زيارة عبداللهيان: ربط لبنان بـ"خط التوتر" الإيراني ومساوماته
تبدو زيارة وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، إلى لبنان، من حيث التوقيت والمضمون، مفاجئة، على الرغم من أن الخبر الرسمي بشأنها يورد بأنها تأتي تلبية لدعوة من وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب. وهنا تقول مصادر متابعة، إن تنسيقاً حصل مسبقاً بين لبنان والجمهورية الإسلامية في ايران حول الزيارة. وتضيف المصادر المتابعة، أن للزيارة هدفان أساسيان على الصعيد اللبناني. الأول، تأكيد إيران على ضرورة الوصول إلى تسوية سياسية في لبنان، تؤدي إلى انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة. والثاني، التأكيد الإيراني على استعداد طهران الدائم لتقديم المساعدات المطلوبة للبنان، لا سيما ما يتعلق بالفيول والكهرباء، وحتى لبناء معامل جديدة للطاقة.
أبعاد الزيارة
تستمر الزيارة لثلاثة أيام، سيلتقي فيها عبد اللهيان العديد من المسؤولين، من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، إلى رئيس مجلس النواب نبيه برّي، بالإضافة إلى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله والفصائل الفلسطينية. وهذا يعطي أبعاداً متعددة للزيارة في المضمون الذي لا يمكن فصله عن التطورات الخارجية. وهنا تقول مصادر متابعة، إن إيران تؤكد تأييدها لأي تسوية في لبنان على قاعدة الحوار بين اللبنانيين. كذلك هناك هدف أساسي آخر، حول ضرورة تنسيق المواقف بين حلفاء محور المقاومة في ظل التصعيد الإسرائيلي.
عملياً تندرج الزيارة في سياق تحصين المواقع. خصوصاً أنها تأتي في لحظة سياسية أساسية في المنطقة، تسعى إيران من خلالها تأكيد حضورها في لبنان وفي المنطقة، والهدف منها تثبيت الوجود، وتجميع القوى الحليفة سواء في الداخل اللبناني أو مع الفصائل الفلسطينية. هو تواصل إيراني في المنطقة ككل، على وقع تحركين أساسيين، أولاً، اللقاءات الروسية السورية التركية من دون مشاركة إيران. وثانياً، اللقاءات التي يتم التحضير لها حول لبنان في العاصمة الفرنسية باريس ومن دون مشاركة طهران أيضاً. لذلك فإن الإشارة الأساسية من قبل طهران بأنها حاضرة وموجودة ولا يمكن القيام بأي تسوية من دونها.
تأكيد الحضور
معروف أن إيران توكل إلى حزب الله الملف الداخلي اللبناني، وهو صاحب القرار في ما يراه مناسباً إزاء أي تسوية. والزيارة تأكيد إيراني جديد على هذا الأمر، بأن الملف في يد أمين عام الحزب السيد حسن نصرالله، على الرغم من الحاجة إلى تنسيق المواقف حوله. وهذا أمر تأكد خلال زيارة عبد اللهيان، على قاعدة التنسيق، وتأييد طهران للمواقف التي يتخذها حزب الله ويعلن عنها نصرالله. وتضيف المصادر، أن كل الملفات الإقليمية وتطوراتها كانت حاضرة في مباحثات عبد اللهيان، وهي تؤكد أن إيران حاضرة ولا يمكن للقاءات الخارجية أن تصل إلى أي نتيجة من دونها أو من دون حلفائها على الساحة اللبنانية.
وهنا تجدر الإشارة إلى التوتر المستجد في العلاقات الفرنسية الإيرانية على خلفية مواقف باريس من التحركات الاحتجاجية في إيران. وعليه، فإن توقيت الزيارة لا يمكن إغفاله عن السعي لعقد اجتماع باريس أواخر هذا الشهر أو بداية الشهر المقبل. وهو يشير إلى زيادة الحركة الدولية حول الملف اللبناني، وهذا ما يتبين أيضاً من خلال التباحث في ملف لبنان خلال لقاء وزيري خارجية مصر والمملكة العربية السعودية في الرياض، حيث أكد الطرفان على ضرورة الاتفاق بين اللبنانيين على إنجاز تسوية سياسية وإجراء الإصلاحات اللازمة.
إقليمياً، للزيارة أبعاد متعددة، خصوصاً في ظل الضغوط التي تُمارَس على طهران من الداخل، فتقول الخارجية الإيرانية إنها حاضرة في الخارج. وهنا لا بد من المرور على كلام رئيس الأركان الإسرائيلي السابق أفيف كوخافي، حين أشار إلى إعداد الجيش الإسرائيلي السنة الماضية لثلاث خطط لضرب إيران، بالإضافة إلى الكلام الإسرائيلي الدائم عن المنع المستمر لإيران من تشكيل قوة مشابهة لقوة حزب الله في الجنوب السوري. وهذا ما يستدعي جهوزية إيرانية دائمة مع الحلفاء.
منير الربيع - المدن
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|