الانفتاح العربي على سوريا يُقلق روسيا...إحياء استانا "رئاسيا"؟!
منذ الجولة التاسعة عشرة التي انعقدت في تشرين الثاني الماضي، لم تجتمع الدول الضامنة لمسار استانة الهادف الى ايجاد حل سياسي للازمة السورية اي اجتماع، على رغم التطورات الكثيرة التي استجدت على المسرح السوري منذ ذلك الحين. الاجتماعات التي استضافتها العاصمة الكازاخية نور سلطان، اكدت بمجملها الالتزام الثابت بسيادة سوريا واستقلالها ووحدتها ومواصلة التعاون من اجل مكافحة الارهاب والتصدي للخطط الانفصالية الرامية الى تقويض سيادة ووحدة اراضي سوريا وتهديد الامن القومي للدول المجاورة بما فيها الهجمات عبر الحدود والوجود والنشاط المتزايد للجماعات والاعمال الارهابية.
بعد اربعة اشهر، وعلى اثر الزلزال المدمّر الذي حصد الآف الارواح في تركيا وسوريا فاتحا نافذة تواصل بين النظام والدول العربية اثر انقطاع استمر اكثر من احد عشر عاما، وابواب دول للرئيس بشار الاسد، نشطت الاتصالات بين رعاة استانا بقيادة موسكو لاستئناف اجتماعاتها من اجل التشاور في المستجدات الميدانية والسياسية.وافادت مصادر دبلوماسية "المركزية" ان روسيا تضغط في اتجاه عقد اجتماع سريع تفضّله على مستوى عال، اي رئاسي، واذا تعذر نسبة للتطورات، فوزراء خارجية الدول الثلاث، على ان يسبقه اجتماع رباعي في روسيا يضم اليها تركيا وايران وسوريا، يبحث في الاوضاع والتطورات ويمهد للاجتماع الارفع المتوقع عقده وفق التوقعات في مدة غير بعيدة.
اكثر من دافع يقف خلف الارادة الروسية بلم شمل استانا، بحسب المصادر، يشكل الانفتاح العربي على النظام ابرزها في ضوء حديث متنام عن مفاوضات تجري بين اكثر من طرف عربي لاستعادة دمشق مقعدها في الجامعة العربية في القمة المزمع عقدها في الرياض في شهر ايار المقبل، تزامنا مع جمود مسار فيينا النووي وانتفاء الرغبة الاميركية بالعودة الى طاولة المفاوضات، مقابل رفع مستوى الضغط على طهران من خلال محاصرتها بحزم العقوبات وعدم تمكنها من السيطرة نهائيا على موجات الاحتجاجات في الداخل والتلويح الاسرائيلي بضربها، بعيد المعلومات عن اقتراب نسب التخصيب لديها من حدود صناعة قنبلة نووية. كل ذلك معطوف على الانغماس الروسي في الحرب الاوكرانية وانشغالها عن ملف سوريا بما افسح المجال لعدد من الدول لمحاولة "التسلل" الى الداخل السوري طمعا بدور في المنطقة.
مجمل هذه العوامل تقض مضاجع روسيا، اذ تخشى ان يفلح العرب في استمالة الرئيس بشار الاسد اليهم مقابل اغداقه بالوعود، وتاليا تلبية شروطهم لاسيما لجم النفوذ الايراني واخراج اذرعه المنتشرة على الاراضي السورية، فتفقد موسكو ومعها ايران احد ابرز اوراق قوتها المستخدمة في مجال الضغط على الغرب ،ان في المفاوضات النووية او في الحرب على اوكرانيا. وتعتبر المصادر ان الاجتماع الاميركي- السعودي بين وزيري خارجية البلدين،انطوني بلينكن وفيصل بن فرحان ، على هامش اجتماع وزراء خارجية دول مجموعة العشرين في نيودلهي، وان بحث في العلاقات الثنائية الا انه لم يكن بعيدا حكما عن الوضع السوري ومتفرعاته من ضمن ملفات المنطقة المطروحة في لقاء الرجلين.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|