تأزم إضافي على خط الرئاسة: الحزب يضع بري بالواجهة والمعارضة تستشرس!
بخلاف كل الأجواء التي أشيعت في الايام الماضية والتي أوحت أنه يتم وضع اللمسات الأخيرة على عملية انتخاب قائد الجيش العماد جوزيف عون رئيسا للجمهورية على ان يطلق الاجتماع الخماسي الباريسي الصفارة للسير بهذا الاتجاه، يبدو محسوما ان التأزم هو سيد الموقف رئاسيا. فاندفاعة رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط الاخيرة وتخليه عن ترشيح النائب ميشال معوض لمصلحة جوزيف عون، والتي أتت مباشرة بعد زيارة النائب وائل أبو فاعور الى المملكة العربية السعودية دفعت فريق حزب الله وحلفائه للتعامل بحذر مع الحراك الجنبلاطي والتشدد أكثر في ترشيح رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية.
وتقول مصادر مطلعة ان "الطريقة التي يُطرح فيها اسم عون حاليا تهدد باحراقه من خلال تصويره مرشح مواجهة لفريق معين، وان كان حزب "القوات" لا يُظهر انه "مستقتل" على عون او انه مرشحه المفضل، فيما يواصل "الكتائب" التصدي لوصول قائد جيش جديد الى قصر بعبدا". وتؤكد المصادر ان "الاجتماع الخماسي الدولي المرتقب الاثنين لن يتناول لا من قريب او من بعيد اسماء المرشحين وان كان قد بات واضحا ان هناك نوعا من التقاطع الفرنسي- السعودي- الاميركي حول اسم عون، الا ان هؤلاء اللاعبين يرون أن تبني قائد الجيش علنا يقلص حظوظه في هذه المرحلة والافضل الابقاء عليه مرشحا توافقيا يأتي باطار تسوية، لأنه خلاف ذلك، فان طهران وحزب الله سيحاولان المطالبة بثمن لانتخاب عون سواء من خلال رئاسة الحكومة المقبلة وتشكيلتها كما على صعيد الملفات الاقليمية والدولية المفتوحة على مصرعيها، وهو ثمن تعتقد العواصم الكبرى انها قادرة على تجنب دفعه من خلال مقاربة الملف الرئاسي بنوع من الدهاء".
ولم يتضح حتى الساعة، ورغم مرور اكثر من اسبوع على تلويح عين التينة، على لسان النائب علي حسن خليل، بالسير بفرنجية ب٦٥ صوتا قافزة فوق ارادة "القوات" و"التيار الوطني الحر"، ما اذا كان هذا الطرح جديا وواردا او انه يندرج باطار اقناع فرنجية ان السير به غير ممكن. وتقول المصادر:"يبدو واضحا ان حزب الله قرر في هذه المرحلة وضع بري في الواجهة ووكله التفاوض بالملف الرئاسي على ان يبقى هو، اي الحزب، مستمعا. اضف ان هذا الطرح (السير بفرنجية ب٦٥ صوتا) قد يصبح قابلا للتنفيذ حين يشعر حزب الله انه مطوق اقليميا ودوليا وان ايران بحاجة للتصعيد في مكان ما. هنا يمكن ان يلجأ الحزب لانتخاب رئيس "المردة" ب٦٥ صوتا يعتقد انه قادر على تأمينها بالترهيب والترغيب"، وتضيف المصادر:"كما اننا لا نستبعد ان يكون الرئيس بري خرج بهذا الطرح في هذا التوقيت بالذات للقول لفرنجية، نحن قمنا بما علينا وحاولنا ايصالك ولو ب٦٥ صوتا ولم ننجح، يبقى ان تقتنع بانعدام حظوظك وتتنحى، وهو ما لا يُتوقع ان يقوم به رئيس "المردة" قريبا خاصة وانه لا يزال متفائلا بالانتقال الى قصر بعبدا خلال الاشهر المقبلة".
وبحسب المعلومات، فان رجل الأعمال جيلبير الشاغوري حاول مؤخرا اعادة جمع فرنجية برئيس "الوطني الحر" جبران باسيل لكن المساعي لم تنجح في ظل اشتراط الاول ان يؤدي اللقاء لاعلان دعمه رئاسيا ورفض الثاني ذلك جملة وتفصيلا.
في هذا الوقت، بدا لافتا الموقف التصعيدي الذي خرج به رئيس حزب "الكتائب" سامي الجميل معلنا التوجه لتعطيل نصاب اي جلسة لانتخاب رئيس تؤدي لفوز مرشح حزب الله. ففيما نفى احد نواب "التغيير"
ان يكون موقف الجميل هذا منسقا معهم، لم يستبعد السير بهذا التوجه في حال قرر حزب الله فرض مرشحه. حتى مصادر حزب "القوات" لم تستبعد ان يكون موقف المعارضة جامعا في هذه الحالة خاصة بعد اعلان رئيس "القوات" سمير جعجع وجوب اعادة النظر بالتركيبة الحالية.
التهديد بفرض فرنجية ب٦٥ صوتا وبالمقابل استشراس المعارضة للرد، عوامل تؤدي لمزيد من التأزيم الرئاسي الذي يتلاقى مع تأزم قضائي يبلغ مداه الاسبوع المقبل، فهل نكون على موعد مع تنفيسة أمنية قريبة واي شكل قد تتخذ؟
بولا إسطيح - الكلمة أونلاين
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|