عربي ودولي

معارك "محتدمة" وجبهة جديدة بين روسيا وأوكرانيا

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

وسط معارك متواصلة على الجبهة وتصعيد متبادل بين الجانبين، احتفل الأوكرانيون والروس، السبت، بعيد الميلاد الأرثوذكسي فيما انتهى وقف إطلاق النار الأحادي الذي أعلنه الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين.

وقال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، في رسالة فيديو: "استطاع العالم أن يرى مجددا اليوم مدى عدم صدق كلّ الخطابات التي تُلقى على أعلى مستوى في موسكو".

وأضاف، "تحدثوا عن وقف مزعوم لإطلاق النار... لكنّ الحقيقة أنّ القذائف الروسيّة استمرّت في قصف باخموت (شرق) والمواقع الأوكرانيّة الأخرى"، مشدداً على أن الحل الوحيد هو "طرد الروس المحتلين من الأراضي الأوكرانيّة".

وانتهى عند منتصف ليل السبت (21,00 بتوقيت غرينتش) وقف إطلاق النار الذي أعلنته موسكو اعتبارا من ظهر الجمعة.

واتهمت أوكرانيا الجيش الروسي بعدم احترامه، فيما اتّهمت روسيا في المقابل الأوكرانيّين بمنع تطبيقه، مستنكرةً استمرار القصف المدفعي الأوكراني على مواقعها، وفقا لـ"فرانس برس".

صاغ أنصار بوتين الهدنة على أنها محاولة لاحترام العقيدة الأرثوذكسية في العيد، ويقول المحللون إنه محاولة من قبل الزعيم الروسي لتعزيز صورته كحامي العقيدة، وفقا لـ"نيويورك تايمز".

ورغم إعلان بوتين توقف القتال من ظهر يوم الجمعة حتى منتصف ليل السبت، لكن ذلك "لم يحدث أبدا".

واحتدم القتال في شرق أوكرانيا في عيد الميلاد الأرثوذكسي على الرغم من دعوة روسيا "المزعومة" لوقف إطلاق النار، وفقا لـ"وول ستريت جورنال".

وعلى الخطوط الأمامية الأوكرانية، لم يكن هناك ما يشير إلى وقف إطلاق النار، وفي مدينة باخموت بشرق البلاد "استمر القتال بلا هوادة".

وكانت مدينة باخموت مسرحا لبعض أشد المعارك في الأسابيع الأخيرة.

وسمع مراسلو وكالة "فرانس برس" في مدينة تشاسيف يار في شرق أوكرانيا دويّ قصف متواصل طيلة فترة قبل الظهر.

وفي باخموت مركز المعارك شمالا من هذه المدينة، سجل مراسلو "فرانس برس"، الجمعة، تبادلا للقصف المدفعي من جانبَي الجبهة في الساعات التي تلت بدء سريان وقف إطلاق النار الأحادي.

وأفادت النيابة العامة الأوكرانية بأن شخصين قُتلا وأُصيب 13 آخرون، الجمعة، في باخموت التي أصبح جزء كبير منها مدمرا بسبب القتال وحيث مني المعسكران بخسائر كبيرة.

وقالت السلطات الأوكرانية إن القوات الروسية قصفت منطقة خيرسون بجنوب البلاد، الجمعة، ما أسفر عن مقتل مسعف وإصابة سبعة أشخاص آخرين.

في منطقة زابوريجيا بجنوب شرق أوكرانيا، قالت الإدارة المحلية إن بعثة للأمم المتحدة التي كانت توزع مساعدات إنسانية في أوريخيف قد تعرضت "لنيران العدو".

وكشفت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية عن شن القوات الروسية هجمات على طول خط المواجهة في منطقة دونيتسك الشرقية، بعد دعوة بوتين إلى وقف الأعمال العدائية لمدة 36 ساعة.

من جانبها أكدت القوات الروسية أنها صدت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية عددا من الهجمات التي شنها الجيش الأوكراني في شرق أوكرانيا، وإنّها قتلت العشرات من الجنود الجمعة.

وقالت إن "قواتها تلتزم بوقف إطلاق النار لكنها تصد للهجمات الأوكرانية بشكل رئيسي في منطقة دونيتسك".

لا يزال القتال الأشد حدة في بلدتي باخموت وسوليدار على خط المواجهة في الشرق بمقاطعة دونيتسك، وهي واحدة من أربع مناطق زعمت روسيا أنها ضمتها في أيلول، حسب "رويترز".

وتتعرض الدفاعات الأوكرانية لضغوط شديدة حول مدينة سوليدار بشرق أوكرانيا.

وقال قادة أوكرانيون، إن "روسيا أعادت توجيه المركبات المدرعة ونيران المدفعية نحو سوليدار بعد أشهر من المحاولات الفاشلة للسيطرة على مدينة باخموت القريبة"، وفقا لـ"وول ستريت جورنال".

في وقت متأخر من يوم الجمعة، قال المدونون الحربيون الروس إن القوات التابعة لمجموعة فاغنر شبه العسكرية حققت تقدما في سوليدار، لكن القتال من أجل المدينة "مستمر".

وقال النائب الأوكراني، يوري ميسياجين، على وسائل التواصل الاجتماعي، السبت، إن "سوليدار لا تزال في أيدي الأوكرانيين".

وإذا حدث "اختراق روسي" في سوليدار فسيجعل ذلك من الصعب على أوكرانيا التمسك بباخموت، وسيمثل أول هجوم روسي ناجح منذ حشدت موسكو 300 ألف رجل لغزو أوكرانيا العام الماضي، حسب الصحيفة.

وسيساعد التقدم موسكو على اغتنام زمام المبادرة بعد سلسلة من الخسائر، بما في ذلك العاصمة الإقليمية الجنوبية خيرسون ومجموعة من الأراضي في منطقة خاركيف الشمالية.

في الخريف، تمكن الجيش الأوكراني الذي تسلّم شحنات من الأسلحة الغربية من شنّ هجمات مضادة كبرى مكّنته من استعادة أراض، خصوصا مدينة خيرسون، عاصمة المنطقة التي تحمل الاسم نفسه، ما شكّل نكسة كبرى لموسكو، حسب "فرانس برس".

وأصبحت خيرسون، المدينة الجنوبية الرئيسية التي فرت منها القوات الروسية في 11 تشرين الثاني، هدفا لضربات روسية شبه يومية.

احتفل روسيا وأوكرانيا، السبت، بعيد الميلاد حسب التقويم الشرقي، ويشكل المسيحيون الأرثوذكس الغالبيّة في البلدين.

في أوكرانيا، شارك المئات في قداس في دير كهوف كييف الذي كان يخضع سابقا لسلطة بطريركية موسكو لكنه أصبح في كانون الأول تحت سيطرة الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية المستقلة.

وأحيا القداس المتروبوليت إيبيفاني، رئيس هذه الكنيسة التي استقلّت عن بطريركية موسكو بين 2018 و2019.

وفي دير كييف، كان القتال على خط المواجهة في أوكرانيا بعيدا عن أذهان الكثيرين حيث ركزوا على أهمية خدمة الكنيسة، حسب "نيويورك تايمز".

ولحضور القداس، أحضرت إيرينا هولوفان، التي تعيش في كييف، ابنتها ديانا البالغة من العمر عامين ونصف، لأنها شعرت أن اللحظة كانت "تاريخية".

وقال زوجان حضرا القداس إنهما لا يعتبران نفسيهما متدينين بشكل خاص لكنهما فضلا المشاركة في "اللحظة المهمة ثقافيا".

وقالت ألينا هيزي البالغة من العمر 59 عاما والتي تعيش في كييف، "إننا نعتبر ذلك عودة إرثنا الأوكراني إلينا، وهذا حدث مهم للغاية".

في موسكو، حضر بوتين صلاة منتصف الليل في كاتدرائية الكرملين، وشكر المنظمات الكنسية الروسية لدعمها "القوات الروسي".

وهنأ بوتين في رسالة نشرها الكرملين، السبت، المسيحيين الأرثوذكس بالعيد قائلا إن المناسبة مصدر إلهام "للأفعال والتطلعات الطيبة".

وقال إن جمعيات كنسية "تدعم جنودنا المشاركين في عملية عسكرية خاصة"، مستخدما تسمية الكرملين الرسمية للهجوم على أوكرانيا، وفقا لـ"فرانس برس".

وفي سياق متصل، قال زعيم الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، البطريرك كيريل، في مقابلة، السبت، إن روسيا "تقاتل من أجل مستقبل البشرية جمعاء".

وفي وقت كانت موسكو تواجه سلسلة انتكاسات عسكرية، اكتسب الخطاب الديني زخما متزايدا منذ الخريف، بحيث صوّر مسؤولون كبار ووسائل إعلام رسمية الغزو في أوكرانيا على أنه "حرب مقدسة" ضدّ الغرب الذي تعتبره موسكو منحطا، وفقا لـ"فرانس برس".

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا