دخان أبيض رئاسي و3 مرشحين بعد قائد الجيش وسفير سابق لدى الفاتيكان
"فالنتاين" في لبنان... "الدبدوب" أغلى من الذهب!
على هوى دولار يتخطّى الـ66000 ليرة لبنانية في السوق الموازية، يعود عيد الحب هذا العام في لبنان. للمرة الثالثة، يحلّ "يوم القديس فالنتاين" على اللبنانيين مثقلاً بهموم فرضته من "الكماليات"، في ظل الأزمات المتواصلة الذي يعيشها البلد.. الحب هنا بـ"الدولار" والتهاون معه بات مباحاً!
الانهيار الكبير فرض طقوسه على مختلف المناسبات وعيد "العشاق" لم يكن ناجياً. للبنانيين اليوم اهتمامات أبعد من الاحتفالات، أولويّاتهم تبدّلت تماماً مع استمرار تدهور عملتهم الوطنية وأمست أمورهم المعيشية اليومية والصحية أكثر إلحاحاً من أي شيء آخر.. حتى الحب في زمن "الدولرة" لم يعد بلا حساب وصار يتطلّب "موازنة وفريش" للهدايا الرمزية.
لاستطلاع وطأة الازمة الاقتصادية المستفحلة في "موسم فالنتاين"، قام "لبنان 24" بجولة على الأسواق التجارية: من محال الألبسة والاكسسوارات الى محال الأزهار، مروراً بمحال الحلويات ووصولاً الى متاجر الذهب... مظاهر الحب الخجولة تتفاوت كما الحركة.
"أحمر الموسم" لا يغري
أصابت الأزمة عيد العشاق في الصميم، هذا ما تؤكّده صاحبة إحد متاجر الألبسة والأكسسوارات في جبيل. المرأة التي عرضت أكواباً من البورسلين (mugs)، تترواح أسعارها بين الـ4 دولارات أميركية الـ6 دولارات أميركية، وبعض الدببة الحمراء المختلفة الأحجام في واجهة محلّها، تخبر أن الموسم ليس واعداً حتى الآن، كاشفة عن تشاؤمها من الموضع العام "الكلّ يسعى لتأمين حاجاته الأساسية، ليكن الله بعوننا".
وعند سؤالها عن مبيع الألبسة وخاصة "ذات اللون الأحمر"، تقول: "لا الأحمر ولا غيره من الألوان، لا نرى زبوناً واحداً ومن يمرّ يسأل عن الأسعار"، معتبرة أنه "موسم يستكمل ما سبقه، نستبشر خيراً لكن حتى الآن لا حركة".
بجوارها، محلات الملابس تشهد حركة "خفيفة". لا تهافت لشراء الهدايا، كما تشير بائعة شابة عند حديثها عن تأثير عيد الحب في حركة المبيع. وتوضح لـ"لبنان 24" أن "الحركة خجولة ولا تتلاءم مع موسم عيد، لكنها غير معدومة".
نكمل شمالاً نحو أسواق البترون التي شهدت ازدهاراً في المواسم السابقة من العام. الحركة أكثر من خجولة.. لا ازدحام والمحال تنعم بهدوء مقلق، لم تعتده منذ فترة.
موازنة خاصة للـ"VALENTINE BOX"!
نستكمل الجولة على محال الاكسسوارات، مستعرضين أسعار السلع والهدايا الخاصّة بعيد الحب. وفي محاولة لتعبئة "box" بهدايا فالنتاين، نجد أن سعر "العلبة المليئة بالهدايا"، بالحدّ الأدنى، يتخطّى الـ58 دولاراً أميركياً، أي أن ملء علبة ببعض الهدايا الصغيرة يتطلّب حوالى 3828000 ليرة لبنانية.
وهنا بعضاً مما وضعناه في العلبة الحمراء المتوسطة الحجم، والتي يمكن أن يتراوح سعرها بين 4 دولارات و7.5 دولار أميركي من متجر لآخر: قلب صغير من قماش بـ2 دولار، محفظة متوسطة الحجم بـ12 دولار، دب أحمر متوسط الحجم بـ30 دولار، كوب مزيّن بـ7 دولار، أوراق ورود معطّرة بـ2 دولار ولوح كبير من الشوكولا بـ50 ألف ليرة لبنانية. كما يمكن إضافة الخرزيات التي تتراوح أسعارها بين 2 دولار و7 دولارات للعقد الواحد.
أمّا لمحبّي "الدباديب" فسعرها يقارب الذهب! إذ أن سعر الدببة الحمراء يختلف وفقاً لحجمها كما هو معروف، ويبدأ سعر الدب الصغير من 10 دولارات متخطياً المئة دولار للحجم الكبير (112 دولاراً أميركياً)، علماً أنه من الممكن إيجاد دب قماشي صغير بـ2.5 دولار في إحدى محالات الـ"one dollar".
عجلة الذهب تتحرّك..
قد يكون اللجوء للذهب الخيار المفضّل لدى العديد في عيد الحب، فزد الى كونه خاطف قلوب النساء، وجد اللبنانيون فيه في ظلّ الأزمة الراهنة ملاذاً أمناً. ويوضح جيرار فرح، صاحب محلّ للمجوهرات في البترون أن "الإقبال على شراء الذهب تزايد هذا العام والحركة شهدت تحسناً مقارنة بالسنوات الثلاثة الماضية"، معتبراً ان "هذا التحرّك في القطاع ناتج عن اعتياد اللبنانيين على الأزمة وما نتج عنها في الأسواق، إضافة الى حصول الموظفين على جزء من رواتبهم بالدولار الأميركي "الفريش".
وعن العروضات الخاصّة بـ"فالنتاين"، وجد "لبنان 24" أن بعضاً من محال الذهب في المتن والكسليك يقدّم ما لقّب بـ"مجموعات عيد الحب". وتبدأ أسعار الهدايا كالأساور الذهبية الناعمة من 39 دولاراً أميركياً، كما أن أسعار العقود تنطلق من 69 دولاراً أميركياً وترتفع مع ازدياد وزن القطعة الذهبية.
القطاع الأكثر استفادة من الحب!
قد يكون قطاع الحلويات والباتيسري الأكثر استفادة من عيد الحب هذا العام، فوفقاً لبائعة في إحدى محلات الحلويات المعروفة في البترون، "الطلبات في هذا الموسم كثيرة وتخطّت السنين الفائتة".
وعن أسعار قوالب الحلوى الخاصة بعيد الحب، فتبدأ بـ20 دولاراً أميركياً للقالب المعدّ لـ15 شخصاً. أما قالب "القلب الأحمر" المعدّ لأربعة أشخاص فسعره 9 دولارات، وسعر "القلب الصغير" المعدّ لشخصين 7.5 دولاراً أميركياً.
وفي ما يخصّ "قلب الشوكولا" الذي نال استحساناً ورواجاً، فسعره يتراوح بين الـ15 دولار أميركي والعشرين دولاراً أميركياً.
وللبسكويت "cookies" حصّة في العيد، إذ أنها أعدّت على شكل قلب خصيصاً لهذه المناسبة وتباع "الحبة الواحدة" منها بـ1.5 دولاراً أميركياً.
يا ورد.. مين يشتريك؟
مهما بلغ سعرها، يجزم صاحب إحدى محلات الورود أنها الحاضر الأول في عيد الحب. ويقول لـ"لبنان 24" إن "ارتفاع سعر الوردة لن يمنع الأحباء من إهدائها لبعضهم البعض في عيد الحب"، مفسّراً أن "بدلاً من شراء باقة كبيرة من الورود الحمراء، أصبح الزبائن يطلبون عدداً أقل من الورود بحسب ما يتلاءم وميزانيتهم".
وعن انطلاق موسم عيد الحب، يشير إلى أن "الحركة لا تزال غير معروفة، وبدءاً من مساء الاحد يبدأ الزبائن بالتهافت لشراء الورود".
أسعار الورود تتفاوت من محلّ لآخر، فالوردة الحمراء الواحدة يتراوح سعرها بين الـ1.5 دولاراً أميركياً والـ3 دولاراً أميركياً في معظم محال الورود. في حين قد يصل في إحدى المحال سعر الوردة الواحدة للعشرين دولاراً أميركياً إذا ما قدمت بتصميم مميز.
وفيما يبلغ سعر دزينة الورود العشرين دولاراً أميركياً، تبدأ أسعار تنسيقات الورود من 15 دولاراً أميركياً لباقة من الورد الاحمر ويرتفع السعر مع إضافة عناصر أخرى كالشوكولا مثلاً، إذ يبلغ سعر التصميم الصغير لباقة من الورود والشوكولا 35 دولاراً أميركياً.
الحفلات عادت... الأسعار "لا تَقارب"
جملة تختصر ما قاله أكثريّة من تواصل "لبنان 24" معهم، لن نحتفل بعيد الحب خارج المنزل هذا العام. "عرسان" وثنائيات من مختلف الأعمار توحّدت إجابتهم حول السهر في ليلة عيد الحب، حتى ان البعض قرر الاستغناء عن الهدايا الرمزيّة.
وتقول ماريا، 21 عاماً، إنها بحثت عن مطعم أو مكان مميز يقدم عروضات لمناسبة عيد الحب فكانت الصدمة من الاسعار، إذ وجدت أن العروضات لا تراعي بمعظمها الوضع الاقتصادي الذي يمر الشباب به، فمثلاً لتمضية ليلة عيد الحب في إحدى الحانات "pub"، الحجز 40 دولاراً أميركياً للشخص الواحد وذلك لشرب النبيذ فهو عرض "open wine"!
"العروس" يارا، 32 عاماً، تجزم أن ليلة عيد العشاق ستمضيها مع زوجها في المنزل، حيث ستعدّ عشاء بأجواء رومانسية، بحسب قولها. وتضيف: "لدينا ما يكفي من الفواتير والمستحقات والمسؤوليات، الحب بالمعاملة وهو فعل يومي لا يقتصر على يوم واحد. ان اردنا السهر خارجاً أو تمضية الليلة في إحدى الفنادق او المنتجعات فالأمر قد يكلّفنا حولى الـ200 دولاراً أميركياً، "مش وقتها"، لكنني لن أفوّت العيد بلا إحضار هدية".
الأزمة المرهقة للبنانيين لم تمنع البعض من الاحتفاء بعيد الحب، فأجواء الفرح والاحتفالات وجدت سبيلاً الى لبنان. وقد يكون الحفل الذي أقيم ليل أمس السبت 11 شباط في الفوروم دو بيروت أكبر شاهد على رغبة البعض بتجاوز ضغوطات المرحلة وعودة "الحياة" الى الوطن، إذ غصّت الصالة بالحضور للاستمتاع بالحفلة التي أحياها النجمان نانسي عجرم ووائل كفوري. يذكر أن الأسعار تراوحت بين المئة والـ500 دولار اميركي.
منذ بدء الازمة حتى يومنا هذا، لا يمّر عيد حب، من دون أن ينشد اللبنانيون، وهم من اعتاد حياة الرفاهية والسهر والترف، الأغنية الأشهر للكبير زياد الرحباني، بعد مرور 15 عاماً على كتابة كلماتها، "حبّيني.. بلا ولا شي".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|