لا جديد في الموقف السعودي من لبنان: موسكو صامتة وواشنطن تمضي بدعم الجيش
تحوّل لبنان بشكل دراماتيكي الى دولة مارقة على وقْع الانهيارات المتتالية، في ظل احباط أصاب غالبية اللبنانيين وسط مخاوف مما هو آت في الأيام المقبلة والقلق ينتابهم على ما تبقّى من مؤسسات أبرزها الجيش اللبناني.
ونقل أحد السياسيين عن السفيرة الأميركية دوروثي شيا التي التقاها أخيرا، أن واشنطن لن تسمح بانهيار الجيش وانقسامه، وأن الولايات المتحدة ستبقى الى جانب المؤسسة العسكرية وتدعمها حفاظاً على السلم الأهلي في لبنان، ما تبدى من خلال المساعدة المالية التي قدمتها لستة أشهر وبعدها لكل حادث حديث، والأمر عينه لوزارة التربية حيث الاضراب المفتوح ساري المفعول، وثمة معلومات أن الأسبوع المقبل سيشهد جلسة لمجلس الوزراء تخصص لحل قضية المعلمين لاستكمال ما تبقى من العام الدراسي، وقد وعد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي من خلال التواصل معه من قِبل وزير التربية عباس الحلبي وبعض نواب "اللقاء الديموقراطي" بهذه الجلسة.
في السياق، تشير مصادر سياسية متابعة لـ"النهار"، الى ان الحل للانهيار الاقتصادي يكمن في دعم دولي انقاذي ومن خلال تسوية أو صيغة تعمم على الأطراف السياسيين الغارقين في الخلافات والانقسامات واستحالة انتخاب رئيس للجمهورية وفق ما حصل نتيجة اللقاءات التي حصلت بين المرجعيات السياسية على اختلافها. ولكن ما يشاع ويقال ان ليس هناك اهتمام دولي أو سعودي تحديداً بالوضع الداخلي، فما رشح عن لقاء السفير السعودي وليد بخاري ومفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، تمثل ببحث عميق لما يحدث في البلد وخطورة الوضع. وعُلم أن بخاري أكد حرص المملكة على اجراء الانتخابات الرئاسية في أقرب وقت، وعلى كل ما يمتّ لأمن لبنان واستقراره بصلة، وهي مستمرة في مساعيها الآيلة الى خروجه من أزماته. ويُنقل هنا أن بعض العائدين من الرياض أكدوا أن السعودية لم تطلب أو تسمِّ أي مرشح رئاسي، فهي حددت المواصفات وفق ما جاء في البيان السعودي - الفرنسي - الأميركي المشترك، وتالياً أن السفير بخاري مستمر في لقاءاته وجولاته، وما يُنشر في بعض الاعلام عن غيابه وتوقف مساعيه، انما هو صادر من إعلام "حزب الله" والمشوّشين على دور الرياض وما يعود على البلد بالخير والخلاص.
وعلى خط مواز، وحيال الغياب اللافت للدور الروسي وما سُرّب من قِبل الذين تربطهم علاقات وثيقة بالكرملين والخارجية الروسية، تفيد الأوساط المواكبة لهذه الأجواء بأن موسكو تستعد لتطورات ميدانية كبيرة في حربها على أوكرانيا، وثمة قرع لطبول الحرب الأكثر ضراوة والتي ستشهدها الأيام المقبلة من خلال اللجوء الى السلاح النوعي في كلا البلدين، ما يُشكل الأولوية المطلقة للمسؤولين الروس، وهذا ما ستكون له تداعيات على العالم برمته وسينال لبنان حصته بفعل انهماك المجتمع الدولي بالحرب المذكورة وتداعياتها الاقتصادية المخيفة. ولكن ما نُقل عن المسؤولين الروس أخيراً أنهم يدعمون رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية كمرشح رئاسي وان كانوا لم يتدخلوا في شؤون لبنان الداخلية، حيث وفي هذه المرحلة بالذات ليس من موفدين روس الى بيروت، أو زيارات لشخصيات لبنانية الى موسكو. وفي هذا الإطار نُسِب الى مسؤول روسي حول إمكان دعمهم قائد الجيش العماد جوزف عون، قوله إنه لم يزر موسكو، كاشفاً عن زيارة قام بها أحد المقربين منه، ولكن لا إيجابيات ظهرت في هذ الصدد، وان بلاده تكنّ الاحترام والتقدير لقائد الجيش. ويمكن الجزم هنا أن روسيا لا دور لها في هذه المرحلة أو لقاءات مع أي مكون لبناني، وليست معنية بالاستحقاق الرئاسي سوى الحفاظ على الأمن والاستقرار في هذا البلد في ظل الترابط الجغرافي والاقتصادي والاجتماعي مع سوريا التي تعني روسيا، وربطاً بالظروف الاقتصادية والاجتماعية والمالية المحيطة بكل من بيروت ودمشق.
ويبقى أنه في موازاة الأجواء الضبابية من الانقسامات الداخلية والقلق من الارتطام الكبير بفعل الهزات القضائية والاقتصادية وانهيار العملة الوطنية، فان التواصل مع العواصم المعنية بالملف اللبناني لم يتوقف وتحديداً مثلث واشنطن- باريس – الرياض، والدور المصري المتابع لما يحصل على الساحة المحلية، لكن المعطيات من المعنيين مباشرة تجزم أن ليس هناك تسوية أو حلول راهناً، بل بانتظار اللحظة المؤاتية دولياً واقليمياً، فيما القلق أن يكون الوقت الضائع منطلَقاً لاستفحال الأزمات والسقوط الكبير.
"النهار"- وجدي العريضي
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|