مستقرضات العهد العوني
تنمّر الأخوة اللبنانيون كثيراً على عهد الرئيس ميشال عون، خصوصاً بعدما قال مطلع صيف العام 2019 سأسلّم البلد أفضل بكثير ممّا هو عليه اليوم، ومذ ذاك الوقت لم تبقَ مصيبة إلّا ووقعت على رؤوس المواطنين الطيّبين، ما دفع بالكثير منهم إلى القول "بعد ناقصنا انفجار نووي أو تسونامي أو زلزال حتى تكمل معنا". كثيرون من الخبراء والناس العاديين حكوا أمس عن الزلزال. قبل ميرا وما بعد بعد ميرا، قبل الأخبار وبعد الأخبار، قبل كليب "حلو ده" لمايا دياب وبعده، كلام كثير علمي وتوجيهيّ وعاطفي قيل. ولو سُئل النائب سليم عون أمس عن تقويمه النشاط الزلزالي لما تردّد بالقول "لو كان العماد ميشال عون في بعبدا لما حصل زلزال"، وللتذكير فإن النائب عون هو صاحب التوقّع الشهير "رح تبكوا دم عندما يغادر الرئيس عون قصر بعبدا". ويبدو لي أن المهندس عون شديد التأثر بإحسان عبد القدوس صاحب "دمي دموعي وابتسامتي".
في أي حال، فتوقعات سليم أسلم وأدقّ وأشمل من توقّعات سواه، أو أقلّه تنافس توقعات ميشال حايك على المنخار وقد رأى حايك ليلة رأس السنة أغراضاً تتطايرعلى رفوف سوبر ماركت واستشعر زلزال جنوب تركيا لا بل، والحق يُقال، استهوله. وثمة هزّات لا يشعر بها إلا نجوم الغناء، فمحمد المجذوب الملتاع غنّى لحبيبته "جمالك حرّك كل شي فيّا /جوا بقلبي صاير هزة أرضية" وقد اقتصرت الأضرار على ارتجاج فنّي.
مثل كثيرين، لم يسبق لي أن شعرت بالهزّات ولا باهتزاز المشاعر إلا في زمن "هزي يا نواعم... خصرك الحرير" (لحن الموسيقار فريد الأطرش) و"هزّي محرمتك هزي وبرقص الدبكة اعتزّي" لسمير يزبك، وذلك قبل ما "تدبك" فعلياً ونعتز في احتفاليات الحروب المتتالية على وقع أناشيد جميلة مثل "هزّت منازلنا صيحات العدوان". أمس كان مختلفاً وجديداً في اهتزازاته، وقد شعرت بالسرير غربالاً بين يدي عزرائيل خضّني لثوانٍ وأعادني إلى أحضان النوم. صباحاً استعدت ما حصل بُعيد الثالثة فجراً وتوصّلت إلى استنتاج مفاده أن الهزّة الأخيرة من مستقرضات العهد العوني، وأن الحمم البركانية، مهما تأخرت، "جايي".
أجريت مسحاً أوّلياً للنشاط البركاني في الشرق الأوسط وأفادتني مصلحة الشؤون الجيولوجية في "غوغل" أن بركان الوعبة الواقع شمال شرق مدينة الطائف هو أكبر البراكين العربية ويبلغ قطره 3 كيلومترات وعمقه 380 متراً، لكن مخاطره بعيدة عن لبنان كما براكين جبال الأطلس في المغرب وبراكين الأردن. والأقرب إلى بلادنا براكين جبل العرب في الشقيقة سورية، وهذه إن هاجت وغضبت وثارت فقد تصل حممها إلى المصيلح.
عماد موسى - نداء الوطن
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|