الحزب- التيار الوطني الحر: انتهى!
لن يلتقي رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل بمسؤول وحدة التنسيق والارتباط في حزب الله وفيق صفا لا هذا الاسبوع ولا الاسبوع المقبل. قد لا يلتقي الرجلان في حتى في الاشهر القليلة المقبلة. فما قبل قرار الحزب المشاركة في الجلسة الثانية التي دعا اليها رئيس حكومة تصريف الاعمال بعد شغور سدة الرئاسة لن يكون حتما كما بعده. فقيادة التيار التي ارادت ان تصور مشاركة وزيري الحزب بالجلسة الاولى على انه "هفوة" لن يرتكباها مجددا، أقرت مؤخرا ان الامور ابعد بكثير من الهفوات وان مسارا جديدا سلكته العلاقة بين الطرفين لا مجال فيه راهنا لاستيعاب اي طرف للآخر. اذ ليس عابرا على الاطلاق حديث باسيل عن ان "الإمعان بخرق الدستور والميثاق وإسقاط الشراكة سيعمّق الشرخ الوطني، وسيأخذنا إلى أبعد بكثير من ضرب التوازنات والتفاهمات". هو عمليا بهذا التصريح يعلن انتهاء التفاهم مع الحزب وبدء البحث بالرد المناسب على ما يعتبره "طعنة" تعرض لها وان كان يفضل تصوير الامر على انه طعنة للشراكة الاسلامية- المسيحية وللميثاق.
بالمقابل، فالحزب المستاء من مواقف باسيل التي تلت قراره المشاركة في الجلسة الاولى واتهاماته التي يعتبر انها مست للمرة الاولى بأمينه العام بالشخصي، لم يعد في موقع جبر الخواطر ولم يعد يعنيه على ما يبدو ارضاء باسيل ولا حتى البقاء صفا واحدا. وهو وان كان يرد ذلك لعدم قدرته على استيعاب نقمة جمهوره المستاء جدا مما آلت اليه الاوضاع في البلد، الا ان حقيقة الامر ان قلوب الطرفين (اي التيار والحزب) باتت ممتلئة وان لب الخلاف هو الرئاسة الاولى. اذ يعتبر الحزب انه على باسيل السير بخياره الرئاسي اي رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية ردا لجميل تمسك الحزب بترشيح الرئيس السابق ميشال عون لعامين ونصف وتحمل تبعات التعطيل، ما سيفتح اصلا له باب بعبدا بعد 6 سنوات خاصة وان انتخاب فرنجية بعد عون يرسخ مفهوم "الرئيس القوي" الذي أوجده العونيون ويبقي الرئاسة في ملعب رؤساء الاحزاب المسيحية.
لكن في الجبهة الباسيلية، الجميل الذي يتحدث عنه الحزب، لجهة انتخاب عون، هو عمليا رد جميل للعونيين الذين وقفوا في ضهر الحزب وامامه في اكثر من مفترق سياسي وامنوا له الغطاء المسيحي الذي سمح له بالتوسع والتمدد والتمتع بفائض القوة الذي يتمتع به اليوم. لا بل اكثر من ذلك، لدى باسيل الكثير من العتب على الحزب الذي يتهمه في مجالسه الخاصة بأنه وقف متفرجا على افشال العهد وانهياره، ليأتي اليوم ليقلب الصفحة طالبا من العونيين دعمه بخيار رئاسي يدرك انه كأس مرة لم يقبل باسيل تجرعها بسهولة، خاصة انه خيار يعيد برأيه تعويم "المنظومة" التي حاربت العهد وأفشلته.
اصلا وبحسب المعلومات، فان احتمال سير باسيل بفرنجية اصبح من سابع المستحيلات بعد قراره تأمين التغطية المسيحية لانعقاد الحكومة، وبعد قرار حزب الله القفز فوق الارادة العونية. وقد بات الحديث اليوم من قبل قيادات التيار اكثر وضوحا وعلنية. البعض يضع آداء حزب الله الحالي في خانة الانتقام من كون التيار رأس حربة في اتفاق ترسيم الحدود البحرية، اتفاق عطل لأجل غير مسمى دور سلاح الحزب الهجومي. البعض الآخر يضعه في خانة استشعار الحزب ان تداعي المنظومة التي لطالما كان جرءا منها بات وشيكا مع دخول القضاء الدولي على الخط، ما جعله يعود الى قواعده السابقة متخذا قرارا بحمايتها ايا كان الثمن… سواء كان هذا او ذاك او اي سبب آخر، فما يمكن الجزم به ان ما كان بين التيار والحزب منذ العام 2006 انتهى وان الطرفين وبدل الانكباب على اصلاح ما انكسر باتا يبحثان عن استبدال بعضهما البعض ما يؤمن المصالح المفقودة من تفاهم مار مخايل الذي "طار"!
بولا أسطيح - الكلمة أونلاين
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|