عربي ودولي

زلزال تركيا في يومه السادس: "مُعجزات" من أعماق الكارثة

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

في حين باتت فرص العثور على أحياء تحت الأنقاض "ضئيلة" في ولايات وسط وجنوب تركيا، إلا أن قصصا لناجين في اليوم السادس من الزلزال المدمّر لا تزال تبقي على خيطٍ من الأمل الرفيع.

فوفق وسائل إعلام تركية، تمكنت فرق الإنقاذ في الساعات الماضية من انتشال نساء ورضّع أحياء بفعل "المعجزات". ووفق آخر الإحصاءات الواردة من "هيئة الكوارث والطوارئ" التركية (آفاد)، فقد ما مجموعه 20318 شخصا حياتهم في كهرمان مرعش وغازي عنتاب وشانلي أورفا وديار بكر وأضنة وأديامان وعثمانية وهاتاي. 

ولا يزال الرقم المذكور أوليا، في وقت تشير جميع المعطيات إلى أنه بات "من النادر العثور على أحياء تحت الأنقاض"، خصوصاً في كهرمان مرعش، ومدينة أنطاكيا في ولاية هاتاي، اللتين نالتا النصيب الأكبر من حجم الدمار. 

"خيط أمل رفيع" 

مع ذلك، ذكرت وسائل إعلام تركية، أن فرق البحث والإنقاذ وبمشاركة فرق أجنبية، تمكنت من انتشال أحياء، من بينهم أوزليم يلماز التي عثر عليها على قيد الحياة في منطقة أديامان، بعد 117 ساعة من الزلزال المدمّر. 

وفي التفاصيل، قالت وكالة "DHA" إن "فرق البحث والإنقاذ التابعة لبلدية، باغجلار، بإسطنبول وعمال مناجم TTK وصلها مؤشرات على علامات حياة لشخص في مبنى بمنطقة أديامان ليلة الجمعة". 

وبعد وصولها إلى المنطقة نادت فرق الإنقاذ: "هل يوجد أحد؟ إذا كان بإمكانك سماع صوتي اضرب 3 مرات، ليرد الشخص العالق تحت المبنى المكون من 8 طوابق على ذلك"، ويتبين أنها أوزليم. 

وأشارت الوكالة إلى أن فريق البحث والإنقاذ الأميركي (USAID) شارك في عمليات التدخل الطبي لتلك السيدة، بعدما تم انتشالها من تحت الأنقاض.
وذكرت وسائل إعلام تركية أن رجال الإنقاذ الأذربيجانيين الذين يعملون مع الفرق المحلية واصلوا جهودهم في البحث والإنقاذ في كهرمان مرعش، وأنقذوا سيدة تدعى فاطمة بعد أن بقيت تحت الأنقاض نحو 120 ساعة.

وعلاوة على ذلك، قال بوراك أوزارسلان، أحد المسعفين، إنه لا يستطيع أن ينسى الطفل الذي عُثر عليه تحت الأنقاض بعد 107 ساعات من الكارثة في أنطاكيا، مضيفا: "الطفل كان يرضع إصبعه. في هذه اللحظة تنسى كل تعبك". 
كما ذكرت وكالة "الأناضول" أن فرق البحث التركية تمكنت من إنقاذ طفل يدعى ياغيز مع والدته بعدما كانا عالقين تحت أنقاض مبنى في ولاية هاتاي جنوبي تركيا.

وفي مدينة غازي عنتاب، تمكنت فرق الإنقاذ من إخراج امرأة حامل بعد أن بقيت محاصرة مع ابنتها تحت الأنقاض لنحو أربعة أيام. 

وتمكنت فرق الإنقاذ أيضا، ليلة الجمعة، من إنقاذ طفلة صغيرة تدعى، زينب إيلاك، تبلغ من العمر ثلاث سنوات ونصف بعدما بقيت عالقة تحت الأنقاض في المبنى الذي كانت تقطنه عائلتها في مدينة أنطاكيا. 
وفي وقت متأخر من الليلة الماضية، أنقذ عمال البحث والإنقاذ البريطانيون والألمان فتاة تبلغ من العمر 15 عاما من تحت الأنقاض في كهرمان مرعش.

