عربي ودولي

في حربه المستمرة على أوكرانيا.. هل سيعيد بوتين تكرار كارثة 1917؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

ن الواضح أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعتقد أن لديه مجموعة غير محدودة من القوى البشرية التي يمكنه الاعتماد عليها في محاولته استعادة زمام الأمور في نزاع أوكرانيا. لكنه يحتاج أيضًا إلى أن يكون على دراية بأحد دروس التاريخ الروسي والمتمثل في أن الخسائر الفادحة في الأرواح الروسية في ساحة المعركة يمكن أن تكون لها عواقب وخيمة على النظام الحاكم في موسكو.
وبحسب صحيفة "ذا تليغراف" البريطانية، "قبل أكثر من قرن من الزمان، أدت الخسائر المروعة التي تكبدها جنود القيصر خلال الحرب العالمية الأولى إلى اندلاع الثورة الروسية والإطاحة بنيكولاس الثاني عام 1917. وقد أدت قيادته غير الكفؤة إلى وقوع مئات الآلاف من الضحايا في صفوف القوات الروسية. قد لا يكون معدل الضحايا الروس الحالي في أوكرانيا على المستوى ذاته تمامًا، لكنه، مع ذلك، كان كبيرًا بما يكفي لمطالبة الكرملين بتعبئة جماعية للمجندين. وهناك تقارير تفيد بأن المزيد من التحركات قد تكون وشيكة، خاصة إذا كان بوتين، كما يعتقد العديد من الاستراتيجيين الغربيين، يخطط لهجوم جديد في الربيع لتأمين الأهداف التي فشلت قواته في تحقيقها العام الماضي".

وتابعت الصحيفة، "ومع ذلك، في حين أن بوتين قد يعتقد أن أفضل طريقة للرد على أي نكسة عسكرية هي التضحية بمزيد من الأرواح الشابة الروسية على خط المواجهة، فقد يجد قريبًا أن استعدادهم لاستخدامهم كوقود للمدافع ليس مطلقاً. فعلى الرغم من الخسائر الفادحة التي تكبدتها القوات المسلحة منذ أن شن بوتين غزوه في شباط الماضي، لا يزال الروس يعانون من الخسائر بمعدل نادرًا ما نشهده في الحروب الحديثة. ويقدر القادة الأوكرانيون أن الروس يخسرون ما يقرب من 500 جندي يوميًا دون تحقيق أي مكاسب ملموسة".

وأضافت الصحيفة، "كلما طال أمد الصراع، كلما أصبح واضحاً أن السبب وراء وقوع هذا العديد الكبير من الضحايا - تمامًا كما حدث أثناء الحرب العالمية الأولى - يعود إلى قلة جودة المعدات المستخدمة وعدم كفاءة القادة، الذي يُظهر كثيرون منهم لامبالاة قاسية بمصير رجالهم. ومن الأمثلة الجيدة على عدم كفاءة القادة الروس غرق الطراد موسكفا، الرائد في أسطول البحر الأسود، في نيسان. فقد وجدت دراسة لاحقة أجرتها المخابرات البريطانية للهجوم أنه على الرغم من أنها كانت تعمل في منطقة حرب نشطة، إلا أن دفاعات السفينة المضادة للصواريخ لم تكن تعمل ولم يتم تأمين الحواجز، وهو إجراء قياسي لسفينة حربية في المياه المعادية".
 

وبحسب الصحيفة، "في غضون ذلك، يبدو أن الافتقار المزعج للانضباط كان مسؤولاً عن التأثير المميت للضربة الصاروخية الأوكرانية على ثكنة روسية في ماكيفكا عشية رأس السنة الجديدة، مما أسفر عن مقتل 600 مجند. وألقت وزارة الدفاع الروسية باللوم في الهجوم على الجنود الذين استخدموا هواتفهم المحمولة، ما أدى إلى الكشف عن موقعهم. وتم تفسير غياب الانضباط العسكري العادي في وقت لاحق من خلال الكشف عن أن قادة القاعدة كانوا في مكان آخر، يحضرون حفلات العام الجديد. حتى عندما يقول الروس إنهم حققوا اختراقًا، فعادة ما يتبين أنه ليس أكثر من دعاية مصممة لإقناع الجمهور بأن قواتهم المسلحة تقوم بعمل أفضل بكثير مما هو عليه الحال. فمثلاً، ادعاء موسكو في وقت سابق من هذا الأسبوع بأنها قتلت 600 جندي أوكراني في هجوم انتقامي على مدينة كراماتورسك تم رفضه لاحقًا بعد أن تبين أن الصواريخ الروسية أخطأت هدفها تمامًا".


وتابعت الصحيفة، "مع ظهور المدى الحقيقي لسوء تعامل موسكو مع هجومها على أوكرانيا، سيكون الشعب الروسي بالتأكيد أقل استعدادًا لدعم أهداف بوتين الحربية. إذا كان هناك أي شيء يؤكد إحجام العديد من الشباب الروس عن التضحية بأرواحهم في ما يسمى بـ"العملية العسكرية الخاصة" لبوتين، فهو مشهد الآلاف الذين حاولوا الفرار إلى الخارج للتهرب من التجنيد الإجباري بمجرد إعلان الكرملين عن خططه للتعبئة في أيلول الماضي. في مثل هذه الظروف، من غير المرجح أن يحقق أي هجوم جديد قد يستعد له بوتين أهدافه، خاصة إذا أوفت القوى الغربية مثل بريطانيا بوعودها بتحديث الأسلحة التي تقدمها للجيش الأوكراني".

وختمت الصحيفة، "إرسال دبابات "تشالنجر 2" إلى أوكرانيا، حتى لو كانت متواضعة في العدد، سيمنح الأوكرانيين ميزة حاسمة على خصومهم الروس، خاصة إذا أقدمت الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا على إرسال دروعهم الثقيلة. بوتين يخسر حربه، وإذا كان الأوكرانيون يمتلكون العدة التي يحتاجونها، فلن يمر وقت طويل قبل أن يهزم تمامًا".

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا