المجتمع

الموقوفات بسجن النساء: خوف ورعب وانهيارات صحية

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

عندما صدر قرار إنشاء سجن مركزي للنساء في ثكنة بربر الخازن في بيروت، في حزيران من العام 1989، نص القرار على وضع "الموقوفات والمحكوم عليهن معاً، مهما كانت مدة عقوبتهن"، الأمر الذي "قهر" العديد من الموقوفات اللواتي لم يُحاكمن بعد، بسبب اختلاطهنّ بالمحكومات بكل أنواع الجرائم.

قبل نهاية العام الماضي وبداية العام الجديد انطلقت حملة أمنية- قضائية واسعة لتوقيف موظفي وموظفات أمانات السجل العقاري في بعبدا وعاليه. والتركيز هنا سيكون على الموقوفات، بسبب معاناتهنّ داخل ثكنة بربر الخازن. فحسب مصادر قانونية، هناك 11 موقوفة في الملف داخل سجن النساء، يُعانين من أقسى أنواع الضغط والترهيب النفسي والجسدي، لا من قبل الدولة والقضاء، بل من قبل السجينات داخل السجن.

لم ينته القاضي نقولا منصور من إعداد ملفه، ويتمسك القضاة بنص المادة 108 من قانون أصول المحاكمات المدنية التي تنص على: "ما خلا حالة المحكوم عليه سابقاً بعقوبة مدتها سنة على الأقل، لا يجوز أن تتعدى مدة التوقيف في الجنحة شهرين، يمكن تمديدها مدة مماثلة كحد أقصى في حالة الضرورة القصوى". وبالتالي، سقطت طلبات إخلاء السبيل مع منع السفر والكفالة المقدمة من قبل المحامين في الملف، بانتظار الستين يوماً التي تنقضي خلال أيام قليلة.

حراسة ليلية
لن ندخل في تفاصيل الاستنسابية في التوقيفات، وكيف أن إحداهنّ دخلت التحقيق لمدة ربع ساعة وخرجت إلى منزلها، بحجة وضعها الصحي، وكيف لم يسر الأمر على أخريات، وكيف أن مجموعات حزبية تقف على أبواب القضاة لتحسين أوضاع من يخصها. فما يجري في السجن أخطر.

داخل السجن تكبر المعاناة، تقول المصادر القانونية العاملة في هذا الملف، مشيرة عبر "المدن" إلى أن الموقوفات يتعرضن لتعذيب نفسي بسبب وجودهنّ بين المحكومات بالقتل والمخدرات والدعارة. وبسبب خوفهنّ يعتمدن نظام حراسة ليلية، حيث قسموا أنفسهنّ على مجموعتين، تنام مجموعة منهنّ، فيما تكون المجموعة الثانية مستيقطة للحراسة، خوفاً.

كذلك تكشف المصادر أن الحالة الصحية للموقوفات باتت صعبة للغاية، فإحداهن (ر.د) أصيبت بجلطة مؤخراً، استدعت نقلها إلى مستشفى الحياة، حيث تتولى عائلتها دفع تكاليف علاجها، وذلك في إجراء جديد تعتمده مؤسسة قوى الأمن الداخلي، التي كان على عاتقها دفع تكاليف استشفاء الموقوفين بالسجون. بين هؤلاء الموقوفات مريضة سرطان تُعاني جسدياً ونفسياً تُدعى خ.ع، تقول المصادر، وبينهنّ من انهار ولم يعد باستطاعتها دخول الحمام لوحدها.

في سجن النساء كما في الأفلام التي تتحدث عن واقع السجون في العالم، خوّات تُدفع للسجينات "القويّات" لتجنّب أذيتهنّ. إذ تكشف المصادر أن الموقوفات يطلبن من أهاليهنّ شراء علب السجائر والشوكولا لتقديمها لبعض المحكومات.

ماذا لو؟
تسعى مسؤولة سجن النساء في ثكنة بربر الخازن ما بوسعها للمساعدة، تقول المصادر، مشيرة إلى أنها تسمح لأهالي الموقوفات بزيارتهن يومياً، رغم أن مواعيد الزيارات محددة بيومين فقط خلال الأسبوع، الثلاثاء والخميس. وتمكنت منذ فترة من تأمين المياه النظيفة للسجن، لكن وضع المكان يشبه وضع الدولة المهترأة، لذلك قد يكون من المفيد -حسب المصادر- أن يتم وضع الموقوفات قبل وخلال محاكمتهن في أماكن توقيف أخرى، فلا يتم جمعهنّ مع المحكومات. والسؤال الحقوقي في حال نالت مجموعة منهم البراءة: من يُعوّض عليهن؟

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا