تلبية نداء جعجع رئاسيّاً: من يلاقيه؟
تبلور الاستعدادات للاستحقاق الرئاسي على مشارف دخول مرحلة السباق المنتظر، في وقت يبرز النداء الذي أطلقه رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع إلى تكثيف التواصل بين القوى السيادية والتغييرية. ويُبنى مقترح جعجع على تشكيل “لجنة تنسيق” تضمّ ممثلين عن كلّ أفرقاء المعارضة للعمل خارج الأضواء والتوافق على المواصفات المطلوبة للرئيس الجديد من أجل النجاح في إنقاذ البلد. وتُطرح أسئلة لناحية كيفية تلقف المبادرة العاجلة التي عبّرت منها معراب، انطلاقاً من ضرورة اتفاق المعارضة بأطيافها على مرشّح واحد مقبول من البعد السيادي ولديه الحدّ الأدنى من الوضعية الإصلاحية. فمن سيلاقي جعجع في مقاربته؟ تؤكد المعلومات اتجاه “القوات” إلى عقد اجتماعات هادفة إلى جوجلة الموضوع الرئاسي مع الكتل المعارضة، بدءاً من اجتماع أوليّ منتظر مع نواب قوى التغيير ووصولاً إلى لقاءات متلاحقة مع الكتل السيادية.
وتنطلق الأجواء المشجِّعة من مناخ التلاقي الذي يجمع “القوات” والكتائب حول المعطى الرئاسي. ويرحّب الكتائب بدعوة رئيس “القوات” قوى المعارضة للوصول إلى مقاربة واحدة. ويبدو واضحاً بالنسبة إلى مصادر مواكبة في حزب الكتائب أن قوى 8 آذار تتّجه نحو فرض رئيس جمهورية من فريقها قد يكون على الأرجح سليمان فرنجية، بما يستوجب العمل على التصدي لكلّ المحاولات التي يراد منها تكريس هيمنة محور “الممانعة” على موقع رئاسة الجمهورية. وتؤكد معطيات “النهار” اضطلاع الكتائب بدور تنسيقي مع القوى السيادية على مدى الأسابيع المقبلة، بما يشمل كلاً من “القوات” والنواب التغييريين والسياديين المستقلين لمحاولة التوافق على مواصفات موحَّدة أولاً ثم الوصول إلى إسم مرشّح لرئاسة الجمهورية. وقد بدأت عجلة المشاورات تتفعّل كتائبيّاً على المستوى النيابي مع الكتل السيادية، في وقت تستمرّ الاستعدادات لاجتماعات متلاحقة في الأسابيع المقبلة. ولم تصل المداولات إلى تحديد أسماء حتى اللحظة، في ظلّ الانطلاق من وضع الإطار العام بعنوانيين أساسيين: السيادة والإصلاح.
إلى ذلك، تشمل رياح الانسجام الايجابية كتلة “تجدّد” النيابية التي تتلاقى مع طرح “القوات” الرئاسيّ، لجهة تعبير أجوائها عن أهمية التوصل الى رؤية رئاسية موحّدة بين الكتل المعارضة قبل الدعوة إلى جلسة انتخاب رئيس جديد للجمهورية. وتضيء على أهمية وصول رئيس سيادي تغييري قادر على إنقاذ الدولة. وأن يكون رئيس جمهورية فعليّ يُبعد “حزب الله” عن موقع الرئاسة. ويتمثل العنصر الأساس في منع وصول رئيس محسوب على قوى 8 آذار، حيث ستشهد الأسابيع المقبلة سباقاً في اتمام الجهوزية نحو التوجّه إلى المجلس النيابي. وهناك هواجس جديّة في كواليس نيابية من تكرار واقع انتخابات نيابة رئاسة مجلس النواب، إذا لم تستدرك القوى السيادية الأوضاع سريعاً لئلا تنتقل إلى موقع قطع الطريق على مرشح 8 آذار بدلاً أن تكون في صدارة المتّجهين إلى ساحة النجمة. وهناك “نسمات” متجاوبة من عدد من النواب المستقلين المحسوبين على المحور السيادي مع نداء الوحدة. وكذلك، تلفت المعطيات إلى أن هناك مبادرة تجمع العميد المتقاعد خليل الحلو والناشط السياسي جاد الأخوي، قائمة على فكرة تحريك التواصل الهادف إلى تفعيل الاتصالات مع المكونات المعارضة، خصوصاً على مقلب النواب المستقلين للعمل على تقريب وجهات النظر والخروج بمقاربة رئاسية واحدة.
ماذا عن أحوال الطقس بين المختارة ومعراب على مقربة من “الشهر الرئاسي”؟ تتلقف معطيات “النهار” جوّاً من البرودة الذي يسود علاقة الحزب التقدمي الاشتراكي مع “القوات اللبنانية” على صعيد استحقاق الرئاسة الأولى تحديداً. ولا تواصل يجمع الفريقين حتى اللحظة في هذا الشأن. وينطلق التقدمي من معيار أساسي متمثّل في أهمية حصول الانتخابات الرئاسية في موعدها الدستوري. ويبدو أقرب إلى دعم فكرة وصول رئيس توافقيّ خارج سياق “مرشّح التحدي” لأيّ محور انتمى، باعتباره أن الظروف الخارجية بعيدة عن مقاربة الموضوع اللبناني في المرحلة الراهنة. ويقرأ أن تداول الطرح الرئاسي خارج سياق المعايير التوافقية، سيؤدي إلى الدخول في موسم من التعطيل ولن يصل إلى نتيجة. ويدعم التقدمي الموقف الذي تبنّاه الصرح البطريركيّ للمواصفات الرئاسية. ولا يزال بعيداً عن التداول في الأسماء التي يمكن أن تتلاءم مع وجهة نظره للوصول إلى قصر بعبدا.
يُنتَظر أن تعكس الاجتماعات التشاورية بين الكتل النيابية مزيداً من التفاعل الجوي الرئاسي في قابل الأيام. ومن جهتهم، يطمح النواب التغييريون البالغ عددهم 13 نائباً للوصول الى رئيس جديد قادر على الإنقاذ والتوافق على معايير موحَّدة انطلاقاً من اختيار شخص مناسب للمنصب الرئاسيّ. وتلفت المعلومات إلى أنّ نواب قوى التغيير يتّجهون إلى الإعلان عن بيان رسمي عبارة عن ورقة خاصّة بالمواصفات التي يرونها مناسبة للرئاسة في غضون الأسابيع المقبلة، والتي على أساسها يمكن التشاور مع الكتل النيابية في المعطى الرئاسي. وبحسب المقاربة التي تؤكّدها مصادر كتلة نواب التغيير، فإنّه إذا تطابقت المعايير التي سيتبناها التغييريون مع كتل قوى المعارضة فلا مشكلة حينذاك في التوصّل إلى إسم موحّد دون أن يعني ذلك التمركز في مقلب سياسي معيّن. ولا ينطلق التغييريون من فكرة “الرئيس التوافقي” بل يتبنون عنوان الرئيس القادر على الإنقاذ، علماً أن أجواءهم تشير إلى أنهم لن يحصروا تواصلهم في الموضوع الرئاسي مع كتل معينة فحسب، بل سينطلقون من مسعى مقاربة الطروحات التي سيضعونها للرئاسة الأولى مع جميع النواب الذين يمكن أن يبادلونهم الانفتاح على رؤيتهم.
مجد بو مجاهد - النهار
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|