محليات

هزّة لبنان: فرقت معنا عـ 0،5 درجات؟!

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

كتبت سينتيا سركيس في موقع mtv:

"ما كان ناقصنا إلا هزّة"... قد تكونُ العبارةُ الأكثر تداولا بين اللبنانيين في الساعاتِ الاخيرة بعد ليلةِ الرعب التي عاشوها نتيجةَ زلزالٍ تركيا المدمّر الذي بلغت قوّتهُ 7،9 درجات والذي "مَرجَحَ" المنازل في لبنان على وقع 4،5 درجات، وقضى على ما تبقّى لديهم من أعصاب. 

فهزّاتنا لا تنتهي، نتأرجحُ فيها يوميّا ونتخبّطُ من دونِ سترةِ نجاة أو من يخلّصنا من عذابٍ أسودَ فاقعٍ... إلا أن هزَّة السادس من شباط أعادتنا إلى كابوسٍ من نوعٍ آخر، إلى ما يمكنُ أن نبتليَ به جراءَ الطبيعة.

صحيحٌ أننا وبكلّ معنى الكلمة "زمطنا"، إذ وللمرّة الاولى لم يعاكسنا الحظّ ولم نكن أمامَ سيناريو قتلى وإصابات وانهيارِ مبانٍ إلا انها بالفعل "فرقت معنا على شعرة"، والشعرة هنا نعني بها الـ0،5 درجات إضافية على مقياس ريختر التي لو حصلت لكانت مجزرة حقيقية، إذا ما قسناها على ما عاصرناه على مرّ التاريخ مع زلازلَ كانت مدمّرة ولم تتعدّ قوّتها الـ5 درجات.

فلنعد بالذاكرة اللبنانية إلى البعيد لنسترجع ما عاشه أهلُ هذه البلاد نتيجة الزلازل، وكيف تحوّلت بيروت مرّاتٍ عدّة إلى مقابرَ جماعيّة خلالَ أعشارٍ من الثواني.

زلزالُ تموّز من العام 551 كان مدمّرا وبلغت قوّتهُ 7،2 درجات على مقياسِ ريختر، فعلَ فعلَهُ ببيروت، ثم أغرقَها بفعلِ موجةِ التسونامي التي أحدثها والتي يُقال إنها جرَفت معها الناس على طولِ الساحلِ اللبناني.

زلزالٌ آخرَ بقوّة 7،5 درجات عادَ بعد حوالى 700 سنة ليضربَ لبنان، وتحديدا في العام 1202 وعبر فالق اليمّونة، والذي أدّى إلى تدميرِ طرابلس وبعلبك وسقوط 30 عمودا من أعمدة قلعتها، وانخسافٍ في السواحل وغرقِ عددٍ من الجزر التي لم يبقَ منها إلا جزيرةُ الارانب في طرابلس، إضافة إلى موجةٍ من المجاعة وانتشارِ الأمراض.

بعدهُ، ضربَ لبنان عام 1759 زلزالان يفصلُ بينهما شهرٌ واحدٌ وذلك عبر فالقَي راشيا وسرغايا، الاوّل بقوة 6،6 درجات والثاني 7،2 درجات، لترقدَ بيروت مجدّدا تحت الركام، تمامًا كعددٍ كبيرٍ من المدنِ الاخرى.

التاريخُ الأسودُ التالي هو 16 آذار من العام 1956، وتحديدًا بلدة شحيم في قضاء الشوف التي ضربتها هزّتان، الاولى بقوة 4،8 والثانية 5،1 والفارق بينهما دقائق فقط، واللتين نتجَ عنهما تدميرُ 6 آلاف منزلٍ ومقتل 136 شخصا.

هي قصّتنا مع الزلازل، التي يبدو أنها تزورنا بشكل دوريّ، فتجلب معها الكوارث والويلات... نحن اليومَ في غنًى عنها فـ"يلّي فينا بيكفينا"، وقد يكون حظنا وعلى غير عادةٍ أسعفنا هذه المرة، أو أن الطبيعةَ أشفقت علينا "ففرقت معنا عشعرة"!

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا