زينب حسن نصرالله: والدي لم يعش تحت الأرض وكان يقود سيارته في الضاحية
ذكريات زلزال 1956 تُقلق الصيداويين
كتب محمد دهشة في "نداء الوطن":
عاد الزلزال المدمّر الذي ضرب تركيا وسوريا والهزّات الإرتدادية التي شعر بها اللبنانيون، إضافة إلى الهزّتين اللتين ضربتا البحر الأبيض المتوسط قبالة الشاطئ الجنوبي على بعد 70 و45 كلم من عاصمة الجنوب، بذاكرة الصيداويين إلى الزلزال الشهير الذي وقع العام 1956 ودمّر قسماً من منازل صيدا القديمة، وأثار مخاوفهم مع تكرارها.
لم يحصد زلزال صيدا في حينها ضحايا، لكنّه أحدث قلقاً لدى الذين عايشوه وهم صغار، وتناقلوا أخباره وآثاره من الأجداد والآباء إلى الأحفاد، بعدما هجّر قسراً مئات العائلات من منازلها، حيث انتقلت بعد سنوات عدّة إلى أخرى جديدة في التعمير والفيلات ولم تحصل حتى اليوم على سندات التمليك، في مأساة مستمرّة منذ ذلك الحين. الحاج محمد ديب اسماعيل حفوضة يقطن في حي الزويتيني حيث كانت عائلته يقول لـ»نداء الوطن»: «إنّ الزلزال دمّر الكثير من منازل صيدا القديمة - البلد، وتحديداً حي «رجال الأربعين» المجاور، إلا أنّ التضامن ومساعدة الناس المتضرّرين في سرعة أنقذت أرواحهم»، مشيراً إلى أنّ أبناء صيدا يشعرون أكثر من غيرهم بالخوف والقلق جرّاء ذلك، «نحن نؤمن بقضاء الله وقدره، ولكن منذ 67 عاماً، كانت لدينا دولة آوت المنكوبين بسرعة، أما الآن، فمن سيأوينا في غيابها؟».
وينقل مختار «حي الدكرمان» محمد بعاصيري، وكان طفلاً لا يتجاوز عمره الثلاث سنوات، عن والدته كيف هربت العائلة من منزلها القديم والمبني من الحجر الرملي في حيّ القملة إلى شاطئ البحر قرب مسجد الزعتري خوفاً من انهياره، موضحاً أنّ أبناء المدينة عاشوا بعده حياة طبيعية ولكن مع كل هزّة أو زلزال يضرب لبنان أو المنطقة تعود إليهم الذكريات الأليمة وتثير مخاوفهم مجدّداً من تكراره.
الذكريات الأليمة يضاف إليها هذه الأيام هواجس جديدة من حصول تسونامي بعدما لاحظوا تراجعاً في البحر أو انخفاضاً في منسوبه.
في أحد أروقة صيدا القديمة، يجلس «أبو محمد» على كرسي وينفث دخان سيجارته بقوة، يروي متذكراً أنّ شرطة البلدية والدرك ومعهم النائب الدكتور نزيه البزري والشهيد معروف سعد طلبوا من الناس الانتقال إلى بحر العيد، قبل نقلهم في اليوم نفسه إلى نزلة صيدون حيث نُصبت خيم لإيواء المنكوبين، موضحاً أنّ «قلق الناس يتزايد مع تكرار الزلازل أو الهزّات، لأنّ هناك بيوتاً كثيرة متصدّعة وتعاني التشقّق والنش وقد تنهار على رؤوسهم».
ولا تزال بيوت كثيرة آيلة للسقوط فارغة في صيدا القديمة قبل ساحة ضهر المير، وعلى امتداد الواجهة البحرية من خان الأفرنج حتى «رجال الأربعين»، ولكن الخطر الأكبر يتمثّل في مبنى بدير وحمدان عند محلة البوابة الفوقا المتصدّع وقد طلبت بلدية صيدا من قاطنيه إخلاءه فوراً بعدما تأكّدت خطورته ورفعت لافتة عليه من دون جدوى. وتؤكّد بلدية صيدا أنّها تلقّت بعد زلزال تركيا وسوريا 5 طلبات للكشف على تصدّعات في مبانٍ وجدران، منها مدرستا الإصلاح وعين الحلوة، وبيّن الكشف أنّها تصدّعات ليست خطرة على بنية المباني. أما عن صيدا القديمة، فبالكشف الفني على منازلها في العام 2012، تبيّن أنّها بحاجة إلى ترميم قُدّرت قيمته حينها بـ 30 مليون دولار وفق ما أكّد رئيس البلدية محمد السعودي لـ «نداء الوطن»، مشيراً في الوقت نفسه الى أنّ ليس هناك مبانٍ مرتفعة ما يقلّل الخطر».
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|