محليات

حجز رهائن في الضاحية.. لتسويق منتج تجاري!

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

سلاح، حجز رهائن، قوى أمنية غير واضح ما إذا كانت حكومية، اتصالات ومفاوضات... تلك المشاهد ليست إلا إعلاناً تجارياً انتشر في تطبيق "تيك توك" لمتجر يبيع الملابس في الضاحية الجنوبية لبيروت. 


يُصاب المشاهد بالذهول. ليس الاعلان مبتكراً، ولا يحمل أي لمسة فنية، بل يفتقر حتى للكوميديا التي يزعمها. فكرته، تحاكي صورة نمطية عن الضاحية بأنها تحتضن مارقين، ويلجأ سكانها للسلاح، ويستخدمون القوة للحصول على مطالبهم، ولا يؤمنون بالدولة، ولا خيارات أخرى لديهم.. حتى لو كان الموضوع شراء "بيجاما"!


يبدأ الاعلان من رجل يطلب مقاساً أصغر من المقاس المعروض، من "بيجاما" رياضية في متجر لبيع الملابس في الضاحية. يسأل الموظف، فلا يجد مقاسه. ينتقل الى العنف: يتخذ الموظفين رهائن، ويطالب بالمدير، والا سيفجّر المتجر. 
 


يتحدث نجله عبر الهاتف مع مجموعة أمنية في الخارج تفاوضه. لا يرتدي أفرادها سترة "قوى الأمن الداخلي" ولا بزّة الجيش اللبناني. هويتهم ملتبسة، لكنهم يفاوضون. يطلب الرجل وصول المدير خلال دقائق، لكن مدير المتجر يحتاج نصف ساعة للوصول كونه يأتي من النبطية (جنوبي لبنان). يعلن الخاطف أنه سيلجأ الى تفجير المتجر، قبل أن يبلغه أحد مفاوضيه أن طلبه موجود في فرع الرويس. وينتهي الاعلان بعرض فروع المتجر في المناطق. 


والإعلان لا يعبّر عن هوية منطقة، بل يعبّر عن هوية منتجيه. يسوقون منطق القوة، والخروج عن القانون. ربما يحاكون شريحة مارقة باتت عبئاً على سكان الضاحية التي يسكنها مئات الآلاف من مختلف الاطياف والطوائف والخلفيات الثقافية. هذا التماهي مع شريحة منبوذة، لا يتصل بخفة الظل، ولا يسوّق لمتجر تجاري، بقدر ما يسوق لمعاناة ولمنطق مرفوض في المعاملات الانسانية والتعاملات التجارية. 
 

ترهيب السكان ليس فكرة للتسويق. والتهديد بتفجير محل تجاري، ليس انتاجاً لجذب تجاري. وترهيب الموظفين وتهديد حياتهم، ليس إبداعاً. ثمة أزمة أخلاقية في الإعلان تستدعي سحبه أولاً من التداول، ومحاسبة المتورطين في صناعته. ثمة من يسيء الى الضاحية، من سكانها و"مبدعيها"، أكثر بكثير ممن يسيئون اليها من خارجها أو من خصومها. الموت ليس فكرة للضحك ولا للتسويق. كل منتج إعلانات ينطلق من خلفيته الثقافية، وما يدعو للأسف أن هؤلاء يسوقون الموت وحجز الرهائن والترهيب. 

 

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا