الدوري الانكليزي: قمة الجريحين بين السيتي واليونايتد تنتهي بريمونتادا حمراء مثيرة
إسرائيل ترفع وتيرة كلامها وتحركاتها على الحدود وهذا ردّ الحزب
تتوالى يوميا ومنذ فترة فصول "حرب الظلال" على الحدود الجنوبية، ولم تكن آخر محطاتها مواجهة الامتار القليلة التي خاض الجيش اللبناني غمارها خلال الساعات الماضية في المحلة المعروفة بوادي هونين عندما نصب خيمة ودفع بتعزيزات ليمنع الورش الهندسية للجيش الاسرائيلي التي تشتغل على الجانب الآخر من الحدود، من قضم بضعة امتار من بقعة يعتبرها لبنان الرسمي ارضاً لبنانية، وقد بلغته معلومات تحذر من ان جرافات اسرائيلية قد تعتدي عليها.
تلك الواقعة التي مرَّ عليها الإعلام المحلي والعالمي مرورا عابرا، اعادت الى اذهان الراصدين امرين:
الاول واقعة شجرة العديسة التي فتح خلالها جنود لبنانيون النار على وحدة اسرائيلية كانت تقطع شجرة هي شجرة لبنانية ما ادى الى سقوط قتيل اسرائيلي. وقد قُدّمت الحادثة التي جرت قبل اكثر من عقد ونصف عقد على انها برهان اكيد على يقظة المؤسسة العسكرية اللبنانية من جهة، وعلى عدم تهاون لبنان حيال اي اعتداء على سيادته من جهة أخرى.
والثاني ان الاحتلال الاسرائيلي ماضِ في سعيه الحثيث، وفق مصادر معنية بالوضع الجنوبي، الى ابقاء الوضع في المنطقة الحدودية على درجة مضبوطة من السخونة في اطار رسالة مزدوجة الاتجاه. الاتجاه الاول هو "حزب الله" لإشعاره بان تل ابيب تسد امامه كل الثغر التي يعتقد انها تشكل منافذ له يوما ما نحو الاراضي المحتلة حتى وإن كانت عبارة عن استعدادات او محاولات لتغيير قواعد اللعبة العسكرية القائمة هناك منذ عام 2006.
والثاني في اتجاه الداخل الاسرائيلي المستغرق حتى اذنيه في ازمات سياسية محتدمة حتى بعدما نجح اليمين المتشدد في القبض على زمام الحكم هناك اخيرا بعد جهد جهيد.
"حزب الله"، وجرياً على عادته، يفضل التزام الصمت حيال كل هذه التطورات الحدودية، فلا يردّ على المزاعم الاسرائيلية اليومية تماشياّ مع قناعته الراسخة والمتمحورة على فكرة ان علينا ألّا ننجرّ اطلاقا الى البوح بمعلومات وتوجهات أياً يكن حجمها من خلال الانجرار الى لعبة المساجلة معه والرد على مزاعمه لان اسرائيل تأخذ في الاعتبار اي كلمة او موقف يصدر عن الحزب لأنه بالنسبة اليه كشفٌ يبني عليه.
ومع ذلك فان مصادر على صلة بالحزب لا تخفي انها تلاحظ ارتفاعا غير مسبوق في وتيرة الكلام التصعيدي الاسرائيلي تجاه الوضع في الجنوب عموما إن لجهة الكلام عن استعدادات الحزب، او لجهة اطلاق التهديدات والتحذيرات، وتاليا رفع وتيرة التحركات ذات الطبيعة الهندسية والعسكرية على الجانب الاسرائيلي من الحدود.
وكلها وفق المصادر عينها تندرج في اطار السعي لابقاء الساحة اللبنانية برمّتها على صفيح الاحتمالات الساخنة وتحت وطأة "الاجواء الحربجية".
ثم إن الحزب وإن كان يعلم تمام العلم موازين القوى التي تكبح اي اندفاعة او مغامرة اسرائيلية وتبقي يد تل ابيب مغلولة الى درجة كبيرة، الا ان هذا الامر، على بلاغته، لا يعني ان الحزب يُسقط من حساباته احتمال ان ترتكب القيادة المهتزة في تل ابيب حماقة ولكنه يبقى الاحتمال الاضعف الى الان، علما ان اسرائيل تحاول عبر رسائل التصعيد المضبوط التي تدأب على ارسالها ان تفرض على الحزب ان يعيد حساباته.
وفي تقييم اسرائيلي للوضع على الحدود عمد "حزب الله" الى بثه خلال الساعات القليلة الماضية، ورد فيه اقرارٌ من القيادة الاسرائيلية بانها قد شرعت في رحلة "زيادة النشاط الهندسي على الحدود" عازية ذلك الى انه رد فعل على الحزب الذي يبني مواقع تحت اسم "اخضر بلا حدود" على الجانب اللبناني من الحدود.
وذكر التقرير اياه ان الحزب زاد عديد قواته النظامية المولجة مهمة التموضع على ذلك الجانب من الحدود خلال الاشهر الماضية. واشار الى ان النقاط التي استحدثها الحزب خصصت لمهمة الرقابة والرصد وجمع المعلومات.
ولفت التقرير الى ان الاحتكاك (الذي سُجل اخيرا) مع الجيش اللبناني وناشطين في "حزب الله" كان بفعل زيادة النشاط الهندسي على جانبي الحدود، متهماً الحزب بنصب هوائيات مزوّدة كاميرات ووسائل رصد متطورة وُضعت على طول الحدود.
واللافت ان التقرير اياه أقر بان القيادة العسكرية الاسرائيلية (القيادة الشمالية) وسّعت دائرة نشاطها العملياتي المعتاد واقامت مزيدا من الاسوار (جدار الفصل المرئي) ونشرت عناصر امنية اضافية. كما ان الجيش زاد مراكز العمل لبناء الحاجز الهندسي على طول الحدود (الجدار الاسمنتي) وبناء طرق جديدة غير مرئية (خارج رقابة الطرف الآخر) وبناء اسوار لردع المتسللين من الاراضي اللبنانية.
كما اعترف التقرير ايضا بازدياد نشاط دبابات "الميركافا" وناقلات الجند المدرعة مع زيادة الدوريات والتدريب وذلك لرفع مستوى الجاهزية واللياقة.
من خلال مضامين هذا التقرير يتضح بجلاء ان العقل الاستراتيجي الاسرائيلي يسعى الى ترسيخ "حروب الظلال" على طول الحدود مع لبنان. وهو امر كان صار معهودا إلا ان العمل جار من جانب اسرائيل لرفع وتيرته.
وعلى رغم كل هذه المناخات الساخنة التي تعززها التحركات والاستعدادات على جانبي الحدود، فان الخبير الاستراتيجي العميد المتقاعد الياس فرحات يستنتج ان ما يجري حاليا هو مواجهة في الاستطلاع والتمويه والاحتجاب عن الانظار بين المقاومة والجيش الاسرائيلي.
ويقول في تصريح لـ"النهار": "المعروف ان حزب الله لا يبني مراكز ظاهرة وعلنية ولا يقوم باعمال هندسية مرئية نسجاً على التكتيك الذي يتّبعه منذ زمن ليس على الحدود فقط بل في كل الاراضي اللبنانية بما فيها الجنوب. يمكن ان يكون الحزب يستغل الجمعيات البيئية بقصد التمويه وزيادة التحريج، ولكن ما هو خاطىء الكلام الاسرائيلي عن نصب هوائيات وكاميرات رصد ومراقبة. ومعلوم ان التطور التكنولوجي قد اخترع ما هو بديل من الكاميرات ذات الاحجام الكبيرة، وهي كاميرات صغيرة الحجم لا تلفت انظار العدو وتستطيع ان تعود بصور بعيدة المدى".
وخلص العميد فرحات: "ما نلاحظه من خلال هذا التقرير ان الجيش الاسرائيلي هو من يعتمد الوسائل التي يتهم المقاومة باتباعها ومنها اقامة الحواجز الهندسية في اماكن سيطرته بهدف حجب تحركات وحداته ودورياته عن انظار المقاومة".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|