هل كرّس ميقاتي "زعامته" السنّية برعاية الثنائي؟
اطمأن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الى الرعاية التي يحظى بها من الثنائي الشيعي لعقد جلسات حكومية تحت طابع الاستثناء والضرورة. فبعد جلستين عقدهما تحت هذين العنوانين، وشارك فيهما الثنائي خلافاً لرغبة حليفه المسيحي "التيار الوطني الحر"، تأكد لميقاتي أن الملفات الملحّة عبّدت الطريق أمام حكومته المستقيلة لتستعيد نشاطها وحيويتها.
في هذه الحال، هو يوجّه الدعوة الى جلسات طارئة تحت بند واحد نزولاً عند رغبة الحزب الذي يرفض المشاركة في جلسات ذات جدول أعمال فضفاض أو عادي. لكن البند اليتيم يكثر من الجلسات التي، في هذه الحالة، ستستعيد وتيرتها الطبيعية.
هكذا، خرج ميقاتي أول من أمس من الجلسة الحكومية ليعلن أنه في صدد أن يدعو الى جلسات لاحقة كلما دعت الحاجة، وذلك بعدما طالب عدد من الوزراء بدرس أمور حيوية تربوية وصحية وأخرى تتعلق بالنفايات واستيراد القمح والطحين، كاشفاً عن اتفاق حصل في الجلسة على جلسة قريبة الأسبوع المقبل أو بعده.
لم يعد ميقاتي يخشى اعتراضات رئيس "التيار الوطني" جبران باسيل على عدم دستورية الجلسة، أو حتى تلك العائدة للوسط المسيحي وتقوده بكركي. هو بات وحيداً في ملعب الثنائي ليقود البلاد الى جانبه في غياب رئيس للجمهورية، متكئاً على نصاب يؤمنه هذا الشريك، الى جانب وزراء سنة أمنوا له المظلة السنية التي يحتاج إليها. كما يتكئ على مسؤوليته في تسيير شؤون البلاد وفق ما نص عليه الدستور. في هذا الصدد يؤكد مرجع حكومي سابق أن لا خيارات أمام ميقاتي غير تلك التي يقوم بها. فهو بموجب الدستور، من يدعو الى جلسات مجلس الوزراء، وهو من يضع جدول الأعمال. أما إذا حضر رئيس الجمهورية فيترأس عندها الجلسة. قال الدستور كذلك بمادته ٦٢ إنه في حال "خلوّ سدّة الرئاسة لأيّ علة كانت، تناط صلاحيات الرئيس وكالة بمجلس الوزراء"، لا بمجلس الوزراء مجتمعاً. يريد المرجع بكلامه هذا أن يؤكد أن ميقاتي لم يخرج عن صلاحياته، وأنه كذلك، يحظى بدعم وغطاء طائفته. هو الغطاء ذاته الذي دفع وزير الاقتصاد والتجارة أمين سلام ليخرج عن طاعة باسيل ووعوده البراقة ليعود الى حضن الطائفة. لهذا السبب أكد سلام في الجلسة الأخيرة أنه سيشارك وسيظل حتى نهاية الجلسة ولن يسهم في تعطيل نصابها، علماً بأن الجلسة المقبلة سيكون عنوانها القمح والطحين، وهما من صلاحيات واهتمامات وزارته.
هل هذا يعني أن سلام يئس من وعود باسيل برئاسة الحكومة المقبلة، أم اقتنع بأن دون تحقيق هذا الهدف عوائق سنية كبيرة لا قدرة لباسيل على تعطيلها، وأن وعوده لا يمكن أن ترى النور يوماً.
لا يعني ذاك بالنسبة الى المرجع عينه أن هذا الأداء يكرّس زعامة. فالأمر بالنسبة إليه غير مطروح من هذا المنظار، وميقاتي عاجز عن تقديم نفسه زعيماً للطائفة، خصوصاً على أبواب عودة مرتقبة لسعد الحريري في ذكرى اغتيال والده، يُحكى أنها قد تحمل إعادة ترتيب للوضع السني عموماً والمستقبلي على وجه الخصوص، من دون أن يكون للحريري موقع بالضرورة.
وفي رأي المرجع إن هناك من يدفع في هذا الاتجاه واتجاهات أخرى كالحديث عن تهميش المسيحيين وتجاوز رأيهم لإشاحة النظر عن الجوهر الأساسي للأزمة. وهو لا يكمن في صلاحيات حكومة مستقيلة أو شغور رئاسي بل هو في تفرد قوة بالسلطة واستمرارها في تعطيل الاستحقاق الرئاسي من خلال استعمالها فائض قوتها ونفوذها على البلد. وكل ما يجري خارج هذا الأمر بمثابة مضيعة للوقت وتشتيت للانتباه والاهتمام.
"النهار"- سابين عويس
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|