وجرى الوصول أيضا إلى حليمة كوربوز البالغة من العمر 83 عاما، بعدما كانت تحت الأنقاض في منطقة باتالغازي في ملاطية، لمدة 125 ساعة. 
كما نجحت قوات الإنقاذ في كهرمان مرعش بإنقاذ 3 فتيات، آخرهن كانت عائشة، التي حظيت عملية إنقاذها التي دامت 4 ساعات بمتابعة كثيفة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

"مكاتب تحقيق" 

تشير بيانات هيئة الكوارث والطوارئ التركية (آفاد) إلى أنه تم إجلاء 92 ألفا و697 من ضحايا الكارثة في الأقاليم المتضررة إلى المحافظات الأخرى. ويعمل في المناطق المنكوبة 166 ألفا و95 فردا من فرق البحث والإنقاذ الأتراك، بالإضافة إلى فرق المنظمات غير الحكومية والفرق الدولية، الذين بلغ عددهم 8آلاف و294. 

وجرى شحن 12 ألف و 76 مركبة، معظمها من الحفارات، شاحنات الجر، الرافعات، الجرارات، الشاحنات، شاحنات المياه، المقطورات، الممهدات، شاحنات التفريغ ومعدات البناء المماثلة إلى منطقة الكارثة. 
كما تم تنفيذ 3558 طلعة جوية مع "الجسر الجوي" الذي تم إنشاؤه لإيصال الأفراد والمواد إلى المنطقة بطائرات تابعة للقوات الجوية والقوات البرية وخفر السواحل والقيادة العامة للدرك. 

وتشير وسائل إعلام تركية وبيانات مسؤولين إلى أن الاستجابة الخاصة بكارثة الزلزال باتت تتخذ مراحل أوسع في الوقت الحالي، إذ لم تعد تشمل عمليات البحث والإنقاذ فحسب، بل انسحبت لبناء "مدن الخيام"، وتوزيع المنكوبين المشردين في الشوارع على مراكز الإيواء، التي تركّز قسم كبير منها في مدينة مرسين الساحلية. 

وفي المقابل، بدأت السلطات التركية إجراءات قانونية، حيث أوضحت وكالة "الأناضول"، أن "وزارة العدل بعثت برسالة إلى النيابة العامة في المحافظات المتضررة من الزلازل في كهرمان مرعش لإنشاء مكاتب التحقيق في جرائم الزلازل". 
وأضافت الوكالة أن "مكاتب التحقيق في جرائم الزلازل ستنفذ دون تردد تدابير حماية ضد إمكانية الهروب وتشويه الأدلة، مع تحديد المسؤولين عن المباني المدمرة". 

والجمعة، اعتقلت السطات التركية مالك "رينيسانس ريزيدنس"، وهو مجمع سكني دمره الزلزال في مقاطعة هاتاي بجنوب شرق تركيا، في مطار إسطنبول، وذلك في أثناء محاولته مغادرة البلاد. 
وذكرت وكالة "الأناضول" أن، محمد يسار كوسكون، أوقف في مطار صبيحة كوكجن أثناء محاولته السفر إلى الجبل الأسود. وجاء الاعتقال بناء على أوامر من مكتب المدعي العام في منطقة غازي عثمان باشا باسطنبول. 

وجاء في تقرير الوكالة أن كوسكون كان مسافرا إلى الجبل الأسود ومعه مبلغ صغير من المال صادرته شرطة المطار، في حين لم يتم توجيه الاتهام إليه رسميا بعد. 

ويتكون المجمع السكني المؤلف من 12 طابقا من 250 شقة، ويقع في منطقة أنطاكيا في هاتاي، وقبل حلول الكارثة كان قد جرى الإعلان عنه كمشروع إقامة فاخرة يتوافق مع أنظمة البناء. لكن المبنى انهار بالكامل بعد أن ضرب زلزال بقوة 7.8 درجة مدينة غازي عنتاب جنوب شرق البلاد صباح الاثنين، وتلاه زلزال بقوة 7.5 درجة في مقاطعة كهرمان مرعش بعد فترة وجيزة. 

وكان وزير العدل التركي، قد أعلن فتح تحقيق قضائي بشأن المباني المنهارة خلال الزلزال، ومن المقرر أن يسعى التحقيق إلى محاسبة أولئك الذين شيدوا المباني أو تحملوا أي مسؤولية عن انهيارها في المحافظات العشر الأكثر تضررا. 

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا