يحوّل ضحاياه لـ "أشباح".. هل وصل "ماربورغ" إلى لبنان؟

يبدو ان فيروس كورونا أبى ان يرحل من دون ان يُسلم الراية إلى فيروس آخر خطير يُثير حاليا الرعب حول العالم

وعلى الرغم من أنه ليس جديداً، إلا أننا بتنا نسمع عنه كثيرا هذه الأيام، إنه فيروس ماربورغ (MVD)، وهو فيروس مميت بنسبة تصل إلى 90%، وينتشر حاليا في غينيا الاستوائية والكاميرون، كما تم مؤخرا اكتشاف إصابة به في اسبانيا. فهل يتفشى عالمياً كوباء كورونا؟ وهل من مخاوف أن يصل الفيروس إلى لبنان؟

في هذا الإطار، حذر رئيس التجمع الطبي الاجتماعي اللبناني وممثل الرابطة الطبية الأوروبية الشرق اوسطية الدولية في لبنان البرفسور رائف رضا من الفيروس المتخفي النزيفي القاتل "ماربورغ".
وأشار رضا في حديث لـ "لبنان 24" إلى ان "هذا الفيروس يتخفى ويتنكر على شكل نزلة برد في أيامه الاولى وهو سريع الانتشار ومميت وفترة حضانته هي من أيام الى عدة اسابيع ، وتبدأ عوارضه بحرارة عالية وصداع في الرأس وأوجاع شديدة في العضلات وتقيء ثم يدخل الخلايا المناعية بقوة ويدمرها ويسبب نزيفا في فتحات الجسم، العين الانف والاذن والفم وسواها ويعطي نزيفا داخليا وخارجيا كما يفقد المريض سوائل الجسم والدم ويُصاب بالجفاف والاعياء والتعب الشديدين فيبقى مستلقيا على السرير ويتحول الى شكل مخيف كـ"الشبح" وبالتالي يحتاج لدخول المستشفى بحالة طارئة لتعويض ما خسره من سوائل الجسم والدم ليبقى على قيد الحياة"، مذكرا بأن حالات الوفاة تحدث في الايام التسعة من بدء الاصابة.

وأوضح ان "هذا الفيروس شبيه بفيروس ايبولا ولكنه مختلف ويتشابهان في نفس الاعراض فهو سريع الانتشار ويسبب الوفاة بنسبة 90% وفق ما أعلنت منظمة الصحة العالمية".

ولفت إلى ان "هذا الفيروس ينتقل من الحيوان، وخاصة الخفافيش وبعض القردة، الى الانسان ومن الانسان المصاب الى الانسان السليم عبر الخدوش والجروح والبراز والبول وسائل جسم المريض والعلاقة الجنسية"، مُشددا على أنّه يُستحسن أن يضع المصابون الواقي الذكري خلال سنة على الأقل من الإصابة بهذا الفيروس.

وأكد انه "لا يوجد حتى الآن أي لقاح ضد الفيروس او علاج له، لذا تخشى منظّمة الصّحة العالميّة أن يتحوّل إلى وباء"، مشيراً إلى انه ينتشر حاليًّا في افريقيا وخاصّة غينيا الاستوائية التي سجلت عدّة وفيات وإصابات جراء الفيروس وكذلك في الكاميرون إضافة إلى اكتشاف أول إصابة في اسبانيا".

وشدد رضا على انه "ليس للبنان القدرة في هذه الظروف الصّحيّة والاقتصاديّة على تحمّل تبعات "ماربورغ" الخطيرة"، مطالبا المعنيّين بالتشدّد في مراقبة الحدود وخاصّة المطار والتأكّد من صحّة القادمين خصوصًا من افريقيا لمنع انتشاره.

يُشار إلى ان فيروس ماربورغ اكتُشف لأول مرة بعد إصابة 31 شخصا ووفاة 7 أشخاص بعدما تفشى في توقيت متزامن عام 1967 في المانيا وصربيا.

وتوضح منظمة الصحة العالمية أن معدل الوفيات بسبب الإصابة بهذا الفيروس يمكن أن يصل إلى 88% ولا يوجد لقاح أو علاج مضاد للفيروس مصرّح به حتى الآن.

بدأ فيروس "ماربورغ" بالإنتشار حول العالم حيث تمّ الإبلاغ عن تفشّي المرض لأول مرة في غينيا الاستوائية في 7 شباط الحالي، وفي 13 شباط تمّ تحديده على أنه مرض فيروسي يُسمى "ماربورغ". فما هو هذا الفيروس؟ وما مدى احتمالية وصوله إلى لبنان؟!

في هذا الإطار, أكّد النائب الدكتور عبدالرحمن البزري, أن "ماربورغ هو فيروس مشابه للإيبولا ومتواجد قبلها ويسمى الفيروسات النزفية لأن من يصاب بها يتعرض للنزيف الحاد وعادة ما تؤدي إلى الوفاة".

وفي حديث إلى "ليبانون ديبايت", قال البزري: "هذا الفيروس موجود في عدد من المناطق بالعالم ونادراً ما ينتقل إلى مناطق أخرى إلا إذا كان هناك أحد مصاب أو انتقل بخطأ ما، وهذا الفيروس لا خطر منه لأن عادة المصابين به لا يستطيعون التنقل".

وشدّد على أن "الفيروس خطير وكل فترى يظهر في بلد أوروبي كإنذار، ولكن صعب إنتشاره مثل كورونا وخطره في مناطقه أكثر من خطره على مناطق أخرى".

ولفت إلى أن "هذا الفيروس مصنّف ضمن الفيروسات العشرة التي تستحق الدراسة وللأسف لا دواء شافي ولا لقاح فعال موجود له".

وختم البزري, بالقول: "لا خطر على اللبنانيين من هذا الفيروس وعلى الشعب اللبناني أن يحتاط لخطر أكبر وهو "الماربورغ" السياسي".