عربي ودولي

هل يصوم الأرثوذكس عن الحرب وعن دعمها بموازاة "قَمْع" بطونهم بعد أيام؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

يُصادف بَدْء الصّوم المقدّس لدى الكنائس التي تتبع التقويم اليولياني (المعروف شعبياً بإسم التقويم الشرقي) هذا العام، بعد ثلاثة أيام من ذكرى مرور عام على اندلاع الحرب الروسيّة على أوكرانيا، وهي حرب وضع لها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين صبغة إيديولوجيّة، بإقحامه الكنيسة الروسيّة فيها. فسارع بطريرك موسكو وعموم روسيا كيريل الى دعمها عبر تشجيع الشباب الروس على الموت دفاعاً عن روسيا، وعن الأرثوذكسيّة فيها، كطريق لغفران الخطايا والذّنوب، وذلك وسط صمت أرثوذكسي عالمي مُطبق، كان يستوجب رفع الصّوت سريعاً للقول إن لا "جهاد مقدّساً" بالمعنى الحربي في الكنيسة، وإن لا إمكانيّة للجَمْع بين ملكوت الله، وملكوت هذا العالم.

صمت

صحيح أن الكنائس الأرثوذكسية مستقلّة عن بعضها البعض. ولكن لا يجوز لكنيسة أن تصمت عن "المجازر اللاهوتية" التي ارتكبها بعض رجال الدين الروس منذ عام، تحت ستار الدّفاع عن روسيا.

كما لا يجوز جعل التاريخ، والجغرافيا، والصّراع مع حلف "الناتو"، وعناوين الخطر المُحدق بروسيا وبأرثوذكسيّتها... حجّة للصّمت عن أنه لا يُمكن الدّفاع عن كنيسة، ولا عن إيمان مُستقيم، بالصواريخ والأسلحة.

انتصار؟

فالحرب هي حرب، أي انها موت. ولا يُمكن الإيمان بالمسيح، الذي هو الحياة، جنباً الى جنب بناء كنيسته بالدماء، والموت، والأسلحة. وهذا كلام لا نسمعه بصوت عالٍ من المسؤولين الكنسيّين الأرثوذكس خارج أوروبا الشرقية، الذين قد لا يرغبون بإغضاب بطريركية موسكو، ولا بالتفريط بالأخوّة القائمة بينهم وبينها، والذين قد يرغب بعضهم بانتصار روسيا في تلك الحرب بالفعل، لاعتقادهم بأن ذلك يقوّي المسيحيّة الأرثوذكسيّة في العالم، رغم أن العكس هو الصحيح، أي أن انتصار موسكو في حرب ذات صبغة أرثوذكسيّة بالدّماء، وعبر الاستعانة بكلّ أنواع المقاتلين المرتزقة الذين يعتدون على الشّعب الأرثوذكسي في أوكرانيا، و(بالاستعانة الروسيّة) بكل أنواع الأسلحة والمساعدات الآتية من عوالم "وثنيّة" حليفة لموسكو، هو طعن تامّ للكنيسة في ظهرها، لن تتأخّر مفاعيله السلبية عن الظّهور مستقبلاً.

الصّوم

فمتى يخرج كبار رجال الدين الأرثوذكس في منطقتنا والعالم عن صمتهم، بإدانة تلك الحرب؟

وهل يجوز للكنائس الأرثوذكسية التي لطالما وقفت ضدّ مختلف أشكال وأنواع الحملات الصّليبيّة الغربيّة قبل قرون، والتي رفضت القبول بتبريرات أنها للدّفاع عن الأراضي المقدّسة في الشرق، ولنشر الإيمان المسيحي في شمال أوروبا، (هل يجوز لها) أن تصمت عن حرب روسيّة على أوكرانيا، ترغب بعض الجهات بإعطائها صبغة أرثوذكسيّة وإيمانية وأخلاقيّة؟

وما أهميّة بَدْء الصّوم في الكنائس الأرثوذكسيّة بعد أيام، بالقول جهاراً إن لا دخل للكنيسة وللإيمان والأخلاق بالحرب الروسيّة على أوكرانيا، أي بالدّعوة الى الصّوم عن الحرب، وعن دعمها، وذلك قبل "تصويم" البطون؟

عبيد

أشار مصدر خبير في الشؤون الدولية الى أن "الناس في روسيا لا يهتمّون أصلاً بما يقوله رجال الدين الروس عن الحرب. وهذا طبيعي في مكان ما، طالما أن الشعب الروسي يعرف تاريخ البطريرك كيريل الذي كان عنصراً في جهاز الاستخبارات السوفياتية في الماضي. وبالتالي، لا يُمكن حصوله على الطاعة الحقيقيّة من جانب شعبه".

وشدّد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" على أن "بوتين يرغب بتحويل الشعوب الأرثوذكسية السلافية الى عبيد لديه".

حرّ عن الآخرين

ولفت المصدر الى أن "من باب الأخوّة العامّة، يُمكن للمسؤولين الكنسيّين الأرثوذكس في العالم أن يقوموا بمبادرة معيّنة لوقف الحرب، وذلك رغم أن كل بطريرك أرثوذكسي هو حرّ بكنيسته عن باقي البطاركة. ولكن عندما كانت تنشب الحروب في الماضي بين دول أوروبيّة غربيّة ودول العالم الأرثوذكسي، كان الأرثوذكس يدعمون بعضهم البعض. وأما الآن، فنجد الأوكراني الأرثوذكسي والكاثوليكي واليهودي يقاتل لصالح أوكرانيا ضدّ روسيا".

وختم:"في أي حال، لا أهميّة للتبريرات الإيديولوجيّة والدّينية للحرب الروسيّة على أوكرانيا إلا في فكر بوتين وحده".

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا