث من الأزمة. وظهر الأمر في نتائج الامتحانات الرسمية لشهادة الثانوي، التي أظهرت تفوق القطاع الرسمي على الخاص، رغم كل مأساة الأساتذة، تقول المصادر.
ووفق مصادر الوزارة، مشكلة الوزير أنه يستمع إلى مستشارين لا يفقهون بالتربية ولا يعيشون معاناة الأساتذة، لا بل ينظرون إليهم أن همهم الوحيد "جيبهم" ويقبلون بأي شيء، خصوصاً إذا ما تم تهديدهم بإجراءات عقابية. وعدا عن أنهم ينتهكون كرامة الأساتذة، ترى المستشارين يتفننون أمام الوزير بعرض عضلاتهم في كيفية معاقبة الأساتذة غير الطيعين، ليكونوا عبرة لمن اعتبر. وها هم يتفاجأون مثل الوزير برد فعل الأساتذة على وسائل التواصل الاجتماعي، بما يبشر بعدم تمضية عام دراسي يليق بطلاب التعليم الرسمي.
شعر الأساتذة بإساءة كبيرة جراء إعلان الوزير عن الدولارات الخمسة، فيما كان يفترض به تلقف غضبهم ومصارحتهم والوقوف إلى جانبهم بالكلمة الطيبة، لا الاستماع إلى كلام مستشار يهمس في إذنه: "ليش زعلانين، ما كل واحد منهم عم يقبض عشرة ملايين" تقول المصادر، وتضيف أن تصريح الوزير هذا، على إحدى محطات التلفزة جعل الأساتذة يقولون كأن الوزير لا يعيش معهم في البلد عينه. ففي الوقت الذي كانوا ينتظرون منه الحفاظ على كرامتهم، قام بتمنينهم بمساعدات الدولة، أي الرواتب الثلاثة (نحو تسعة ملايين ليرة بالشهر)، التي لم تعد تكفي لاشتراك الكهرباء والمواصلات، قبل الحديث عن لقمة العيش.
تصريحات غير تربوية
إلى هذا الإعلان الذي قام به الوزير يوم أمس، بدأت التنبيهات تصل إلى المدارس والثانويات لمعاقبة الأساتذة. وقد وصل إلى ثانوية اديب سليمان تنبيهات لأربعين أستاذاً بسبب إضرابهم لمدة أسبوع السنة الفائتة. وطالت إجراءات الوزارة حسم الرواتب، كإجراء عقابي، كما يؤكد النقابي حسن مظلوم، وهو أحد نظّار الثانوية.
وشرح مظلوم أنه تعرض لعقوبة حسم راتبه بتهمة التصريح على وسائل الإعلام من دون أخذ إذن من الوزارة. فقد جاء في التنبيه الموجه إليه أنه قال كلاماً غير تربوي بحق الوزير والوزارة، ما يستوجب مساءلته وحسم راتبه. لذا فجّر مظلوم جام غضبه بالتصريح لـ"المدن": "سقوط سقف المدرسة على رأس طالبة ووفاتها في طرابلس عمل تربوي. لقاء الوزير مع المكاتب التربوية لميليشيات السلطة للضغط على الأساتذة عمل تربوي. حسم رواتب الأساتذة لأنهم يطالبون بإطعام وتدفئة أولادهم، عمل تربوي. انتظار أحد الأساتذة المريض بالسرطان موته من دون تلقي العلاج، عمل تربوي. انتشال قانون وضع أيام المكتب الثاني وإصدار فرمانات عثمانية ضد الأساتذة المضربين، عمل تربوي. إحاطة الوزير نفسه بمجلس حربي لميليشيات السلطة في وزارة التربية، عمل تربوي. أما ما قام به مظلوم وزملائه، المنتفضين ضد الظلم الذي يعيشه الأساتذة، فغير تربوي".
استقالات في الروابط
تصريح الوزير عن الدولارات الخمسة كان له وقع على روابط المعلمين أيضاً. فرغم أن ممثلي أعضاء الروابط ينتمون لأحزاب السلطة، إلا أن الأمر وصل حد إبلاغ أعضاء في روابط المعلمين عزمهم تقديم استقالاتهم. وعلمت "المدن" أن الأيام المقبلة ستشهد استقالة أحد رؤساء روابط المعلمين، ولن يقتصر الأمر على الأعضاء العاديين.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|