الصحافة

مخابىء لكبار السياسييّن والاقتصاديّين في أنشطتهم فمتى يتحرّر الموارنة والرّوم؟؟؟...

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

مُعيب حقّاً أنه في أوان زيادة "التّعاسة" المعيشية والحياتية، نستمع الى مسؤولين مسيحيّين روحيّين يتحدّثون عن مؤتمرات، وعن قِمَم، وعن توحيد جهود، وعن شبك أيادٍ، وعن أفكار عقيمة وعاجزة عن أن تكون مُنتِجَة قبل 100 عام ربما، بالنّسبة الى من يتقهقرون بين ساعة وأخرى.

"الأوليغارشيّون"

ونخجل من الحديث عن أن مفهوم التعاضُد الاجتماعي مُطبَّق بصورة فعّالة نسبياً، حتى من خارج الأُطُر الرسميّة التابعة للدول، أي من جانب مؤسّسات خيريّة في دول عدّة حول العالم، وعلى صعيد ما يتعلّق بتأسيس "بنوك تدفئة"، و"بنوك طعام"، و"بنوك دواء"... للفقراء أو لأولئك الذين تُنهكهم الأزمة الاقتصادية العالمية، فيما لا يتحدّث المسؤولون الروحيّون المسيحيّون في بلادنا سوى عن أن "ما شغلتنا نحلّ محلّ الدولة"، و"منّا قادرين"، مع أنهم قادرون على ذلك، ويتوجّب عليهم أن يكونوا على تلك الحالة.

وأبسط مثال على ما يمكنهم أن يفعلوه، هو استثمار كلمتهم "المسموعة" لدى مجموعات ومجموعات من "الأوليغارشيّين" المسيحيّين، من أجل حثّهم على تخصيص ولو نسبة قليلة جدّاً من أرباحهم الشهرية للعمل على تأسيس "بنوك تدفئة" أو دواء أو طعام... تسدّ حاجات المسيحيّين الذين يتوغّلون في مختلف أنواع الحاجات يومياً.

للجميع

فهذا العمل لن تطاله العقوبات الأميركية أو الغربية، ولا شروط فكّ الحصار عن لبنان. كما أن هذا العمل لا يخضع لمزاجيّة الأحزاب المسيحية التي لا تساعد إلا من تعتبر أنها مُلزَمَة تجاههم من الناحية التنظيمية، وإلا من يقترعون لصالحها، وإلا من تحصل منهم على الثّمن السياسي المطلوب مقابل مساعداتها.

فمن المُفتَرَض أن المسؤول الروحي المسيحي هو للجميع، ويعمل لصالح الجميع، ومن دون تمييز. وأنتم قادرون على فعل الكثير لمجتمعكم، في أوان "الفَدْرَلَة" العسكرية والأمنية والماليّة، التي تمارسها مجموعات طائفيّة وإيديولوجيّة لبنانية أخرى.

وحتى إن بعض سفراء أكثر الدول فاحشة الثّراء في منطقتنا يجولون على عدد من المناطق المحسوبة على مذاهب دولهم. وحتى إنهم يزورون الزّعماء الذين لا يتبعون لسياسات بلدانهم (فاحشة الثّراء) تقليدياً، في مدن ومناطق عدّة، ويحملون ما يحملونه إليهم، بحثاً عمّا يمكّن من تثبيت وتمكين شريحة مذهبيّة معيّنة من اللبنانيين في بلدها.

"مفلوشة"

فماذا عن دور المسؤولين الروحيّين المسيحيّين في لبنان، على صعيد ما هو أَبْعَد من السّفر عبر الزّمن في كتب التاريخ والجغرافيا، ولحظات الحماسة والتّصفيق؟ وأين هي "بنوك التدفئة" والدواء، والغذاء، والتعليم، والاستشفاء...؟

وهذا كلام لا نوجّهه لأسياد مذهب مسيحي واحد، إذ إن مجموعات "الأوليغارشيّين" المسيحيين ليست محصورة بالموارنة فقط، بل هي "مفلوشة" أيضاً في فضاء الروميّين (الكاثوليك والأرثوذكس)، وغيرهم من المذاهب المسيحيّة.

هذا مع العلم أن بعض المذاهب - القوميات المسيحية التي هربت الى لبنان في الماضي بعد اضطهاد أو مذابح، تُعنى بشؤون أتباعها أكثر من سواها في شكل عام، وهي تتفقّد أحوالهم حتى ولو كانوا في كوكب زُحَل. وهذا أمر يُسجَّل لها، بمعزل عن بعض ممارسات أحزابها وشخصياتها السياسية التي تفتقر الى الجوهر المسيحي.

مخابىء

أسف مصدر مُطَّلِع لواقع أن "كلمة المسؤولين الروحيّين المسموعة لدى رجال السياسة والمال والأعمال لا تُستثمَر في ما هو معيشي وحياتي، بل لتشكّل المخابىء اللازمة للسياسييّن والاقتصاديّين في ممارساتهم وأنشطتهم وتحرّكاتهم، وفي ما يسمح لهم بالتلطّي بمذاهبهم تحت ستار حقوق الطائفة والمذهب".

وشدّد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" على أننا "نفتقر الى مسؤولين روحيّين مسيحيّين قادرين على أن يفرضوا هيبتهم. والدليل على ذلك، هو التسليم العام بمبدأ عقد جلسات لمجلس الوزراء وفق حجج وعناوين كثيرة، ورغم غياب رئيس الجمهورية. فهذا يكرّس تحلُّل الدولة، ويجعل من حضور المسيحيّين أو غيابهم فيها، مسألة عاجزة عن إحداث أي فارق".

مملكة

وكشف المصدر عن أن "سفيرة إحدى الدول الغربية تتفاخر في مجالسها الخاصّة، وأمام كبار المؤثّرين في المجتمع المسيحي، بأنها تمنح المسيحيين في لبنان دون سواهم، تأشيرات للهجرة. وهو ما يعني أن الأزمة الحالية قد تنتهي عندما يُصبح المسيحيّون فيه بنسبة ديموغرافيّة قليلة جدّاً، وهو ما يُكمِل السيناريو الذي تحكّم بالمسيحيّين في سوريا والعراق خلال العقدَيْن الأخيرَيْن".

وختم:"نجح المسيحيّون في الماضي بانتزاع "لبنان الكبير" من كل القوى الفاعِلَة في العالم آنذاك، والذي كان بمستوى مملكة لهم. ولكنّهم لم يُحسِنوا التصرّف بها".

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا