وصف نفسه بـ "عتّال الطائف"... خفايا حسين الحسيني!

قد يكون الرئيس الراحل حسين الحسيني، الأب الروحي لاتفاق الطائف الذي أنهى الحرب في لبنان وعدّل الدستور في العام 1989، ومع رحيله اليوم، يغيب الرجل المؤتمن على محاضر الطائف، والتي لم يوافق يوماً على كشف النقاب عنها رغم مطالبة العديد من الشخصيات والقيادات السياسية والحزبية على مدى العقود الماضية. وبعد رحيله، يستذكر الكاتب السياسي والمحلل علي حماده، مراحل وتجربة الرئيس الحسيني معتبراً أن رحيل رئيس مجلس النواب السابق حسين الحسيني، قد ترك خلفه فراغاً معنوياً وسياسياً كبيرين على الساحة اللبنانية.

ويقول الكاتب حماده لـ "ليبانون ديبايت"، إن هذا الفراغ، يعود إلى كون الرئيس الحسيني، هو أحد آخر الحكماء في الحياة السياسية والوطنية اللبنانية، إضافة الى أنه يمثّل ومثّل طوال عمره، هذه الحالة الشيعية "اللبنانية"، بمعنى أن رهانه الدائم، كقائد وطني وكرجل سياسة من الفئة الأولى وكرجل دولة، كان لبنان.

وأهمية حسين الحسيني، وفق الكاتب حماده الذي كانت تربطه علاقة صداقة معه، تكمن في أن رهانه على لبنان كان إستثنائياً، بمعنى أنه كان على نقيض رهانات كثيرة تصادمت معه، محاولة ً إلغاءه منذ عقودٍ عدة.

ويؤكد حماده، أن الرئيس الحسيني "يمثّل ومثّل طوال عمره، هذا التيار الذي أطلقه الإمام موسى الصدر، وأكمله الامام محمد مهدي شمس الدين، تزامناً مع دور الرئيس الحسيني، وذلك في سياق عنوان وفكرة تعتبر أنه على الشيعة اللبنانيين، أن يراهنوا على وطنهم أولاً، وأن يكون دورهم لبنانيا خالصاً وأن لا يرتبط بالخارج، وهنا أهمية حسين الحسيني".

ويكشف حماده، أن الحسيني الذي عُرف بأنه "عرّاب الطائف" ،كان يحلو له أن يسمي نفسه بـ "عتّال الطائف"، بمعنى أنه كان يحمل على ظهره الإقتراحات من هنا وهناك والأفكار من هنا وهناك ويجوجلها من أجل وضع نصّ.

كما يشدد على دوره كمشترع كبير، ورجل دولة، وشخصية حكيمة، وشخصية جامعة منفتحة على كلّ المكونات اللبنانية، وعروبي أصيل وإبن بيت عريق، إلاّ أنه " لم يحبس نفسه في سجن الماضي، بل كان حداثوياً بالدرجة الأولى".

ويختم حماده بالقول: "الآن يرحل هذا الرجل الكبير، وحقيقةً أننا نتمنى أن يقتدي به كثيرون في الحياة السياسية والوطنية".