بحث جديد يسلط الضوء على التأثير الصحي السيء للكحول على الشباب

أثارت التأثيرات الصحية للكحول نقاشات مكثفة، وظلت الاستنتاجات محيرة، ولاسيما في ظل اختلاف الدراسات العلمية حول فوائد بعض أنواع المشروبات الكحولية ومضار البعض الأخر.

وكشفت دراسة شاملة، مولتها مؤسسة بيل وميليندا جيتس عن بعض الاكتشافات الصادمة، ومنها أن 59% ممن شربوا الخمر في عام 2020 من الشباب، 76% منهم من الذكور.

وأظهرت الدراسة أن استهلاك الكحول يحمل مخاطر صحية كبيرة ولا يفيد الشباب، بينما قد يستفيد بعض كبار السن من شرب كمية صغيرة من الكحول.

ووفقا للدراسة فإن من تبلغ أعمارهم 40 عاما وما فوق ممن لا يعانون من ظروف صحية أساسية قد يرون في الواقع بعض الفوائد الصغيرة من تناول مشروب أو مشروبين يوميا (مشروب واحد يعني كأسا صغيرة من النبيذ، زجاجة بيرة واحدة أو كأسا من الويسكي)، فهي قد تقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية والسكري.

وأظهرت الدراسات بالفعل أن قوانين حظر الكحول الأكثر صرامة فعالة في بعض الأحيان، وقد يكون لهذه الدراسة الحديثة إجابة لجعلها أكثر فعالية.

وتقترح الدراسة تقسيم مستهلكي الكحول إلى نطاقات عمرية وجغرافية مميزة ومراجعة إرشادات استهلاك الكحول لكل مجموعة بناء على آثارها الصحية، وتقترح الدراسة بشكل أساسي مواءمة شدة الحظر مع مخاطر الضرر المرتبط بالكحول.

ويعد العمر محددا كبيرا لتعاطي الكحول، حيث أظهرت الدراسات أنه كلما بدأ الفرد في تناول الكحول مبكرا، زادت احتمالية إصابته بإدمان الكحول في نهاية المطاف.

وتورد منظمة الصحة العالمية على أن واحدا من بين سبعة أشخاص تتراوح أعمارهم بين 10 و19 عاما يعاني شكلا من أشكال الأمراض العقلية المنهكة مثل الاكتئاب والقلق والعديد من الاضطرابات السلوكية، ونظرا لأن الانتحار هو رابع سبب رئيسي للوفاة في الفئة العمرية 15-19 عاما، فإن تعاطي الكحول والاعتماد عليه في مثل هذا العمر التكويني بحسب الدراسة يعد عامل خطر.

وتعتمد عوامل الخطر بحسب الدراسة على مستويات المرض الأساسي في مختلف السكان والفئات العمرية، على سبيل المثال تُظهر عبء المرض العالمي أن أهم ثلاثة مخاطر تساهم في الوفيات في الولايات المتحدة هي ارتفاع نسبة السكر في الدم والسمنة وارتفاع ضغط الدم (بهذا الترتيب) ، بينما في الهند، يهيمن عليها تلوث الهواء الداخلي والخارجي، يليه ارتفاع ضغط الدم. وتؤكد الصحة العالمية أن تعاطي المخدرات والكحول لا يزال من بين الأسباب الرئيسية للوفاة المبكرة في معظم أنحاء العالم.