الفقراء لا يغيّرون ولو قطعوا طُرُق العالم كلّه فمتى تنطلق ثورة الأثرياء في لبنان؟
ينظر اللبنانيون الى بعضهم البعض، في كل مرّة يزداد فيها الانهيار المالي والاقتصادي، وكأنهم ينتظرون من سينزل الى الشارع أوّلاً. وبما أن "الكلّ ينتظر الكلّ"، نجد أن لا شيء يحصل، سوى تبادُل علامات الاستفهام، والتعجّب.
أين هم؟
ولكن من المعلوم جيّداً أن الفقير لا يغيّر، حتى ولو تحرّك ورفع صوته بالصّراخ منذ اليوم، والى ما بعد 100 سنة. بينما الفئة القادرة على التحريك والتغيير، هي تلك التي تؤثّر في الحياة السياسية والاقتصادية والمالية لبلدانها. فأين تلك الفئة في لبنان، فيما هي الوحيدة القادرة على إعادة تحريك الشارع؟
فالفقر ليس شهادة حُسن سلوك مفتوحة، وهذا صحيح. والثّراء ليس فساداً بالضّرورة. والفئات الثريّة التي لا تشارك في أرباح ومضاربات "السوق السوداء" موجودة، وهي تخسر من جراء الانهيار الاقتصادي والمالي المتزايد، رغم كونها قوّة مُؤثّرة في الاقتصاد اللبناني.
فأين هي تلك الطغمة؟ ولماذا لا تحرّك الشارع، وتسبقه الى الشوارع؟ ولماذا لا تشجّع الناس على العصيان المدني؟ ولماذا لا تكون هي القدوة لأفقر الناس في الامتناع عن تمويل دولة الفساد عبر دفع الضرائب؟
فلا ثورة ناجحة في أي مكان من دون قيادة. والفقراء لا ينجحون في مثل تلك الأدوار، إلا بحالات نادرة. فأين هم أغنياء لبنان الذين لا ينغمسون بأرباح "السوق السوداء"؟ ولماذا لا يقودون إشعال الثّورة على الوضع الحالي؟
وشدّد مصدر سياسي على أن "هذا العمل لا يمكنه أن يكون فردياً. فرجل غنيّ واحد لن ينجح في قيادة الناس، حتى ولو كان صاحب ثروة، وغير فاسد".
وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "لا أسماء لبنانية قادرة على فعل ذلك. يمكن لبعض رجال الأعمال الكبار على غرار إيلون ماسك مثلاً، أن ينجحوا في هذا الدّور المؤثّر، ولكن مقابل مكاسب محدّدة، وهي على مستوى تسليمهم القدرة على التحكّم بالاقتصاد، وعلى الاستثمار بما لا يقلّ عن 20 مليار دولار كمرحلة أولى، في البلد الذي سيقودون تغييراً فيه. وهذا ما لا ينجح في لبنان، حيث الطغمة الحاكمة التي لن تسمح إلا بما يتحوّل الى ربح خاصّ لها في النهاية".
ولفت المصدر الى أن "أحد الأسباب الرئيسية لفشل مؤتمر "سيدر" كان النِّسَب المئوية من الأرباح التي راح كل طرف سياسي لبناني يضعها لنفسه، كمقابل لكلّ حركة اقتصادية كانت ستنتج عن المؤتمر، وهو ما أفشله. فنحن نعيش في عالم من الزعماء والأحزاب الذين لا يبحثون إلا عن تمويل لأنفسهم".
وختم:"لا قدرة لأي ثريّ غير فاسد على تصحيح الأوضاع في لبنان، من دون تغيير بنيوي كامل يحصل داخل السلطة في البلد. وهذا يبدو مستحيلاً حتى الساعة. فالتغيير هو زوال لبعض الشخصيات والأحزاب والأطراف اللبنانية، وللفساد الذي يعتمده كثيرون كمنهج للحُكم. وبالتالي، لا حلّ لبلد لا دولة فيه، وحيث تقتصر كل محاولة للعمل والتغيير داخل مؤسّساته على أن تكون زوبعة في فنجان".
أنطون الفتى - أخبار اليوم
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|