محمد علي الحسيني: "وجود قوات قسد ومستقبلها مرهون بالوجود الأميركي ومصالحه في سورية"
نشاط إسرائيلي في أفريقيا لـ "اصطياد" مقاتلين سابقين في "حزب الله" وتجنيدهم
أصبحت البيئة المُوالية لـ «حزب الله» هدفاً لـ «الموساد» في الخارج. وبسبب عدم تمكُّن أبناء هذه البيئة من السفر بسهولة إلى القارة الأوروبية القريبة، توجّه هؤلاء إلى دول أفريقيا حيث يوجد لهم أقرباء. وهذا ما جعل جهاز الاستخبارات الإسرائيلي، ينقل زخم عملياته الاستقطابية إلى القارة السوداء لمحاولة الإيقاع بأكبر عدد من العملاء في شِباكه تحت عناوين مختلفة.
عندما اندلعت الحرب في سورية، أدى التهديدُ الجدي لـ «محور المقاومة» إلى دفعه نحو تجنيد الآلاف من المتطوعين الشباب بهدف تجميع قوة بشرية للمشاركة في القتال في بلاد الشام وفي العراق تحت عنوان «هزيمة مشروع القاعدة وداعش».
وقامت أجهزة الحزب باستقطاب الشباب بسرعة غير معتادة وتحويلهم مباشرة إلى المخيمات التدريبية التي أقيمت على عجل لإجراء دورات عسكرية (تعلم إسرائيل مكانها) بهدف تجميع حشود بشرية لنقلها إلى سورية والعراق.
هذه الاستقطابات استثنائية لم يعهدها «حزب الله» سابقاً. إذ إن الدورات المتّبعة عادة للانضمام إليه لها شروطها، لأن الفرد يمرّ باختبارات وبرامج نفسية وعقائدية وجسدية لمدة سنتين على الأقل قبل أن يتم قبوله وإرساله إلى المعسكرات وتكليفه العمليات الميدانية.
ولم يمرّ الأشخاص المتطوعون في الحرب السورية والعراقية، عبر الغربال الأمني لأن طبيعة مهمتهم لا تقتضي الاختلاطَ بالأجهزة الحساسة. بل شاركوا في المعارك كمشاة إلى أن انتهى دورُهم على أرض المعركة واستعاد العراق سيطرتَه على أراضيه وكذلك سورية على أكثر المناطق المحرَّرة.
ومِن هؤلاء المتطوعين مَن قُتل وجُرح ومنهم مَن غادر الصفوف إلى عمله المعتاد أو للبحث عن فرص عمل داخل لبنان أو خارجه، وعدد من هؤلاء بقي داخل الحزب.
ولم يمرّ أحد من هؤلاء في وحداتٍ سرية أو خَضَعوا لتدريباتٍ على الأسلحة التي لم يعلن عنها «حزب الله» ويخبئها ليومِ الحرب مع إسرائيل في أمكنةٍ سريةٍ، ولم يعمل أحد من هؤلاء في مجموعاتٍ حساسة أو وحدات خاصة مثل كتيبة «الرضوان»، وتالياً فقد بقي هؤلاء خارج الوحدات السرية التي تشكل العمود الفقري للقدرة القتالية للحزب. وحتى المتفرّغون للعمل الدائم لدى الحزب تتم إحاطتهم بقدراته على قاعدة «المعرفة على قدر الحاجة».
ويعمل «الموساد» على دفْع مجموعاته النفوذية لاستقطاب مَن تطوله يداه من شباب البيئة الموالية للحزب الذين قاتلوا في صفوفه في سورية والعراق. ومما لا شك فيه ان الاستخبارات الإسرائيلية تملك القدرات المالية لجذب بعض اللبنانيين بالأساليب والإغراءات.
ويَعرض «الموساد» على الشباب اللبناني مهمة القيام بأعمال صغيرة بدايةً، يَعتقد فيها المجنّد أنه يستطيع ان يخدع مشغّله. وما لا يدركه العميل أن مراحل الاختبار التي تعتمدها إسرائيل متعدّدة لإيقاعه في يدها فتطلب منه ما كان يرفضه بدايةً ليجد نفسه متورّطاً لدرجة أنه لم تعد لديه القدرة على الانسحاب.
ويقول هؤلاء الشبان المغرَّر بهم، ان «المشغّل كان يسرقهم في بعض الأحيان، إذ يعطي العميل مبلغاً بسيطاً لا يتجاوز الـ100 دولار على عملٍ طلب منه القيام به. وعند تغيير المشغّل الإسرائيلي نظراً لمبدأ المداورة، يعلم العميل ان المبلغ الذي كان يجب أن يُدفع له لقاء العمل الذي قام به هو 500 دولار بعد أن يعترف له المشغّل الجديد ان زميله السابق كان يسرقه».
وتطلب إسرائيل من العملاء الصغار القيام بشراء شرائح للهواتف النقالة ومراقبة هدفٍ ما أو في بعض الأحيان وضْع بريد ميت عبارة عن أموال في أمكنة عدة.
ويروي أحد العملاء الذين قُبض عليهم أنه كان«يسرق المال من البريد الميت الذي وَضَعه هو حين تشتدّ الأوضاع الاقتصادية عليه بدل ان يضع المبلغ كاملاً في المكان الذي تحدّده له إسرائيل».
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|