برّي: "ما تِحكوني بحدا غَيرو"
أعلنها الرئيس نبيه برّي صراحة، "ننتظر موافقة جبران باسيل على انتخاب سليمان فرنجية"، ولم يقل نتّكل على سمير جعجع. هذا التصريح فيه الكثير من الدلالات والمؤشّرات التي تدفعنا للقول بأن الإستحقاق الرئاسي، تُمسِك مفاتيحه الطائفة الشيعية.
كلام برّي الأول من نوعه منذ بدء المعركة الرئاسية، منح رئيس "القوات اللبنانية" صكّ براءة من التهم التي وُجهت إليه بالتناغم مع "الثنائي الشيعي"، أقلّه رئاسياً. ولو كان رئيس حركة "أمل" يتأمل دعم فرنجية من "القوات" كما "التيار الوطني الحر"، لما كان ربط مصير فرنجية بقرار جبران باسيل حصراً، دون سمير جعجع.
لكن معلومات مؤكدة، تشير إلى أن برّي لا ينتظر حصول فرنجية على أصوات تكتل "لبنان القوي"، بل يترقّب رئيس المجلس النيابي، ويرصد القرار السعودي الذي لم يعطِ الضوء الأخضر لوصول فرنجية إلى قصر بعبدا.
وتكشف المعلومات، أن برّي يرفض بشكل قاطع التفاوض على مرشّح رئاسي غير فرنجية، وهو مصرّ على إيصال زعيم "المردة" بأكثرية النصف زائد واحد أي 65 صوتاً. ويستمدّ برّي قوة مرشحه من عدم قدرة القوى المعارضة أي "القوات" والكتائب والنواب التغييريين والمستقلين على تأمين 65 صوتاً لمرشّحها، وهذا سببه عدم اتفاق تلك القوى على مرشّحٍ واحد، تماماً كما حصل مع رئيس حركة "الإستقلال" النائب ميشال معوض.
وفي حسابات برّي، فإن فرنجية بإمكانه الوصول إلى 65 صوتاً، هذه الأصوات هي نفسها التي نالها برّي نفسه عند انتخابه رئيساً للمجلس النيابي. لكن العقدة أمام فرنجية تبقى في مسألة تأمين النصاب، خصوصاً أن "القوات اللبنانية"، تراجعت عن مبدأ تعطيل جلسات الإنتخاب لمرة أو اثنتين.
وحتى اللحظة، لم يعلن "التيار الوطني الحر" قراره بشأن حضور الجلسات التي من الممكن أن تتوّج فرنجية رئيساً. وبحسب مصادر "التيار"، فإن الأخير غير مُجبَر على التعطيل، والمرحلة الراهنة تختلف عن فترة العام 2014 حين عطّل "التيار" الجلسات، لتأمين فوز مرشّحه حينها الرئيس السابق ميشال عون.
يحق لـ برّي العمل على إيصال حليفه فرنجية، وهو في تصريحاته يدعو القوى المسيحية، وتحديداً "التيّار"، إلى ملاقاته في ساحة بنشعي. أمّا القوى المعروفة بالسيادية، فإنها أمام مسؤولية تاريخية تستوجب التخلّي عن الشعبوية الفارغة والشعارات الرنانة، والعمل على تشكيل جبهة وطنية أولى أولوياتها تصحيح المسار السياسي لقوى المعارضة، وخوض الإستحقاق الرئاسي بمنطقية سياسية تقطع الطريق أمام عهد آخر من الحصار والإنهيار.
ليبانون ديبايت - محمد المدني
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|