الصحافة

المسيحيّون والموارنة بخطر شديد فمن هو عدوّهم ومتى يقضي عليهم؟!

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

مؤسف أن ينبع الخطر على مسيحيّي لبنان من المسيحيّين أنفسهم أولاً وأخيراً. ومؤسف اختزال الواقع المسيحي في لبنان برئاسة جمهورية، أو ببعض المناصب الوزارية والإدارية والمالية، فيما من المُفتَرَض أن المسيحيّين وعلى رأسهم الموارنة لا يزولون، حتى ولو زال "لبنان الكبير"، أو الصّغير، أو الأصغر منه.

حرية

فلا مدينة باقية لأي مسيحي على وجه هذه الأرض. وملكوت هذا العالم ليس من ملكوت الله. وأما المطالبة بالحرية (على مستوى السياسة، أو الرأي، أو العبادة...)، وبالسيادة، والاستقلال، فهي مُطالبات بكلّ ما يساعد الأنفُس على اكتشاف الإنسان الكامن فيها، وعلى التقرُّب من خالقها، وهو مسار تساعده وتسرّعه ظروف الحرية والعدالة.

"رجاسات خراب"

فالى أسيادنا البطاركة والمطارنة الأجلّاء، انظروا أوّلاً الى ما لديكم من "رجاسات خراب" داخل كنائسكم ومؤسّساتكم، كما بين المسيحيّين من رجال سياسة ومال وأعمال وقانون وصحة... الذين تستقبلون وتودّعون الكثير منهم في مقرّاتكم الروحية، وذلك قبل أن تطالبوا بحفظ حقوق المسيحيين في منصب رئاسي أو إداري، هنا أو هناك.

انظروا أوّلاً الى ضرورة إبطال نذور، والى ضرورة تسريح "السّواد الأعظم" من المكرّسين في كنائسكم، بعدما باتوا علمانيّين و"تجار سوق"، بلباس مُكرَّسَة.

فلا كلامهم كلام المسيح، ولا أعمالهم. ولا نحكم كثيراً إذا أشرنا الى أفكار بعضهم المُخجِلَة، والتي نعرفها من ثمارهم كما علّمنا السيّد المسيح عندما قال لنا "من ثمارهم تعرفونهم". فهم حوّلوا المؤسّسات (الصحية، والتربوية، والإنسانية...) التي يُديرونها الى مرتع للمصالح والسياسة، وتبادل المنافع والنّفاق، وتملُّق الأغنياء، والى القسوة على الفقراء الحقيقيّين (بعيداً من أولئك الذين "بيكسروا إيدون وبيشحدوا عليا")، وذلك بدلاً من أن تكون (تلك المؤسّسات) مساحة للبشارة بالمسيح، أي أمينة لدورها الأصلي.

"مماسح"

والى أسيادنا البطاركة والمطارنة الأجلّاء، انظروا الى ما لديكم من مسيحيّين تستقبلون الكثير منهم في صروحكم، وتناولونهم السيّد المسيح في أفواههم خلال القداديس الإلهية، رغم علمكم بأنهم من أكبر الخطأة الذين لا يستحقّون دخول الكنائس أصلاً، وبأنهم من المشاركين في تفقير أفقر اللبنانيين.

انظروا الى ما لديكم من مسيحيّين جعلوا من أنفسهم "مماسح" لدى دول وأحزاب وشخصيات محور "المُمَانَعَة" طمعاً بكرسي، أو بمصالح ترعاها مكوّنات هذا المحور لهم، داخل أو خارج لبنان. فهؤلاء يبيعون مسيحيّتهم بالمصالح، الى درجة أن بعضهم يضحكون ويصفّقون ويهلّلون كالأنذال، وهم يستمعون الى من يُهين التاريخ السياسي لكنيستهم ولدورها في لبنان، والى من يرسم حدود ما يسمح وما لا يسمح لها به، في البلد.

المال

والى أسيادنا البطاركة والمطارنة الأجلّاء، انظروا الى ما لديكم من مسيحيّين حوّلوا أنفسهم الى "ماسحي صرامي" لدى دول إقليميّة فاحشة الثّراء، "مُشرشِحِين" أنفسهم ومسيحيّتهم أمامها بسبب "نفسون الدنيّي"، ولأن "ريلتهم تشطّ" أمام ملياراتها.

صحيح أن المال ليس سلاحاً، أي انه يظهر بصورة "صديقة" وغير مُخيفة، إلا أنه يذلّ الأذلاء الذين يلهثون خلفه، والذين تعرفونهم وتستقبلون الكثير منهم في صروحكم يا أسيادنا. فالمال مُمْتِع للعقول والنّفوس، ولكنّه السلاح الأشدّ فتكاً بحريّة وسيادة واستقلال لبنان، وبمستقبل المسيحيّين فيه.

فعلى سبيل المثال، انظروا قليلاً يا أسيادنا الى بعض المسيحيّين الذين يُنادون ببعض من لا يستحقّون سوى لقب "أبو مشّايي"، كـ "ملك علينا" (ملك عليهم هم وحدهم، وعلى كل من ارتضى أن يكون من دون كرامة)، داعين لسيوفه بالنّصر، في حفلات من الكذب والنّفاق وقلّة الكرامة، التي يتوجّب أن تحذروا من تبعاتها المستقبليّة على مسيحيّي لبنان، يا أسيادنا.

خطر

فالى أسيادنا البطاركة والمطارنة الأجلّاء، انظروا الى ما لديكم من مسيحيّين. فكثيرون منهم يمسحون عن وجه الأرض ما تبقّى من قدرات معيشية وحياتية لدى شرائح مسيحية ضعيفة، وينغمسون بأرباح السوق السوداء، ولا يستعملون تأثيرهم السياسي وغير السياسي في البلد لخير المسيحيين. وهم يُغيّبون أنفسهم عن واجباتهم تجاه المجتمع المسيحي، تحت ستار أنهم ليسوا الدولة.

وحتى إنهم لا يعرفون طريق الكنيسة إلا في المراحل التي تسبق الاستحقاقات الانتخابية، أو لإظهار الورع والتقوى أمام عامة الناس بحسب الحاجة، أو خلال واجبات العزاء، والأعراس...


المسيحيون والموارنة في لبنان بخطر، وهذا صحيح. ولكن "دود الخلّ منّو وفيه"، كما دائماً. وبما أن الملح أصبح فاقد المذاق بالكامل تقريباً، فما من حاجة للمطالبة بتمليح الطعام. فرئيس الجمهورية يكون رئيساً، إذا أتى من عالم رئاسي، ونقصد هنا من كل ما هو مُترفّع عن النّذالة والحقارة. وأما إذا أتى من عالم "المماسح" و"تمسيح الصّرامي"، فيكون الأفضل لنا أن نقول إن على لبنان والدّنيا السلام.

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا